أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سحر مهدي الياسري - إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان - القسم الأول














المزيد.....

إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان - القسم الأول


سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:32
المحور: حقوق الانسان
    


العولمة ظاهرة متعددة الأبعاد , ومن أبعادها المؤكدة البعد العلمي, والتكنولوجي, ثم البعد الاقتصادي, ولقد بات بعدها الاجتماعي واضحا, ومما يميزها أن التغييرات التي صاحبتها تتوقف على إرادة الأفراد بخلاف التغييرات السياسية, والتقنية التي تحدث بفعل البشرية .ولقد تضاربت الآراء بخصوص العولمة والمقصود بها, واختلفت بحسب الزوايا التي ينظر منها الباحث وهي تتمحور حول أربعة أنواع, العولمة باعتبارها مرحلة تاريخية, أو العولمة باعتبار تجلياتها للظواهر الاقتصادية أو باعتبارها انتصارا للقيم الأمريكية أو ثورة سوسيولوجية وتكنولوجية. لذا لا يوجد تعريف محدد متفق عليه للعولمة, فالماركسيون الجدد يرون إنها نهاية الرأسمالية, وتؤدي إلى مزيد من الانقسامات لتكريسها الاستغلال وسيطرة القوي, أو الغني على الضعيف في حين إن اللبراليين يقولون إنها المنتج النهائي لعملية تحول كبيرة في السياسات العالمية, وأن الثورة العلمية والتكنولوجية جعلت العالم أشبه بشبكة واحدة, ورأى البعض الآخر في العولمة مشروع استحواذ جديد يقوم على ما يسمى بالوحدة الاقتصادية العالمية التي تجد أساسها في اتفاقيات الجات التي تم استبعادها لصالح منظمة التجارة العالمية, لأن عولمة الاقتصاد هيأت العالم لكونية تشهد الانتقال إلى إلغاء الحدود التجارية في العالم والانتقال إلى عصر شمولية السوق . ومحاولة التوحد الثقافي في ظل ما عرف بالأمركة, إلى جانب الاتفاقات الساعية إلى توحيد الجهد الأمني لمواجهة الإرهاب. وقد جاءت العولمة استجابة لمنطق الرأسمالية العالمية التي تبلورت احتياجاتها الخمسة في سياق الاحتكارات الخمسة: الاحتكار التكنولوجي, والاحتكار المالي, واحتكار الموارد الطبيعية, والاحتكار الإعلامي, واحتكار وسائل التدمير الشامل.
علاقة العولمة بحقوق الإنسان :-
لقد أضحت حقوق الإنسان جزء من الوعي المتمدن المعاصر, وإطارا عاما لكل المجالات الإنسانية, وخطابا عالميا تتصارع حوله السياسات الدولية, وتتنازع الحجج لدعم اتجاهاتها, موضوعا للتفاعل, والتواصل,بين مختلف الثقافات, والحضارات والمجتمعات, وهي مظهر من مظاهر الحداثة, وأهم ملامح عصر المعلوماتية,تزايد عدد المنظمات غير الحكومية المتخصصة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان, والمنظمات الحكومية التي أنشأتها الدول لتعبر عن وجهة نظرها ولتدافع عن سياساتها وما يوجه أليها من اتهامات, وأصبحت سمة العصر الحاضر بل حرصت الدول على استحداث إدارات, ومؤسسات متخصصة بحقوق الإنسان في مختلف القطاعات وخاصة الأمن, والعدل, أو إنشاء منظمات ولجان وأمانات لشؤون المرأة أو الطفل,أو لذوي الاحتياجات الخاصة, أو للبيئة أو غيرها ويرجع ذلك لأسباب كثيرة منها:-
1. إن بعض الدول تؤمن بقيمة حقوق الإنسان وحرصت بالتالي على دعم المجال المعرفي, واحترام حقوق الإنسان.
2. السبب الثاني هو إن الدول الكبرى في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تصدر تقارير سنوية عن وزارة خارجيتها, الذي يوجه اتهامات للدول لانتهاكها حقوق الإنسان.يجعل هذه الدول في حال دفاع عن سياساتها لدحض تلك الادعاءات.
3. أن عدد من المنظمات الناشطة في مجال حقوق الإنسان, مثل منظمة العفو الدولية, والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان, واللجنة الدولية لحقوق الإنسان, وغيرها تتلقى معلومات مباشرة من الأفراد بفضل ما أتاحه العلم من وسائل للاتصال, وتصدر تقارير دورية عن انتهاكات حقوق الإنسان, وتقوم بزيارات مبرمجة للوقوف على انتهاكات حقوق الإنسان مما فرض على الدول التزاما, ولو كان ظاهريا لاحترام هذه المنظومة, وهي بالتالي ظاهرة إيجابية .فلا غرابة في أن يركز في عصر المعلوماتية الذي يعرف أيضا بالحماية الدولية لحقوق الإنسان, أو الضمانات الدولية لحقوق الإنسان أو حقوق الإنسان في السياسات الدولية, أو القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وملامح تأثير العولمة على حقوق الإنسان في تنامي الاهتمام بحق الإنسان نجدها في العديد من المؤشرات الموضوعية سواء ما تعلق منها باستقرار مجال دراسات حقوق الإنسان بوصفه علما مستقلا له ذاتيته البحثية ونموذجه الخاص به, وأطره النظرية أم كيفية تطبيقها على دراسات بعينها وتعميم النموذج اللبرالي لحقوق الإنسان باعتباره نموذجا عالميا يفترض صلاحيته ويشكل الأساس الذي قاس به مدى وفاء الدول بالتزاماتها, وتقويم ممارساتها بما أصبح معيارا للتمدن والحضارة .وقد طورت هذا المعيار مراكز البحوث المتخصصة في مجال حقوق الإنسان لتتواءم مع عصر المعلوماتية.
كما أن تأسي الجمعيات, وممارسة العمل الأهلي من أهم مظاهر حرية ممارسة الحق السياسي, وتنامي دور المنظمات غير الحكومية على الصعيدين الدولي والإقليمي في السنوات الأخيرة التي منح بعضها الصفة الاستشارية في العديد من الهيئات, والمؤسسات الدولية لتكون أداة ضغط على الدول, إذا كانت من جانب المعارضة, ألا أن النتائج التي ترتبت على انخراط هذه المنظمات والجمعيات في أجندة أعمال منظمات دولية حكومية, أو غير حكومية حرمها من الاستقلالية والموضوعية من جهة, فإن هذه المنظمات لم تعد مالكة لقرارها, وان وجودها مرتبط بالمؤسسات الداعمة التي تدور في فلكها بما في ذلك لغة الممول وبالتالي, أٌهدر حق تنظيم الجمعيات وتأسيسها الذي أستغل من قبل البعض للوصول إلى مراكز سلطوية.
لقد أصبحت حقوق الإنسان وسيلة للضغط الدولي أكثر مما هي مصدر للالتزامات قانونية فعلية وقد تؤدي إلى إنزال العقوبات على دول اعتبرت خارجة على القانون من منظور مجلس الأمن الذي تحول إلى أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية,لسيادة منطق القوة من جهة, والمصلحة الخاصة للدول الأعضاء الدائمين وغير الدائمين, الذين لا يتوانون عن عقد التسويات واستغلال أزمات الدول, التي قد تطرد من الجماعة الدولية أو تمتهن كرامة شعوبها بتجويعها وإفقارها بحجة انتهاكها لحقوق الإنسان في حين دول أخرى مرضي عنها تمارس أبشع أشكال انتهاك حقوق الإنسان لا يجري الحديث عن سجلها الإجرامي .
سحر الياسري- محامية



