أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال بوطيب - قصص قصيرة جدا














المزيد.....

قصص قصيرة جدا


جمال بوطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


فـي أسبوع

عندما بدأت أفك الحروف، اشترى لي أبي كتابا اسمه " كيف تتعلم الصلاة في أسبوع؟". قرأت الكتاب. مر الأسبوع... ولم أتعلم الصلاة.
وحين التحقت بالمدرسة عشقت اللغات. جمعت بضعة دراهم واشتريت كتابا اسمه " كيف تتحكم في خمسة لغات في أسبوع ؟".
تحكمت في نفسي.هجرت اللعب. كبرت على أصدقائي والتصقت بالكتاب. مر الأسبوع ولم أتحكم في اللغات. وعدت إلى اللعب إلى أن فصلوني.
ولما فصلوني لم أغضب كثيرا.جمعت دراهم أخرى واشتريت كتابا اسمه "كيف تصبح مليونيرا في أسبوع؟ ". حفظت الكتاب. مر الأسبوع ولم أصبح مليونيرا.
سؤال واحد ظل يخنقني: ""ماذا يقصدون بالأسبوع ؟ هل لهم أسبوعهم ولنا أسبوعنا ؟ "
سألت صديقي: ألا يوجد كتاب اسمه ""كيف تنتحر في أسبوع ؟".
ضحك وقال:
- الانتحار لا يحتاج إلى أسبوع.
- الانتحار يحتاج إلى دقيقة أو دقيقتين.
-الانتحار شجاعة وقرار وتنفيذ.
تشجعت وقررت ولم أستطيع التنفيذ...
مرت دقيقة.
مرت دقيقتان ...وأعلنت في فرح ونشوة:
- لقد صار أسبوعي مثل أسبوعهم. وغدا أتعلم الصلاة واللغات وأصبح مليونيرا وانتحر "في أسبوع".


عبـارة زائـدة


أثبت النص مرفقا بأسئلته على السبورة السوداء المثقوبة في أكثر من مكان. الحصة حصة تركيب. كان مطلوبا إلى التلاميذ أن يشطبوا على كل عبارة زائدة. فوجئ بأكسل تلميذ في الفصل يتقدم نحو السبورة السوداء المثقوبة في أكثر من مكان. حمل الممسحة البنية الصغيرة. تراجع خطوتين إلى الوراء . تقدم نحو السبورة ثانية. أشار بسبابته إلى السؤال: "شطب على كل عبارة زائدة."
ودون أن ينبس بحرف، مسح التاريخ.
ألقى الممسحة البنية الصغيرة وغادر الفصل ، بينما تعالت التصفيقات.



ياسين والوادي


جمع الشيخ أحفاده ، وعليهم قص الحكاية التي كان مستهلها: "كان يا ما كان" ونهايتها:" وحكايتي مشات مع الوادي".
ياسين، حفيده الأكرت الشعر، ذهب إلى الوادي صامتا يتقفى آثار الحكاية.
بسذاجة طفل تساءل: "الوادي لازال في مكانه ، و أكيد أن الحكاية لازالت هنا... ".
غطس في الوادي بحثا عن الحكاية. لم يجد غير الحجارة الملساء والضفادع وأعشاب مائية . قرر ياسين عدم العودة من الوادي إلا بالحكاية متوهما أنه سيرضي جده.
لكن جده الذي دمعت عيناه وابيضت من الحزن ، اعتزل الحكي وصار من يومها يحكي لبقية الأحفاد حكاية واحدة هي حكاية " ياسين والوادي".


درس الــحب


مخمورا دخل الطفل إلى الفصل. حدق جيدا في المعلمة وقال:
- أحبك .
ضحك الصغار وظلت حنان تتأمله.
كانت المعلمة قد هرعت إلى مكتب المدير. وكان المدير قد هتف إلى الشرطة. سرى الخبر في المدينة :
- طفل مخمور قال لمعلمته أحبك...
عندما حضر مسؤول الشرطة كان التلميذ قد كبر، وقبل أن يقتربوا منه قال:
- لم أعد أحبها.
كانت رائحة الخمر لا تزال فواحة من فمه،وكان يبدو أطول منهم جميعا. بينما كان الوزير قد قرر أن يعدل المنهاج المدرسي وألا يدرس الأطفال شيئا غير درس الحب.
وفي أذن الطفل همست حنان:
- أنا صرت أحب الوزير.


المكافأة



يقينا أنني كنت أحلم حين أجلسني الرجل الأنيق على كرسي وثير في مكتبه الواسع والمكيف .ابتسم . ابتسم لي بالتأكيد لأنه لم يكن معنا ثالث . ابتسم لي مرات عديدة فاضطررت للابتسام . قال لي بأدب بالغ:
- نحن رهن إشارتك . نحن طوع أمرك . نحن عبيدك. اطلب ما
تريد. لا تتردد. اطلب.
في البداية ، طلبتُ - في سري - أن تكون عاقبة أمري سليمة،
وحين أصر الرجل وبعد تردد طلبت كوب ماء.
لكن صاحبنا غضب، وطلب إلي أن أكون في مستوى مسؤوليتي . قال إن علي أن اطلب عقارات مثلا، نساء، أموالا، سيارات ،،، فجلال قدري يفرض أن أ طلب أشياء أهم.
استحضرت جلال قدري الذي يفرض أن أطلب أشياء أهم، وطلبت من الرجل أن يأخذ ورقة وقلما ويسجل :
"أريد خروفا وبقرة وحمامة.
أريد زيتونة وتينة وليمونة.
أريد ساقية وبئرا وطاحونة".
وحين استرقت النظر إلى ورقته، وجدته لم يسجل ما قلت وإنما كتب:
" فعلا سيدي كما توقعتم".
وقبل أن أغادر مكتبه ، حمل السماعة وهمس في أذن ما بأنني أنا المقصود.
وبعد ساعة ، رأيتني ساكنا.
رأيت عنقي خاضعا إلى أعلى.
رأيت نساء باكيات .
رأيت عجوزا يعريني، وثوبا أبيض يخاط.




#جمال_بوطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غفوة -قصة
- العصفور الشاعر - قصة
- بلاغة الضمير في النبوة الكنعانية- كتاب الرماد لعبد الله رضوا ...
- السرد ديوان العرب : تأصيل النسب
- الموت المغربي : رؤى نصية
- الجماعات المحلية والتنمية الثقافية


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال بوطيب - قصص قصيرة جدا