أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - راسم عبيدات - في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو على مصطفى















المزيد.....

في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو على مصطفى


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 11:35
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم يكن رحيل القائد أبو على مصطفى خسارة فقط للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،والذي بإستشهادة ترك فراغا ًكبيراً فيها على مستوياتها المختلفة القيادية وكذلك مستوى الحضور السياسي ، التنظيمي والجماهيري بين الجماهير، بل كان إستشهاد أبو على خسارة للحركة الوطنية الفلسطينية عامة ولمنظمة التحرير خاصة ، فأبو على هو أحد القيادات الأبرز للثورة الفلسطينية، وهو أحد أعمدة النضال الوطني الفلسطيني ، واحد القيادات التاريخية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو الذي شغل عضوية كافة هيئاتها ومؤسساتها القيادية بدءاً من اللجنة التنفيذية وإنتهاءاً بالمجلس الوطني ، وتعبيراً عن مدى الثقة
والإحترام التي كان يحظى بها القائد أبو على في الساحة الفلسطينية،كان يحسب لرأيه ووجهة نظره ألف حساب فيما يخص الشأن الفلسطيني ، وأبو على مصطفى صاحب مقولة -" عدنا لنقاوم لا لنساوم -" ترجمها فعلاً ولم يتركها مجرد شعاراً يحلق في الفضاء، رغم أن الكثير من الأصوات حاولت أن تشكك في المقولة وفي الجبهة ومواقفها، وأبو على أيضاً، كان إستشهادة خسارة كبيرة لقوى الحالة الديمقراطية الفلسطينية، حيث أن القائد الشهيد عمل بشكل جاد ودؤوب من أجل وحدة قوى هذه الحالة، وصاغ وقدم المشاريع وأوراق العمل الخاصة بذلك، وآمن أن هذا التيار إذا ما أراد ان يحتل له مكانة محترمة في الخارطة السياسية الفلسطينية ، فلا بد من توحد تعبيراته السياسية والتنظيمية ، لأنه بدون توحد هذه القوى سيبقى دورها وفعلها هامشي ومحدود في الساحة والمجتمع الفلسطيني، وأيضاً الحركة الوطنية العربية وقواها التحررية وتحديداً حركة القوميين العرب ودعاة الفكر القومي والوحدوي، برحيل القائد أبو على خسروا علما ورمزاً من رموزهم، لعب دوراً بارزاً ورئيساً في صياغة فكرهم وتوجهاتهم وقاد الكثير من معاركهم النضالية في أكثر من قطر وساحة، ودفع ثمناً لذلك
سنوات من عمره سجن ومطاردة في أكثر من دولة عربية، وامتد دور هذا الرفيق وسمعته وحضوره إلى المستوى العالمي، حيث أن قوى وحركات وشعوب التحرر الديمقراطية والثورية، كانت تنظر لهذا الرفيق بإحترام عالي وشكل لها نموذجاً وملهماً في كفاحها ونضالاتها .
والرفيق أبو علي كان نموذجاً من طراز خاص، وتجمعت فيه كل المزايا القيادية التنظيمية والسياسية والعسكرية والجماهيرية، ولعب دورأ هاماً وبارزاً في صياغة رؤية الجبهة وتوجهاتها الفكرية والسياسية والتنظيمية ، وفي الوقت الذي كانت فيه الجبهة الشعبية، تعيش أجواءاً غير صحية، وأزمة حادة كادت تعصف بوحدتها في فترة ما بعد اوسلو وقبيل إنعقاد المؤتمر السادس، لعب الرفيق الشهيد دوراً مركزياً في تجاوز هذه الأزمة، وشكل وجوده وحضوره في الأرض المحتلة رافعة جدية وحقيقية لأوضاع الجبهة على كافة الصعد، ففي المجال التنظيمي، وحيث أن الجبهة كانت تعيش أوضاعاً صعبة للغاية، حيث التفكك والتحلل
التنظيمي وغياب التواصل والحرض والإستنكاف وغيرها، وفي المجال الجماهيري الشعبي حيث التراجع الكبير في حضور ودورالجبهة بين الجماهير، وفي الجانب السياسي، هنا كانت ازمة جدية وحقيقة، فالموقف إتسم باللعم، ناهيك عن عدم الإنسجام والوضوح، وغاب الموقف المركزي وأخذ موقف الجبهة يسمع من الشارع وفي إطار الثرثرة وخارج القنوات التنظيمية، مما يدلل على حجم وعمق الأزمة، وترهل أوضاعها، وغياب وحدتها الفكرية والتنظيمية، كل هذه الأخطار
