أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - تركية وتحديات المرحلة الجديدة














المزيد.....

تركية وتحديات المرحلة الجديدة


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 05:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت الانتخابات، وأحكم حزب العدالة والتنمية، قبضته على سدة الحكم من جديد، وظفر عبد الله غول بالرئاسة، ونسبة /46,93/ بالمائة من أصوات الناخبين، ضمنت لهم الفوز بـ/342/ من أصل /550/ مقعداً في البرلمان، الأمر الذي يمنحهم صلاحية مطلقة لتشكيل حكومتهم منفردين، أما الحزبان المقربان من المؤسسة العسكرية، حزب الشعب الجمهوري فقد كانت المرتبة الثانية من نصيبه بنسبة /20,72/ بالمائة، وحصل بذلك على /112/ مقعداً، في حين حصل حزب الحركة القومية على المرتبة الثالثة بنسبة /14,39/ بالمائة، ليحصل بذلك على /70/ مقعداً، كما أن الملفت للنظر فوز /24/ مرشحاً كردياً بمقاعد في البرلمان التركي بعد استبعادهم عن الحياة البرلمانية مدة /13/ عاماً، أما نصيب النواب المستقلين فقد كان /5,08/ بالمائة، فحصلوا بذلك على /26/ مقعداً.
الفوز الذي سجل كانتصار شخصي لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ذي الشعبية الواسعة في المجتمع التركي، والمتهم من قبل علماني تركية، وجنرالاتها بمحاولة أسلمة مؤسساتها، واجهته المؤسسة العسكرية مراراً، هذه المؤسسة التي اسقطت أربع حكومات منذ العام /1960/ والتي تهدد باستمرار من مغبة المساس بمبدأ العلمانية، التي تقوم عليها الدولة التي اسسها مصطفى كمال اتاتورك في /1923/ وحاولت من خلال القضاء التركي، منعه من مزاولة العمل السياسي، حيث أقام المدعي العام لمحاكم التمييز التركية صبيح قناد أوغلو، دعوى لحل حزب العدالة والتنمية، كما صرح في وقت سابق رئيس المحكمة الدستورية التركية مصطفى بومين، أن الدعوى التي أقامها المدعي العام في محاكم التمييز التركية لحل حزب العدالة والتنمية، لا يمكن الانتهاء منها في غضون فترة زمنية قريبة.
الانتخابات التي تبدي ظاهراً مدى ديمقراطية بلد مثل تركية، غالبية شعبه مسلمون شبه أصوليون، في حين يحكم البلاد من خلف الستار، جيش لا ديني متمسك بعلمانية مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وأردوغان الذي ظهر كقيادي سياسي شاب، ومنذ بدايته السياسية تعهد أن يمضي قدماً في الاصلاحات السياسية، والاقتصادية المطلوبة للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي. لكن رغم كل ذلك الفوز يفتقر حزبه إلى أغلبية الثلثين في البرلمان، اللازمة لتغيير دستور تركية، ويتعين عليه التحالف مع أحزاب علمانية، وقومية للمضي في مشاريعه.
حزب العدالة والتنمية، سيواجه القوميين الأتراك الذين سيمنعون بكل ما أوتيوا من قوة، منح المزيد من الحقوق للأقليات العرقية، والدينية وبخاصة الكرد، الحليف الأكثر استراتيجية لأردوغان، وخاصة بعد حصول حزبه على أعلى النسب في مناطق كردستان تركية. كما أن الاصلاحات الاخرى التي يريدها الاتحاد الاوروبي، وإرسال المزيد من القوات إلى الحدود مع كردستان العراق، للقضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني القوة المسلحة المعارضة، التي يقاتلها الجيش التركي منذ عام /1984/ في صراع راح ضحيته أكثر من 30 الفاً. كل هذا سيكون في الأجندة.
