أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - المكارثية العراقية














المزيد.....

المكارثية العراقية


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 12:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لمن لا يعرف ما هي المكارثية, أقدمها ببساطة, أنها فكر وسلوك لرجل أمريكي يدعى (جوزيف مكارثي), قام بمحاربة الشيوعية في الولايات المتحدة الأمريكية, للفترة من 1950 الى 1955 عبر تشريع قانون يبيح محاسبة المواطن الأمريكي على انتمائه للحزب الشيوعي, ويترتب عليه الفصل من العمل والسجن.
بدأ جوزيف مكارثي بقائمة من 250 شيوعي أمريكي, ادعى أنهم خطر على الأمة الأمريكية, مما فسح له المجال في التجسس على كل من يتهم بهذه التهمة وتقديمه الى المحكمة لغرض الخلاص منه, كما لم يفته إلصاق هذه التهمة بمن لا يتفق معه ومع سياسة أسياده.
اليوم طل علينا السيد المالكي, وسط حالة الإرهاب وثقافة القتل وفقدان حقوق الإنسان وتبعثر جهود الحكومة, نتيجة التقسيم الطائفي والقومي للسلطة على مبدأ المحاصصة, والسعي لتحقيق اكبر المكاسب الطائفية والقومية والحزبية والشخصية, على حساب الوطنية ومصالح الجماهير العراقية ومستقبل الأجيال القادمة, متناسين معانات المواطنة والمواطن اليوم وحاجته الى الأمن والأمان والماء والكهرباء والعمل والدواء, السيد المالكي يتجاهل في طلته الكريمة, جيش المهدي وفيلق بدر والجيش الإسلامي, التي يمثلها نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة, وهم يحصلون على دعومات مالية وعسكرية من دول الجوار, لغرض إشاعة الفوضى في البلد, فيشن هجوم كاسح ضد السيد راضي الراضي رئيس لجنة النزاهة, متهماًَ إياه بالفساد, في الوقت الذي ينسى فيه ما يلوث الآخرين, من تبديد لثروات البلد وممارسات فساد إداري وسرقات علنية واغتناء سريع فاحش وتمويل لأحزاب تمتلك مليشيات تتقاتل في الشوارع كل يوم, وتمارس هواية قتل الأبرياء وإشاعة الخوف والرعب وسط المدنيين من الفقراء, ممن ليس لهم حول ولا قوة, وهم حلفاء له في القائمة الانتخابية والحكومة والبرلمان.
لقد شن جوزيف مكارثي حملته على الشيوعيين والشيوعية, لأنه لم يتحمل وجود الآخر, الذي يفضح خروقات زعماء الرأسمالية البشعة, ولكي يسكت صوت الضمير الذي يؤرق منامه ورفاقه المترفين, قام بما كان. اليوم ونحن في ظل حكومة يقودها رجل دين( غير معمم) يفترض به قول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, عبر تشريع القوانين الإنسانية, والمتفق عليها من قبل بنات وأبناء الشعب العراقي, صاحب الحق الأول والأخير في تقرير مصيره, نجد رجل الدين يمارس السلطة بطريقة أبشع ما يكون, فهو غير قادر على تحمل وجود رجل نزيه لا يتظاهر بالإسلام والتدين أمام الآخرين ( لغرض في نفس يعقوب), بل يكشف السراق والمجرمين ويفضح أين تذهب أموال الشعب المسروقة, من قبل بعض أحزاب السلطة, التي بدورها ( اعني فضح الخروقات) ترشدنا من أين تقتات هذه الاحزاب وتمول مليشياتها وفضائياتها, التي تبث السم والفرقة والخرافة الدينية, باسلوب رخيص.
سبق واستضافة غرفة ينابيع العراق, عبر برنامج البالتالك, السيد راضي الراضي وحاورناه حول وسائل الفساد الإداري, التي مارسها وزراء ومدراء, ضمن الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام لحين حكومة السيد الجعفري, فما كان منه إلا أن يكون كما هو, لا يتهم احد بدون دليل, لا يكشف إسرار لم يحن أوانها, لم يجامل احد على حساب الشعب العراقي, لم يميز بين الأسماء وانتماءاتها الدينية والقومية والحزبية, كان نزيها مستحقا رئاسة لجنة النزاهة, حتى سأله احد رواد الغرفة ( هل تخاف على نفسك بعد كل هذه الفضائح التي كشفتها ) أجاب,, انه رجل كبير وقد خبر الحياة ونال منها ما يكفي وليس لديه ما يخاف عليه أن يكشف.
يبدو أن السيد راضي الراضي كان راضيا عن نفسه متصالحا معها, على العكس بعض الآخرين, ممن يخشون الآخر, ويخافون الفضائح لما يرتكبون من أعمال تتناقض مع القانون الذي سنوه ومع التعاليم الدينية التي يتظاهرون بها.
لم يهز تصريح السيد المالكي ثقتي بالسيد راضي الراضي, لما عرفته عنه من المقربين له, ولما قدمه من أداء خلال تواجده على رأس لجنة النزاهة, في بلد يقتل الناس بدون أسباب.
إن تفريغ العراق من الشرفاء والوطنيين, لن يعود على السيد المالكي والأحزاب الطائفية والقومية بالخير, لان الشعب العراقي لن ينسى لهم ما يقومون به اليوم من تهجير داخلي وخارجي. أما إذا أراد السيد المالكي الخروج من مأزق الحكومة عليه إتباع برنامج وطني ديمقراطي, التخلي عن الاحتماء بالمليشيات والزعامات الدينية الطائفية, تعيين وزراء تكنوقراط بدل المنسحبين, لا يوالون الطائفة والقومية والحزب, بل همهم بناء العراق, على أسس علمية نزيهة وطنية.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الشعب,, قصص الأطفال يحتاجها الكبار
- مشروع لا وطني
- الطريق الى شرم الشيخ
- كيف ولماذا انتحاري في كافتريا البرلمان العراقي
- شموعنا لن تنطفئ
- الحديث عن الشهيد الشيوعي, الحديث عن وطن
- الحرب على لسان وقودها
- لم يعد وطني يجذبني
- حسننا فعلتم عندما اعترفتم
- الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين
- معالجات مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي لقضايا الطلبة وال ...
- ملاحظات حول مسودة النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- مهاترات إعلامية تأخذنا الى درب الصد ما رد
- العراقيون ... مجانين أو مشروع مجانين
- كذب الاسلامويون من ايران الى العراق
- رحمة من العراق
- أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم
- حكومة الإنقاذ الوطني ,, مكاسب وإنذار بخسائر
- اللطم علاج سحري ,,, يعرفه العراقيون
- الكل يتحمل المسؤولية


المزيد.....




- بسبب حرب غزة.. خطاب مرتقب لبايدن في كلية مورهاوس يثير القلق ...
- السعودية.. فيديو أسلوب و-حشمة- الأميرة هيفاء بتسليم أوراق اع ...
- ألمانيا تغرق.. إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات ...
- صحيفة: قطر أبعدت قادة حماس عن أراضيها لأسابيع بسبب مفاوضات غ ...
- قانون التعبئة العامة الأوكراني يثير مخاوف المغاربة مزدوجي ال ...
- ليبيا.. الداخلية بحكومة حماد تنفي مقتل النائب إبراهيم الدرسي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية -المطلوب المركزي- في مخيم جنين
- -بسبب هؤلاء البلهاء-.. ترامب يحذر من اندلاع حرب عالمية قبل ا ...
- تحذير بوتين للغرب يثير هلع مرشحة للرئاسة الأمريكية
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.05.2024/ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - المكارثية العراقية