أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - إخبار محمد بالغيب ومقتل الإمام علي















المزيد.....



إخبار محمد بالغيب ومقتل الإمام علي


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هل كان محمد يعرف الغيب , وما سر مقتل الإمام علي , لماذا وكيف ؟ وكيف استلم عثمان الخلافة ومن كان وراء ذلك , وما هي أسرار الخلافات حول ذلك ؟
(000قلنا أن محمداً لا يعلم الغيب بشهادة القرآن , وذكرنا أن الأمور التي جاء الخبر بها من السماء هي كلها مما ذكرناه فيما تقدم , وما لم نذكره أمور وقعت وحوادث حدثت وأنها ليست من الغيوب المحضة بل هي مما يمكن الاطلاع عليه بالاستخبار 0
بقي هناك أمر آخر , وهو أن الرواة ذكروا في رواياتهم أن محمداً أخبر بأمور تقع وتحدث في مستقبل الزمان, وأنها وقعت وحدثت كما قال وأخبر به 0 فنريد هنا أن نتكلم عن هذا النوع من الغيب الذي هو حقيق بأن يسمى غيباً , إذ لا يمكن الاطلاع عليه بالاستخبار , وإن جاز الاطلاع عليه بوسائط غير الاستخبار , كالوسائط الفنية والحسابات الفلكية والعلمية التي يتوصل بها أهلها إلى معرفة الخسوف والكسوف وظهور بعض النجوم من ذوات الأذناب في جهة معينة من الفضاء , وهبوب الرياح وحصول الأمطار وغير ذلك , فيخبر بها أهلها من العلماء قبل وقوعها , فهي أيضاً ليست من الغيوب المحضة التي لا يجوز أن يعلمها ويطلع عليها إلا الله 0
والذي نريد أن نقوله هو أن هذه الأمور التي أخبر محمد بوقوعها في المستقبل لا أصل لها , أي أن محمداً لم يخبر بها , وإنما هي روايات ملفقة وموضوعة أوجدتها واختلقتها التحزبات السياسية والاختلافات المذهبية التي حدثت بين المسلمين بسبب الخلافة وغيرها , بعد وفاة محمد بزمان طويل , /118/ وها نحن نورد لك أمثلة منها لتعليم صحة ما نقول 0
(1) قصة عمار بن ياسر : لقد تقدم ذكر هذه القصة عند الكلام على المسجد الذي بناه محمد في المدينة لما هاجر إليها , ولكنا نريد أن نذكر هنا ما فاتنا أن نذكر هناك , مما يجعل القارئ على بينة من قصة عمار فنقول : إن الروايات الواردة في كون عمار تقتله الفئة الباغية مختلفة في نص عبارة الحديث كما أنها مختلفة بالزيادة فيه والنقص منه 0 وها نحن نذكر لك من تلك الروايات أقربها للمعقول وأكثرها موافقة للمألوف وأحسنها انطباقاً على الواقع 0 ومن ذلك تعلم كيف وقع التلاعب في نص الحديث , وكيف أخرجته التحزبات السياسية والاختلافات المذهبية عن حد المعقول , وزادت عليه أو نقصت منه 0
في السيرة الحلبية أن عثمان بن مظعون لما تهدد عماراً بالضرب (1) ( انظر تفصيل ذلك فيما تقدم ) غضب رسول الله عندما سمعه , فقال الناس لعمار : لقد غضب رسول الله ونخاف أن ينزل فينا قرآناً , فقال عمار : أنا أرضيه , فأتى النبي وقال : يا رسول الله , ما لي ولأصحابك ؟ قال : ما لك ولهم ؟ قال : يريدون قتلي , هم يحملون لبنة لبنة , ويحملون علي ّ لبنتين لبنتين , فأخذ رسول الله بيده وطاف به المسجد وجعل يمسح ذفرته من التراب ويقول : يا ابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك تقتلك الفئة الباغية (2) 0 إن هذه الرواية أقرب الروايات إلى المعقول وأحسنها انطباقاً على الواقع المألوف , وليس فيها ما يستغرب ولا إخبار بالغيب 0 ولا ريب أن عماراً هو الذي سبب أن يقول له النبي : تقتلك الفئة الباغية , لأنه قال له :إن أصحابك يريدون قتلي بحملهم عليّ لبنتين لبنتين , وهو يقصد بتهويل الأمر وإكباره أن يضحك رسول الله ويزيل غضبه , لأن القتل /812/ لا يكون بحمل لبنتين و ولذلك أخذ بيده وطاف به المسجد وقال له ذلك القول تلطفاً به , وأراد أن يفهمه أن هؤلاء لا يقتلونك لأنهم ليسوا باغين , وقتلك إنما هو من شأن الباغين , لأن قتلك بغي وهؤلاء ليسوا بغاة , وهو يقصد بهذا القول إظهار العطف عليه وحثه على المداومة على العمل , ولم يقصد إعلامه بأنه ستقوم في مستقبل الزمان فئتان فئة باغية وفئة على الحق , وإن الفئة الباغية ستقتلك , ولو أن عماراً لم يقل له : يريدون قتلي , لما قال النبي هذا القول0