من الناحية الاقتصادية والأهم بالنسبة لأردوغان، يرى اقتصاديون أنه يمكن أن يمضي الأن قدماً في سياسات السوق الحرة، التي أدت بالفعل إلى نمو اقتصادي كبير، واستئناف محادثات الانضمام للاتحاد الاوروبي المتعثرة، رغم أن التململ المتزايد في تركية من مماطلة الاتحاد في قبول انضمام تركية، ومقاومة فرنسا لمساعيها الانضمام للاتحاد، مثيرة بذلك قضية الإبادة الجماعية للأرمن، قد تثيران مشاكل في المستقبل.
البرلمان التركي الجديد يواجه جملة من التحديات، القضية الكردية في تركية، وإتمام المباحثات للانضمام إلى الاتحاد الأوربي، كما أن مقارعة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، والانقسام المتزايد حول دور الإسلام في المجتمع التركي، وزيادة مخاوف العلمانيين من أن الحكومة الإسلامية، قد تزيد من التأثير الديني على السياسية في تركية العلمانية، من أهم المواجهات التي سيخوضها العدالة والتنمية، التي يجب أن يتوخى الحذر فيها.
رغم أهمية علمانية الدولة التركية وعدم أسلمتها، تعتبر القضية الكردية في تركية، من أهم القضايا التي تعيقها من دخول القفص الذهبي الأوربي، والتي غالباً تجابه محادثاتها بسيل من الأستفسارات والمطالبات، بحل المعضلة الكردية، والتي يطالب الكرد فيها، بالمزيد من الحريات، والديمقراطية، والحقوق الأساسية، السياسية والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية للقومية الكردية فيها. كما أنها تعتبر من أهم القضايا الداخلية، التي يواجهها حزب العدالة والتنمية، لما لهذه المشكلة من دور في خلق توتر في المؤسسة الحاكمة، والمتأزمة بين الجيش العلماني القومي، وبين الإسلاميين الصلاحيين، الذي يعول الكرد عليهم الكثير، مؤكدين على الدوام بأن مهمتهم في البرلمان المساهمة في السلام والديموقراطية، مع المطالبة برؤية جديدة للمشكلة الكردية. وركز المرشحون الكرد في حملتهم على عنوان المصالحة بين الشعبين الكردي والتركي، وطالبوا أنقرة بالتخلي عن الخيار العسكري ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وبمنح القومية الكردية المزيد من الحقوق.
رجب طيب أردوغان، وعبد الله غول، وكل الحكومة والبرلمان التركي، المتمثلين بحزب العدالة والتنمية، أمام تحديات حقيقة قد تودي بتركية إلى المزيد من الانفتاح الاقتصادي، والسياسي، وممارسة المزيد من الديمقراطية المحمية من الجيش العلماني، والحريص على عدم إنجرار الإسلام في كيانات الدولة الكمالية. هذا الانتصار للعدالة والتنمية، يفتح لها المزيد من الآفاق التي قد تستهلها بالإنضام للاتحاد الأوربي، والسعي الحقيقي والجاد لحل القضية الكردية في تركية التي آن الآوان لحلها.





#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع السيد حسن سوادي عبد العزيز القائم بأعمال السفارة ا ...
- هنيئاً لك طاووس ملك
- هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!
- اللاجئون العراقيون في سوريا مأساة يومية متجددة
- معارضون خلف القضبان
- الرقابة على الإعلام الإلكتروني في سوريا
- عندما يغتال الظلام ضياء الشباب
- الحب على طريقة المطران عيسى
- مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه
- في البحث عن الرّابط الأصيل... شعر يوسف رزوقة
- الإتجار بالبشر أو الرق مرة أخرى
- عندما يلبس الشرف أنين زهرة أخرى
- يتامى الطاغوت
- سوريا والعراق... علاقات جديدة!!!
- اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية
- فسحة أمل
- طبول الضياع
- أنفال ولكن!!!


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - تركية وتحديات المرحلة الجديدة