أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سحر مهدي الياسري - إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان القسم الثالث














المزيد.....

إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان القسم الثالث


سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:39
المحور: حقوق الانسان
    


الآثار السلبية للعولمة على حقوق الإنسان
نحن نعيش في عصر العولمة الذي سيكون له على كيان أي مجتمع , وأي دولة,وبالتالي سيكون له الأثر الكبير على حقوق الإنسان لقد تغير وجه العالم مع بداية التسعينات بسقوط معسكرا بأكملها ونهاية الحرب الباردة. لذا بادر كثير من الفكرية والسياسيين بالحديث عما أسموه النظام العالمي الجديد. قلبت كثير من نظريات القانون الدستوري والعلوم السياسية التي تعلمناها على مقاعد الدراسة, فالعالم اليوم يتحرك في كل المسارات والاتجاهات في الوقت ذاته لا يمكن معرفة المسار الفعلي لمصير الإنسانية ومستقبلها. هذه التغيير قلب الموازين على جميع الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأمنية والعسكرية, ونتيجة لهذا ظهرت جملة من التحديات والرهانات المصيرية بوجه الدول وشعوبها على حد السواء, ومن أهم هذه التحديات ترتبط بدروس حقوق الإنسان.لقد أصبحت العولمة اليوم من الظواهر البارزة في المتغيرات الدولية في العالم والتي كما لها آثارها الايجابية لها آثارها السلبية التي سنبحثها في هذا المقال:-
1. أنها تقوم على إلغاء الهوية, والثقافة الوطنية, والتأثير على المصالح الوطنية, والقومية, وإيجا- أسواق استهلاكية والسيطرة على الأسواق المحلية وإلغاء الخصوصية الوطنية, وفرض الوصاية, والهيمنة تحت شعارات مغلوطة مثل ( محاربة الإرهاب,وحقوق الإنسان) وهي مفاهيم لا تقبل إلا تفسير القوى المهيمنة في ظل العولمة, وكل هذه السلبيات أو بعضها تؤثر على حقوق الإنسان حيث تقود حتما إلى البطالة والفساد وزيادة العصبية والإقليمية والحقد والكراهية بين الشعوب والأمم وأبرز ما ينتج عنها الإرهاب بأشكال وصور لم يعهدها العالم من قبل والتطرف والجريمة المنظمة بأشكالها المختلفة والمستجدة وكذلك الفساد المالي والاداري.
2. إن العولمة جاءت وبالا على حقوق الإنسان حيث قال البعض أنها الانقلاب على حقوق الإنسان وحرياته في العالم وهذا الانقلاب ينفذ لمصلحة الشركات العالمية الكبرى التي تتحكم باقتصاد العالم, والسياسات الاقتصادية للحكومات, عبر إرغامها على أتباع إرشادات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ونصائحهما, التي تتضمن غالبا تخفيض قيمة العملة, وتخفيض مريع في النفقات العامة وبصورة خاصة على المستوى الاجتماعي , وتقليص اعتماد التعليم,والصحة, والسكن, وإلغاء المعونات المتعلقة بالمواد الاستهلاكية بما فيها المواد الغذائية, وخصخصة مؤسسات الدولة, وزيادة تعرفة الكهرباء,والمياه, والنقل, وخدمات الهاتف, ووضع حد أعلى للأجور, والرواتب ومن خلال هذه السياسات تضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط حينما يسحق الجوع والعوز ملايين من البشر تحت ظلال أصلاح الاقتصاد.
3. أن حقوق الإنسان كما يعرضها الغرب ودعاة العولمة, مازالت قاصرة عن تقديم الضمان الكافي لحقوق الإنسان في كل مكان, وأنها تقتصر على بعض الجوانب وبعض الأماكن.
4. أن العولمة بمفاهيمها وأفكارها أشاعت الفساد الأخلاقي بين الشعوب, فقد انتشرت المخدرات وجرائم القتل, وسقطت كرامة الإنسان, وبدا أمنه خوفا, وهبطت المثل, وانتشر الفقر أزداد سطحا وعمقا.
5. أن العولمة الغربية قضت على حقوق الإنسان الثقافية, فلكل مجتمع أرثه الحضاري ومثله الراسخة في ضميره, وهذه المثل تشكل نظرته, ولكن العولمة تقضي عليها وتحل محلها قيمها ومثلها المادية, ولا يخفى أن المعاهدات الدولية تؤكد على حق الإنسان في التمسك بثقافته الخاصة, والتكلم بلغته الخاصة, والتجاهر بدينه الخاص, والإعلان عن مذهبه الخاص, لكن العولمة تبغي تعميم ثقافة واحدة على أرجاء المعمورة.
6. اندثار مفهوم السيادة وهي في الواقع من أهم مقومات الدولة, والشعوب المستقلة التي تملك حرية تقرير المصير. ولكننا اليوم نسمع من المختصين بالقانون يتحدثون عن زوال المفهوم التقليدي للسيادة باعتبارها سلطة تبنى على القانون وهي سلطة أصيلة وسلطة عليا في مضمونها القانوني الذي يعني احتكار الدولة كل السلطة واختصاصاتها وحدها على إقليمها وشعبها, وأن الشعوب تعتبر أمانة تؤتمن عليها حكوماتها وأن هي حادت عن السبيل ( سبيل حقوق الإنسان ) يحق للأمم المتحدة التدخل مباشرة في الشؤون الداخلية للدولة.
7. أن العولمة اليوم تعني هيمنة دولة واحدة على مقدرات العالم دون غيرها من الدول. لتكون رائدة العولمة, بأن يقبل العالم كله, أما عن طريق الإقناع أو الإكراه, ثقافتها وإعلامها ورؤاها السياسية والاقتصادية, فالعولمة ما هي في الحقيقة ألا تكريس لهيمنتها وتعميق لسلطاتها المطلقة في السياسة والاقتصاد والدفاع وغيرها, وهو تعزيز لنفوذها.

