|
عبد الله المغربي يتهم الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان وكبار مبدعي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإلحاد والكفر
مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 10:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشر السيد عبد الله المغربي مقالا ساخنا يتهم فيه الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان وعددا كبيرا من أدباء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الكبار بالإلحاد والكفر ( منهم محمود درويش ، سميح القاسم ، أدونيس ، بدر شاكر السياب ، نزار قباني ، نجيب محفوظ ، صلاح عبد الصبور ، محمد الفيتوري ... ) ، جاعلا نفسه بذلك وصيا على الإبداع وعلى الحرية الفكرية والدينية للآخرين . وكل تحت ذريعة الدفاع عن الله ، وكأن الله ليس له أن يدرك النوايا الحقيقية لهؤلاء أو يكشفها ، أو ليس قادرا على الانتقام لنفسه ، سواء من الذين يسيئون إليه حقا وسرا وعلانية ، أو الذين يمجدونه فقط نفاقا وخداعا ، طمعا في جنة يدخلونها ، وحور ينكحونها ... حتى ولو كان ذلك على حساب حقوق الإنسان وكرامته .
إن السيد عبد الله المغربي ، كأحد أعداء العقلانية والعلمانية ، وتحرير الإنسان وإكرامه ، وأحد المتناقضين بذلك مع روح الدين ومقاصده ـ يبدو ذلك من كتاباته المنشورة بمدونته الخاصة تحت اسم ’’ مغرب بلا علمانية ’’ ـ لا يدري أن هؤلاء الذين يشتمهم ويتهمهم قد تفوقوا ( على الأقل في كتاباتهم ) ، على كثير من أدعياء التقوى المنافقين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من رجال الفكر والسياسة والدين ، نعم تفوقوا عليهم بكثير من الصفاء والنبل ، وعظيم من شجاعة الرأي والموقف والقول ، وقبل ذلك كله شجاعة النظر العقلي ، ذاك النظر الذي يدعو إليه الدين نفسه ، والذي بدونه لا تكون تقوى ولا يصح إيمان .
إن السيد عبد الله لا يريد أن يفهم أن هؤلاء جميعا في كتاباتهم ذات النكهة الفلسفية تلك ( على اعتبار أنها إبداعات ذهنية عقلانية بالأساس ) إنما يعبرون عن خلاصات ما توصل إليه هذا النظر العقلي من إحساس عميق مرير بحقائق الأشياء والحياة والوجود .
تلك الحقائق التي تغيب عن السيد عبد الله وأمثاله من الذين يجدون حرجا كبيرا في إعمال العقل أو الجهر بكل مضامين الفكر ، أو من الذين ، إذا صادفوا في قراءاتهم نصا صادما مخلخلا لما تعودوا عليه من قواعد التفكير أو التعبير ، اكتفوا بظاهر النص وأسرعوا بعدها ـ وبعيدا عن سياقات كتابة النص ـ إلى النيل من مجهودات مبدعه بإصدار اتهامات مجانية مجحفة في حقها وحقه ، أو إلى اعتبار كتاباته مجرد نسخ باهتة لما أنتجه فلاسفة الغرب وأدباؤه ، وليست تعبيرا أصيلا عن تجربة حياتية خاصة أو واقع إنساني تاريخي معين .
إن كان السيد عبد الله المغربي يخشى على الناس من شيء ، فعليه أن يخشى عليهم مما يدعوهم هو إليه من تكفير مبدعيهم ومفكريهم ، ومن وأد لأمهات الأفكار والإبداعات التي لا شك أنها إرهاصات عصر جديد لا بد وأنه مشرق ـ رغم كل العراقيل ـ على هاتين البقعتين البئيستين من الأرض ( منطقتا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ) حيث يقتل الرعب كل يوم نزوعنا التاريخي المشروع نحو عقلنة حياتنا الدينية والسياسية والاجتماعية ولهدف واحد : تحرير الإنسان من كل أشكال الاستبداد والاستغلال سواء باسم الدين أو غيره .
ويبقى على السيد عبد الله المغربي أن يدرك أن اتهاماته بالكفر لكل هؤلاء لن تنال من مكانة الأموات منهم في الأرض ولا في السماء ، أما الأحياء منهم فلن تثني كل مبدع مؤمن بينهم عن أداء رسالته ، بل هي اتهامات لا ولن تسيء إلا للذين تصدر عنهم إذ تفضح ضيق آفاقهم وضعف مداركهم ، وكذا تعصبهم وتحجرهم ، كما تكشف عن حساسيتهم الفظيعة والقاتلة ضد كل شيء جديد ، إنساني جريء ونبيل ، كما من شأنها أن ترتد إليهم وضدهم على أساس أنهم ، بكل ما سبق ، إنما يعرقلون تطور الحياة والفكر نحو مزيد من تحرير الإنسان وإكرامه ، بـَعد عميق من محاولة فهم الكون ، خالقه ومخلوقاته ...
هذا الإنسان الذي على السيد عبد الله المغربي من جهة أخرى أن يتدارك أنه قيمة القيم وأنه الغاية القصوى لكل دين ، وكل فكر وكل إبداع وكل علم وكل قانون ، أما السماء فليست بحاجة إلى كل هذا التحجر في عقولنا ، وكل هذا العمى في قلوبنا ، وكل هذا الاقتتال في ما بيننا حتى لا تسقط من مكانها أو حتى تمطر أو تضيء ، بل لينظر حوله ليرى أنها لا تضيء إلا حيث تعطىَ الكلمة الأخيرة للمنطق والعقل ، ولحرية التعبير والرأي والفكر.
أسفله رابط مقال السيد عبد الله المغربي :
http://bla3almaniya.maktoobblog.com/489947/%CD%DE%ED%DE%C9_%C7%E1%CD%CF%C7%CB%ED%ED%E4_%E6_%CC%D1%C7%C6%E3%E5%E3_%C7%E1%C8%D4%DA%C9_%DD%ED_%CD%DE_%C7%E1%E1%E5_%CA%DA%C7%E1%EC
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد / الجزء
...
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد / الجزء
...
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد / الجزء
...
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد / الجزء
...
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد / الجزء
...
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ( ولن ) ينقرضوا بعد
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد
-
على إثر التصريحات العنصرية الخطيرة لمعمر القذافي ضد الأمازيغ
-
مليكة مزان : الشامخة شعرياً المتخندقة سياسياً
-
باسم نهديَ الذي خلقْ
-
من أي غفران
-
المرأة الأمازيغية: مظاهر الحيف والتمييز وتعدد مستويات الطرح
-
ديني هذا الانفصامْ
-
هناك دائماً فصول لاشتهاء الحب
-
هناك دائما فصول لاشتهاء الحب
-
ها الرب يسْكَرُ من نهديَ الألذ
-
الأمازيغية بالجامعة الكاتلانية
-
عارية ٌ إلا منكْ
-
بحليب أمي وأمازيغية الأرضْ
-
عارية إلا منكْ
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو
...
-
معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
-
-مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن
...
-
تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة
...
-
اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
-
تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
-
تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ
...
-
المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
-
نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب
...
-
“محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|