أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - الاحتلال وثقافة البيعة














المزيد.....

الاحتلال وثقافة البيعة


باقر ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 537 - 2003 / 7 / 8 - 01:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

اسهمت اجواء الاحباط واليأس والسلبية التي خلفتها الدكتاتورية في العراق، في تحقيق اختراق كبير، لا مثيل له، لجبهة نضالية هامة في قوي التغيير، هي جبهة المثقفين.
وبالطبع، فان فرز الثابتين علي قناعاتهم السابقة، في هذه الجبهة وتشخيصهم، سيظل لفترة غير قصيرة، عملية صعبة ومعقدة، سواء بين الاكثرية التي آثرت البقاء داخل الوطن، ام بين من هاجروا.
فقد كانت عملية الاختراق لمثقفي الداخل، اصعب كثيرا. ولمثقفي المهاجر اسهل لحد ما، ورغم ما لمتانة شخصية المثقف من دور كبير في تحديد موقفه عند المنعطفات الحادة والخطيرة، فان الالتصاق بالناس، بالشعب المطحون، بالوطن المهان، وبالقدرة علي التعبير عن معاناتهم وطموحاتهم، بوفر امكانات اكبر للصمود بوجه الاغراء.
هناك عامل هام آخر يمكن ان نضيفه الي تأثير الالتصاق بالشعب ومعاناته، في تعزيز مناعة المثقف، هو القدرة ايضا علي التحرر من قيد العقيدة. فقد امكن لكثير من مثقفي الداخل الافلات من قيود العبودية لعقيدة الحاكم المستبد، حتي وهم ضمن اسرها.
ومن الجانب الآخر، لم يستطع بعض مثقفي الهجرة، ممن ظلوا تحت اسار عقيدة احزاب المعارضة، التحرر منها حتي حينما تحولت الي عقد خطرة بقبولها ارتهان الشعب المطحون والبلد المذل بالاجنبي الطامع.
وحينما اكتشف بعض مثقفي الاحزاب العقائدية، جمود وتخلف معتقداتهم، امام انفتاح العالم المعاصر، لم يختاروا حرية الرأي المستقل الرافض للمظالم والطامح للتغيير، بل هم بدلوا الوالي الذي ولي بجبابرة العصر العظام، ودمجوا تطفل العقل السابق بتطفل جديد للأيدي والافواه والجبوب.
عن التميير العنصري ، بين صحافيي الداخل والخارج، كتب الاستاذ محمد عارف في جريدة الاتحاد الاماراتية يقول: الصحافيون القادمون علي دبابات الاحتلال، يتقاضون شهريا ما يعادل مرتبات ربع قرن لزملائهم المحليين .
ومعلوم، ان من حالفهم سوء الحظ وعادوا علي ظهر دبابات الاحتلال، هم الجزء اليسير من كم كبير اعد في الخارج بدورات التأهيل المطلوبة لنشر ثقافة مبايعة الاحتلال وترويج اعلامه.
ونسمع امثلة ووقائع مذهلة عن حقائق الاغراء والشراء عند اختراق جبهة الثقافة، وعن تساقط بعض من كان يشار اليهم بالبنان كجيل واعد في الفكر والفن، لكنهم وقعوا للأسف في شباك الصائدين، اما اسفي، فسببه ان كثيرا من هؤلاء ربطتني واياهم سنوات طويلة من حوافز الأمل، وسنذكر حسنات موتانا!
اليوم، ما اروع العراقيين المسحوقين يصرخون في شوارع مدن العراق وامام عدسات الاعلام العالمية، رافضين الساسة الذين حملتهم الدبابات والطائرات الامريكية.
كان العقاب لهؤلاء، عدم قدرتهم علي الاتصال بالعراقيين، بدون حماية الدبابة الامريكية، وهكذا سيكون ايضا مصير مثقفي المبايعة.