#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق في بيئة نظيفة آمنة حماية للوجود الانساني على الارض
- حق الفرد في القاضي الطبيعي ودلالته الانسانية
- الضمانات القانونية لتكريس حقوق الانسان
- الشعب والقضاء الليبي ينتصران لحق الانسان في الحياة
- دلالات حقوق الأنسان في القرن الحادي والعشرين - القسم الاول
- الارهاب وحقوق الانسان
- ليبيا..... بحر ماء ..... بحر رمل
- ((الحق بالمشاركة السياسية والضمانات القانونية لحماية هذا الح ...
- إلغاء عقوبة الإعدام بسبب الممارسة السياسية واجب إنساني
- عقوبة الاعدام أهدار لحق الانسان لحق في الحياة
- المقابر الجماعية ليست عقدة شيعية !!– دراسة قانونية
- التمييز في العمل ضد النساء والحماية القانونية والاجتماعية ال ...
- قوانين الأسرة بين التقديس والواقعية
- الإضراب عن العمل حقا تقره القوانين وتحاربه السلطات
- العراقيون خارج القطر ضيوف أم لاجئين
- المرأة المعوقة ظلم قانوني وأجتماعي - دراسة قانونية
- مستقبل المرأة العراقية وآمالها في القوانين
- أنها الغابة ... أيتها السمراء
- حقوق الانسان في ظل قوانين الطوارئ
- ناس من مصر


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سحر مهدي الياسري - إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان - القسم الأول