أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - الشاعرة السويدية كارين بوية















المزيد.....

الشاعرة السويدية كارين بوية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 626 - 2003 / 10 / 19 - 05:41
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة السويدية كارين بويةKARIN BOYE

كانت لها صورة عن الإرهاب في  زماننا

                   

تتناول  كارين بويه  في شعرها   المسائل اليومية البسيطة  ، من قبيل كيف يعيش الإنسان  و كيف يجب أن تُعَاشَ الحياة  . فشعرها تعبير  عن ألم و معاناة الإنسان  من النقصان و اللاكمال   ، و تطلعه إلى الكمال .  "نعم، بالطّبع ، إنه أليم" ،   تقول في أحدى قصائدها  الشهيرة.  فعلاً ،  من المؤلم  أنه لا يمكن لكائن ما أن يصبح ما يبغي أن يكون . إنه  ألم النقصان الذي ، انبثقت منها قصائدها و خرجت  إلى الحياة. أغلب قصائدها هي في الغزل ، و قوة الإلهام فيها أقوى من الكلمات التي تصورها . و القصائد الأخرى كتبتها بنفس الإسلوب و تتميز بشفافية ، تعبر فيها عن رؤيتها  عن الكون والحياة .  "  الإبتلاء  بالنّقاء " صيغة لتصوير سعيها المتواصل  لفهم اللغز المؤلم لتناقضات الحياة.

فليس هناك نقاء أو خلوص  في الحياة . لكن قد يتواجد النقاء في الفنّ ، و في الشّعر حيث " أرادت  رسم  ملعقة خشبية ، بطريقة تعطي للناس فكرة عن الإله". إنّ  تلقي شعر كارين بويه يلزمه ادراك ثنوية  الحلم  و الواقع . فكلمات قصائدها في غاية الخفة و الجمال ،  و قصائدها تتراقص مع  الموسيقى الداخلية فيها  . لكنّ خلف هذه الكلمات الجميلة و هذه الموسيقى، يشعر القارئ  بقلقها و تشتت روحها  . فالحياة ما كانت قط لتعاش هكذا . فالواقع يهرب من أحلامنا مارا  في دروب منخفضة   ، بعيدا  عن السّحب التي  خلقتها   في قصائدها الأولى  . فهذه المفارقة  هي التي  وهبت  لشعرها الحياة الأبديّة . وحين نقرأ قصائدها اليوم ، نتعرّف على ذواتنا ا خلال الخير و الشر  . كارين بويه تحضر دوما في حياتنا  عبر رؤاها في  الجميل و القبيح ، فالثنوية في حياتنا تجعل من هذه الشاعرة تحيا برفقتنا  دوما.

ففي قصيدة  لها مشهورة ، تقول :

 

اليوم المجيد ليس الأعظم أبدًا .

فأفضل يوم هو يوم عطش .

 

إن في رحلتنا لمعنى و نيات،

لكن الطّريق هو ما يحمل المجد .

 

خير  هدف هو راحةُ طوال مساء،

حيث تُشْعَل النّار و يقطّع الخبز بسرعة .

 

وفي أمكنة  حيث ينام المرء  لمرّة واحدة،

يصبح النّوم آمنًا و الحلم مفعما بالأغاني .

 

هلموا ، هلموا ! يبزغ اليوم الجديد .

و مغامرتنا العظيمة تدوم أبدا .

 

« ها قد يبزغ اليوم الجديد»  كانت رسالة كارين بوية (1900-1941) التفاؤلية والتي قدمتها في قصيدتها المعروفة "في الحركة" المطبوعة عام 1927حين تخلت عن عقيدتها المسيحية و شرعت تكتب مقالات تضمنها آراءها وتناقش قضايا مختلفة في مجلة « كلارتيه » الاشتراكية. و كرست جل اهتمامها لنصرة قضية المرأة ، مهاجمة ما أطلقت عليه " ثقافة النفاق البرجوازية" فكتبت قصائدها وترجمت الكثير من شعر الحداثة الأجنبي إلى السويدية  . كانت كارين بويه  تناضل بلا هوادة لتغيير المجتمع و حياة  الإنسان نحو الأفضل و في سبيل المساواة بين الرجل والمرأة في علاقات مساواة وحرية ،  مما كان عملها في هذا الميدان،  و في تلك الظروف تنطوي على مخاطر جسيمة .

ولكن بعد ثلاثين عاما من كتابة قصيدتها التفاؤلية « في الحركة» صدرت قصتها ( كالوكايين .. رواية من الألفية الثالثة ) و التي قد كتبتها كما تقول " تحت تأثير غثيانات باطنية " و مذ ذاك  تحولت كليا عن الإيمان بالتفاؤل بالمستقبل ،  إذ تعتبر «كالوكايين» إحدى الروايات السويدية الأكثر سوداوية ، و رؤية مرعبة لمجتمع المستقبل .

