أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال بوطيب - قصص قصيرة 8














المزيد.....

قصص قصيرة 8


جمال بوطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 06:49
المحور: الادب والفن
    


بطون

قال الطفل التغلبي، وهو يقلب الجريدة بحثا عن صور ملونة:
- نفروا من برصي.
قال الطفل العبسي، وهو يلمع حذاء رجل متهدل الكرش:
- عيروني بسواد لوني.
قال الطفل الأسدي ، ويده الصغيرة تتسلق سطح السيارة الفخمة التي كان يغسلها:
- بالبخل نعتوني.
قال الطفل الحِميري وهو يفتش في مقلب قمامة كبير:
-يقولون إن لا أب لي .
لما سيقوا جميعا الى المحكمة بسبب عدم اكتراثهم بعيد الطفولة سألهم القاضي:
- لماذا تم القبض عليكم؟
رد الطفل العبسي:
- لأننا نكره الكبار .
ردد أصدقاؤه:
- لأننا نكره الكبار.
- وهذه السكاكين والسفافيد التي أمامي هل هي ملك لكم.
فكر التغلبي في تبرئة أصدقائه.
- هي لي وحدي.
قال الأسدي والحميري والعبسي بصوت واحد:
- لا، هي لنا جميعا.
التفت القاضي إلى يمينه ، حدق في أقصى القاعة. رفع صوته مهددا:
- ألا تعرفون أنها أسلحة؟؟
- نعرف.
- وأنها ممنوعة. ؟
- لا نعرف.
- سأحبسكم.
بعدها، لم يتكلموا . ظل القاضي يسألهم وهم لا يجيبون. نفذ صبره. ضرب بمطرقته على المنصة ضربات بحجم الغضب الذي لم يقو على كتمه. قال:
- ليس لديكم كلام، أم تمتنعون؟
- سنتكلم حين تردون إلينا سكاكيننا وأسفدتنا.


خـردة

حين أحيل على المعاش قرر أن يشرع في الصلاة ويبدأ رحلة جديدة بين داره والمسجد خمس مرات في اليوم. لكنه لم يستطيع ان يتخلى عن عادته القديمة في التجول في أسواق الخردة. كان يصلي العصر بعجلة، ثم يهرول إلى الجوطية. لم يستسغ الارتفاع في الأسعار الذي طال الأشياء المستعملة حتى صار ثمنها لاسعا.
عند بائع أ ثواب أثار انتباهه لباس غريب وغير مستهلك كثيرا: سال البائع:
- نسائي أم رجالي ؟
- معا. رد البائع.
فاجأه الثمن الذي كان أرخص مما توقع ،لنولما سأله عن اسم اللباس قال البائع:
- نخوة . اسمه نخوة.
طرحها أرضا لأنه لن يعرف كيف يرتديها وابتعد.كان البائع يلاحقه بصوته المبحوح:
- أؤكد لك يا سيدي أنها نخوة عربية.

شـعـور

لم يعرف ما الذي فعله حتى نزلت على خده صفعة الشرطي البدين .تلتها ركلات وسب و . . . بعدها لم يعد يذكر شيئا.
على الأرض سقط . أغمي عليه . في المستشفى حين فتح عينيه بتثاقل تنهدت زوجته وهمست بصوت مسموع:
- الحمدلله .ثم سألته:
- بماذا تشعر؟
- بالوطنية.

أنا لها

لا يذكر أصدقاء الحجاج بن يوسف أنه شارك في مظاهرة طلابية في سنوات الكلية إلا إذا كانت متعلقة بمنحة الدراسة. ولم يزر الحي الجامعي مرة إلا لرؤية محبو بته البضة القادمة من جبل بعيد في الريف. أحبه أساتذته لاجتهاده الذي لا يحد. استحقاقاته مشرفة دائما. أما رئيس الشعبة فقد كان راضيا عنه تماما لوقوفه جنبه في المسجد أثناء صلاة العصر.
لما تخرج حصل على منحة لمتابعة الدروس بفرنسا . درس العبرية هناك وفيها تخصص. تفوقه مثبت على شهادة الدكتوراه التي عاد بها من سنوات البرد وغسل الصحون إلى الوطن حالما بمنصب في الكلية. لكن أمله خاب
وطالت مدة عطالته وصار يدخن ويرتاد المقاهي وترك الصلاة و . . . .
ترشح إلى مبارة عمداء الأمن ونجح فيها. وتخرج عميدا. كان يتلقى الأوامر ويطبقها ويرقى .وفي كل نائبة مستعصية يقول:
- أنا لها.
وكلما رنّ في مكتبه هاتف الوالي ،توقع أن يقول له:
- من للجامعة؟؟
لكن ذلك لم يحدث.
www.jamalboutaib.jeeran.com



#جمال_بوطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا 7
- قصص قصيرة جدا 6
- قصص قصيرة جدا 5
- قصص قصيرة جدا 4
- الإرث- قصة
- قصص قصيرة جدا 3
- فن الالقاء وتربية الصوت : علم السحر وفن الأسر
- فن الالقاء وتربية الصوت:فن السحر علم الأسر
- قصص قصيرة جدا 2
- قصص قصيرة جدا
- غفوة -قصة
- العصفور الشاعر - قصة
- بلاغة الضمير في النبوة الكنعانية- كتاب الرماد لعبد الله رضوا ...
- السرد ديوان العرب : تأصيل النسب
- الموت المغربي : رؤى نصية
- الجماعات المحلية والتنمية الثقافية


المزيد.....




- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال بوطيب - قصص قصيرة 8