لهذه الاسباب، لا غرابة ان نجد ان الساسة ومثقفي المبايعة، الذين قرروا واعلنوا ترحيب شعب العراق بالاحتلال الامريكي ـ البريطاني، وانكروا مقاومته له، يخشون التجرؤ علي مغادرة حصونهم الاثيرة، وبعضهم عاد ادراجه وآخرون يخشون الذهاب الي العراق المحرر .
بعضهم يدعي انه سيعود اليه بعد ان تهدأ الامور، وسيعلمون بأنها لن تهدأ ـ وسيرون عدد العائدين المحبطين الي الخارج، في ازدياد.
بعض مثقفي البيعة يعبرون عن ضآلة الفطنة وشحة النباهة حينما يغدقون علي المحتلين الامريكان والانكليز، النصائح كي يفهوا طبائع الشعب العراقي ويحترموا تقاليده.
ويفوت هؤلاء، او هم لا يريدون ان يعرفوا، ان شراسة وهمجية الممثلين في تعاملاتهم الشائنة مع العراقيين والعراقيات، انما يعبر عن اخلاقيات الرأسمال الامبريالي وجشعه.
وبعض الذين ملأوا بالأمس، المكتبات والندوات باطروحاتهم في تحليل الادب التقدمي، يتجاهلون اليوم، عند حديثهم عن دوافع الاحتلال الامريكي ـ البريطاني للعراق، ما قاله ماركس عن هذا الرأسمال، واليهم والي غيرهم وصفه له:
ان الرأسمال يخاف من غياب الربح والربح التافه جدا، كما تخاف الطبيعة من الفراغ، ولكن ما ان يتوفر ربح كاف حتي يصبح الرأسمال جريئا ويكفي ربح 10% ليشتغل الرأسمال في اي مجال كاف و30% ينشط و50% تتملكه جرأة مجنونة و100% يدوس بالاقدام جميع القوانين البشرية و300% ليس ثمة جريمة لا يجازف بارتكابها حتي لو قادته الي حبل المشنقة .
يذكر د. نجم الدليمي في مقالة له بعنوان: يا اعداء الامبريالية اتحدوا: تشير بعض المصادر ان كلفة الحرب الامبريالية ضد الشعب العراقي تتراوح ما بين 100 الي 200 مليار دولار، الا ان الربح المتوقع من هذه الحرب غير العادلة والظالمة هو 3 تريليون دولار .
فلو اخذنا تكاليف الحرب بحدها الوسطي، اي 150 مليار دولار، فان ارباح الامريكان منها سيصل الي عشرين ضعفا لتكاليفها، اي ان نسبة الربح هي 2000% وهذا ما لم يصل الي مخيلة كارل ماركس آنذاك. فاي جنون يقف وراء همجية الرأسمال الامريكي وجشعه؟ واي دافع يحمله علي الخوض في المستنقع العراقي؟ واخيرا:
كم هي جسيمة وخطيرة مسؤولية ثقافة الردة التي شجعت المعتدي وزينت له افعاله؟
كان القبول بطعـــــن الوطن والترويج العراقي للاحتلال، وما يزال، من صنع حفنات مرتدة فقط.
اما مقاومة الاحتـــــلال، فلم تكـــــن ارادة يقررها جيش او حزب، او مفكر او رائد، انها حق الشعب في ان يستمتع لوحده بوطنه وبخيراته، ومن يفكرون بنصح شعب العراق بالتعقل والتريث، في مواجهة الاحتلال، يجدر بهم ان يوجهوا نصائحهم هذه، للغازي وحده، وحينذاك سيتولي الغازي نفسه اهمال بضاعتهم الكاسدة، كما يفعل الآن.
 
 



#باقر_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة الاسلامية والوطنية سلاح العراق لمقاومة الاحتلال
- الطيبون يخلدون وداعا علي كريم
- وداعا شهيد اليمن , شهيد العرب جارالله عمر
- الديمقراطية ودولة القانون رهن بصد العدوان الامريكي
- العراق بعد العفو العام مبادرة إلى الانفتاح الديموقراطي


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - الاحتلال وثقافة البيعة