تجري أحداث الرواية في « دولة العالم » حيث سكانها الذين يطلق عليهم "العساكر" تلزمهم تراخيص خاصة صادرة عن العالم العلوي لكي يغادروا  إليه من عالمهم السفلي بكل ما يحويه من منازلهم ومحلات أعمالهم ، فالدولة تتحكم بكل ما يقوم به المواطن أو يتفوه به بواسطة عيون وآذان البوليس . كما تتم تربية الأطفال في دور حضانة لتخريجهم عساكر مطيعين .

الشخصية الرئيسية في الرواية هي« ليو كال » الكيماوي الناجح في المدينة الكيماوية رقم 4 وقد اكتشف عقار الحقيقة  "كالوكايين " الذي تستخدمه الدولة للاطلاع على ومعرفة ما يجول في خاطر المواطن والتحكم فيه.  ويبقى ليو كال لفترة مقتنعا بعمله و اكتشافه الجديد ومدافعا عنه . فكيف للأفكار والمشاعر أن تكون قضية الفرد ؟ فما دام العساكر يتبعون الدولة فمشاعرهم يجب أن تتبعها أيضا و قد أصبحت  الدولة بفضل الاكتشاف الجديد تمتلك الوسيلة لذلك .

تمر شخصية ليوكال بعد عمله في الكالوكايين بتغيرات خطيرة، فبعد أن يتم إجراء التجربة علي الكثيرين لا ينفكون يحلمون أحلام ممنوعة ، من قبيل انهم ينعمون بحياة هنيئة  في مدينة سحرية في البرية، حيث الناس يعيشون حياتهم في محبة و صدق دون إكراه على شئ . «فمنّا الحياة  واليكم الموت » يقول أحد الذين أجريت عليه التجربة بعقار الكالوكايين وهو عضو في حركة مقاومة سرية . فبعدئذ يدب الشك في ليو و يقلقه الأمر اكثر حين يعلم انه حتى زوجته تحمل كراهية لدولة العالم و تنشد عالما آخر .

« ربما يقوم عالم جديد من أمهات – سواء كانوا رجالا أو نساء ، سواء كان لهم أولاد أم لا . لكنهم أينهم ؟! »

كتبت كارين بويه كالوكايين عام 1940 العام الذي احتلت القوات النازية الدانمارك والنرويج آخذة في الحسبان و التفكير النازية و الفاشية ، حين قامت بتصوير الإرهاب في دولة العالم .

كان كالوكايين النتاج الأخير لكارين بويه قبل أن تنتحر عام 1941.

ومن شعرها:

نعم، أنه أليم آن تتفتق  البراعم ،

و إلا لماذاَ يتوجس الربيع ،

و  شوقنا الحارق سجين النظرات المريرة الجامدة؟

فالبرعم طوال الشتاء هي الملاءة   ،

فما هذا الجديد الذي يستهلك ويتفجّر؟  

نعم ، أنه أليم آن تتفتق البراعم..

 ألم للذي ينمو.. و ألم للذي يترعرع .

وكم أليم   حين  تسقط القطرات ؛

ترتعش من الخوف ؛  تتدلى ثقيلة 

تتشبث بالأغصان ، تنتفخ و تتلاشى.

كيفما كانت  متسلقة فالثقل يهوي بها.

صعب أن تتردد خائفا ممزقا وان تشعر بالبرد العميق و رجفة العظام ،

وأن تجلس فقط مرتعشا .

 ومن العسير أن تختار البقاء والسقوط ،

ففي أسوأ الحالات ؛ وحين لا يشفع أي شئ ، تنفجر البراعم نشوانة .

وإذ ليس ثمة خوف أو خشية ؛ تسقط القطرات من أشواكها منيرة ؛

 ناسية أنها كانت مرعوبة من الجديد الآتي ،

ناسية عذاب رحلتها ،

إنها تشعر بابتهاجها الهائل لحظة تكون في الهناء الذي  يخلق العالم .

                                                                          21/2/01

                                                              مالمو –السويد

 



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماه شرف خان كردستاني
- وفي قلوبهم للطغاة عروش
- أمواج الأحلام
- قصائد للشاعرة الفنلاند سويدية أديث سودرغران
- بؤساء- -هوغو- و بؤس الثقافة العراقية
- قصائد للشاعر السويدي آرتور لوندكفيست
- العنصرية البليدة في فكر صباح ديبس
- اربع قصائد
- يجب أن يكتمل الأمل ، وتحية إلى حركة العاطلين عن العمل
- همسات داكنة
- حجارة الوند
- أزرق الهجيع الأخير
- سحر الشعر
- الشعر يوصل الإنسان إلى التخوم القصية للحياة


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - الشاعرة السويدية كارين بوية