المحدقة بالجبهة، ألقت أعباء ومهام كبيرة على الرفيق الشهيد ، والذي أستطاع ببصيرته الثاقبة، وقدراته وسجاياه التنظيمية والفكرية والأخلاقية، وبساطته وتواصله مع القواعد الحزبية، ومصداقيته والسمعة والثقة العالية التي كان يحظها بها بين الرفاق ، أن يلملم أوضاعها ويدب الحياة في الكثير من قنواتها التي عانت من إنسدادات طويلة، وأن يعيد الهبية والإعتبار للجبهة ودورها في الساحة الفلسطينية، وفي أوساط جماهير شعبنا، وقد قاد الرفيق الشهيد بنجاح عقد المؤتمر السادس للجبهة الشعبية، والذي اكد على وحدة الجبهة، وعزز الديمقراطية في حياتها الحزبية، وما أن بدأت العجلة بالدوران، حتى داهمت الإنتفاضة الثانية الجبهة وباقي قصائل العمل الوطني، هذه الإنتفاضة التي أكد الشهيد القائد على ضرورة إنخراط الجبهة فيها بكافة هيئاتها ومستوياتها، وأنه على أعضاء الحزب أياً كانت مراتبهم ومواقعهم التنظيمية ضرورة المشاركة والإنخراط فيها ، ومن يتخلف عن ذلك فعليه أن يتنحى جانبأ ، ولعب دوراً حاسماً في القيادة والتعبئة والتحريض على العمل الإنتفاضي، وقد أدرك الإحتلال انه أمام قائد من طراز خاص، ومن هنا فإن الأجهزة الأمنية بمختلف
أذرعها ، وفي ظل تطور وتنامي دور الجبهة في العمل الإنتفاضي، وإستعادتها لعافيتها وشعبيتها وجماهيريتها ، أدرك الإحتلال حجم المخاطر التي يمثلها مثل هذا القائد، ليس فقط لما قام به من جهود كبيرة على صعيد أوضاع الجبهة الشعبية، بل لما لعبه من دور إيجابي على صعيد توحيد الجهد والعمل الإنتفاضي ، وتفعيل الاليات التنسيقية بين فصائل العمل الوطني، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إستخدام كافة خياراته ووسائله من أجل إستعادة حقوقه، بما فيها خيار الكفاح المسلح، الأمر الذي جعل الإحتلال وفي أعلى هرمه السلطوي، يتخذ قراراً بتصفية هذا الرمز والقائد الفلسطيني، والذي كان إغتياله يشكل بداية لإغتيال القيادات السياسية الفلسطينية، في رسالة واضحة من الإحتلال، أنه في ظل إستمرار الإنتفاضة الفلسطينية لا حصانة لأي قائد فلسطيني وتحديداً، من يدعون قولاً وفعلاً لآستمرار الإنتفاضة وتصعيدها ، بالأضافة إلى أن الإحتلال، كان يراهن على أنه بإغتيال القائد الشهيد أبو على مصطفي، فإنه من المحتمل إنهيار الجبهة وتفككها وتحللها، لما للرفيق من دور وحضور مميزين في أوساط الجبهة، وانه بإغتياله يوجه ضربة قاسمة للقيادات التاريخية للنضال الفلسطيني، وأن مثل هذا الإغتيال قد يدفع الجبهة الشعبية أولاً والشعب الفلسطيني ثانياً إلى تغيير خياراتهما وقناعاتهما فيما يتعلق بخيار المقاومة، ولكن جاءت التطورات اللاحقة لتثبت بالملموس، أنه رغم الخسارة الكبيرة التي
منيت بها الجبهة بفقدان هذا القائد الكبير، إلا أنها إستطاعت أن تحافظ على بنيتها ودورها وفعلها .
وفي ذكرى رحيل أبو على مصطفى، والذي إستشهد دفاعاً عن الثوابت الفلسطينية ، دفاعاً عن حقوق شعبنا الفلسطيني، وحقه في الحرية والإستقلال ، فإننا ندعو في سبيل المحافظة على من إستشهد أبو على في سبيله، إلى عودت حماس عن نتائج حسمها العسكري في القطاع، وتراجع مؤسسة الرئاسة عن إجراءاتها الإدارية والقانونية، والشروع في حوار جاد يفضي لإقامة قيادة وطنية موحدة مؤقته لشعبنا الفلسطيني، تمهد لأقامة حكومة وحدة وطنية على قاعدة ما إتفق عليه في وثيقة الوفاق الوطني – وثيقة الأسرى – وإتفاق آذار 2005 في القاهرة.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاطر .... شاطر ....
- في بوادر حسن النوايا الإسرائيلية
- بين سماحة الشيخ حسن نصر الله ووليد جنبلاط
- الساحة الفلسطينية ومسلسل الجواسيس
- القدس قبل عشرين عاماً
- القدس هجمة إسرائيلية
- ضيعونا ما بين غزة ورام الله
- الملف الفلسطيني بين - لافروف - و - رايس -
- أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي
- دور مؤسسات المجتمع المدني في الخروج من المأزق الفلسطيني الحا ...
- حسن النوايا / تمخض الجبل فولد فأراً
- فلسطينياً / المطلوب توحيد الجهد المبادراتي
- من مالكي بغداد إلى مالكي رام الله
- لا يجوز الإستقواء بمؤسسات فاقدة لشرعيتها
- بعد تحرير - آلن جونستون - المطلوب جمع سلاح العشائر و- طخيخة ...
- -أولمرت - وملف الأسرى الفلسطينيون
- قمة العقبة لم تزل حاجز العوجا ، وقمة شرم الشيخ لن تزل حاجز ح ...
- سياسة العصا والجزرة التي قوضت أوسلو ، هل تقوض حكومة الطوارىء ...
- شرعية ولا شرعية حكومة فتحسطين وحكومة حماسستان
- غزة والسيناريوهات المحتملة


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - راسم عبيدات - في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو على مصطفى