هذه بعض سلبيات العولمة التي لها آثارها على حقوق الإنسان بوصفها شكلا من أشكال السيطرة الإمبراطورية التي تقوم على أرخبيل من المراكز الاقتصادية المتقدمة وسط بحار الجوع والفقر.
أن دول العالم اليوم أما خيار الانخراط في برنامج العولمة دون تحفظ, وهنا ستفقد هويتها وحضارتها وتذوب في التبعية الغربية, أو أن تختار الانعزال عن العالم وأقفال النوافذ أمام الحضارة العالمية القادمة في ثوب العولمة, وهذا لم يعد حلا, لأن الحدود الدولية ذابت والحل ليس من الانعزال عن العالم بل في إثبات الوجود وهذا يستلزم استيعاب مقاصد العولمة الحميدة وبناء الدفاع الثقافي ضد العولمة الخبيثة وبرمجة التعامل الثقافي مع العولمة وأن نختار العولمة الايجابية والتعرف عليها وليس رفضها لان مشاركتنا العالم في بناء حضارتها تستوجب مشاركتنا الفعالة , وان مفكري اليسار والقوميين والإسلاميين ومدعوين اليوم إلى دراسة هذه الظاهرة , وفهمها بكل مكوناتها وتداعياتها, وفهم قوانين حركتها بكل من تنطوي عليه من تناقضات كي لا يبقى الفراغ الفكري في ساحتنا الثقافية يدفع بنا في تيارات متناقضة لا تخدم مساهمتنا الحضارية لبناء مستقبل البشرية الخالي من الظلم والفقر والعوز.



#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات حقوق الأنسان في القرن الحادي والعشرين– القسم الثاني
- إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان - القسم الأول
- الحق في بيئة نظيفة آمنة حماية للوجود الانساني على الارض
- حق الفرد في القاضي الطبيعي ودلالته الانسانية
- الضمانات القانونية لتكريس حقوق الانسان
- الشعب والقضاء الليبي ينتصران لحق الانسان في الحياة
- دلالات حقوق الأنسان في القرن الحادي والعشرين - القسم الاول
- الارهاب وحقوق الانسان
- ليبيا..... بحر ماء ..... بحر رمل
- ((الحق بالمشاركة السياسية والضمانات القانونية لحماية هذا الح ...
- إلغاء عقوبة الإعدام بسبب الممارسة السياسية واجب إنساني
- عقوبة الاعدام أهدار لحق الانسان لحق في الحياة
- المقابر الجماعية ليست عقدة شيعية !!– دراسة قانونية
- التمييز في العمل ضد النساء والحماية القانونية والاجتماعية ال ...
- قوانين الأسرة بين التقديس والواقعية
- الإضراب عن العمل حقا تقره القوانين وتحاربه السلطات
- العراقيون خارج القطر ضيوف أم لاجئين
- المرأة المعوقة ظلم قانوني وأجتماعي - دراسة قانونية
- مستقبل المرأة العراقية وآمالها في القوانين
- أنها الغابة ... أيتها السمراء


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يطلب من تونس إيضاحات بشأن حملة اعتقالات في ...
- السعودية ترحب بتبنّي الأمم المتحدة قرارا لمنح دولة فلسطين عض ...
- لاجئون سوريون يعودون من لبنان
- تونس: الاتحاد الأوروبي قلق من اعتقالات بصفوف المجتمع المدني ...
- لبنان يعيد مئات اللاجئين إلى سوريا -في إطار العودة الطوعية- ...
- الاتحاد الأوروبي يعرب عن -قلقه- بعد موجة اعتقالات في تونس
- لبنان يستأنف ترحيل اللاجئين السوريين
- إعتصام أمام الأونروا في بيروت تنديدا بقراراتها ضد موظفيها ال ...
- -عطشى- ببلد اللجوء.. أزمة مياه تهدد حياة اللاجئين السوريين ف ...
- كاميرون: سكان غزة يواجهون خطر المجاعة.. وهجمات المتطرفين على ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سحر مهدي الياسري - إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان القسم الثالث