إن محمداً قال لعمار هذا القول وهو يبني مسجده في المدينة عقب هجرته إليها , ثم مر الزمان فكانت وفاة رسول الله , وكانت الخلافة , وكانت الفتنة في مقتل عثمان , وكان الشقاق والخلاف بين المسلمين , وكانت الحرب بين علي ومعاوية , وكان قتل عمار في ذلك الحرب , فأخذ أصحاب علي وكل من يتعصب له من الناس هذا الحديث وتلاعبوا به كما شاءت أهواءهم 0 ولأجل أن يجعلوا نصاً في هذه الحادثة زادوا فيع ما شاءوا ونقصوا منه ما أرادوا , فنقصوا " ليسوا بالذين يقتلونك " , وزادوا فيه " ويح عمار " فقالوا : ويح عمار تقتله الفئة الباغية , وقد كان الكلام خطاباً فجعلوه غيبة , وزاد بعضهم حرف التسويف , ليكون نصًا في المستقبل , فقال : ويح عمار ستقتله الفئة الباغية , كما جاء في بعض الروايات (1) , وزاد بعضهم أكثر من ذلك فقال : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار , واختلقوا حديث " عمار جلدة ما بين عينيّ " , واتفق أن عمار شرب لبناً قبل قتله في المعركة , فانتهزوا فرصته لأن يزيدوا على ما تقدم أن النبي قال له : وآخر زادك من الدنيا شربة من لبن , وما كفاهم ذلك حتى اختلقوا " لا أنالهم الله شفاعتي / 813 / يوم القيامة " , فصار هذا الحديث هكذا : ويح عمار ستقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة (2) 0 والغاية من كل هذا التلاعب وهذا الاختلاف تأييد علي بن أبي طالب بأنه هو صاحب الحق , وأن الفئة الباغية هم معاوية وأصحابه , فإنا الله وإنا إليه راجعون 0
وماذا حصل من تأييدهم علياً بهذه الأقاويل الملفقة وقد قضى أيام خلافته كلها لا يحارب إلا المسلمين , وقد قال هو لأصحابه يوم صفين : إن رسول الله علمكم كيف تحاربون الكفار , وأن أعلمكم كيف تحاربون المسلمين , فقد مضت أيام خلافته كلها فتن ومشاحنات وحروب داخلية بين المسلمين , من يوم الجمل إلى يوم صفين إلى يوم النهروان , قتل في حروبه تلك ما يزيد على مائة ألف نفس من شجعان العرب والمسلمين البواسل , ولو كان موافقاً في خلافته لاستطاع أن يفتح بهؤلاء القتلى بلاد الدنيا في أيامه التي تعطلت فيها الفتوح الإسلامية , فلا جيش يزحف إلى الغرب كما كانت الجيوش تزحف إلى الجهات , وكانت الفتوح متوالية في أيام أبي بكر وعمر وعثمان الذين فتحوا بلاد فارس والروم وإفريقية بجيوش اقل من هؤلاء الذين قتلوا في أيامه سدى وبلا جدوى 0
ثم أن الذين يدعون إن علياً أحق بالخلافة من غيره لم تكن دعواهم إلا سخيفة , ولا حجتهم إلا ضعيفة ,لأن الأكثرية المطلقة من الرواة بأن محمداً لم يخص أحداً بالخلافة , ولم ينص على أحد فيها , وإنما جعلها في قريش ولم يخص بها بني هاشم ولا غيرهم من قريش 0 وإذا كان علي أحق بالخلافة , وكانت الخلافة أمراً عظيماً من أمور الدين وركناً من أركانه كما يقولون , فما الذي منع محمداً من تصريحه بهذا الحق , بل ما الذي منعه من أن ينزل في ذلك / 814/ قرأناً كما أنزل قرأناً في أمور هي لا سيء بالنسبة إلى أمر الخلافة , إذا كان محمد قد صرح بذلك وأوصى بالخلافة لعلي فكيف جحده المسلمون , وكيف سكت عنه علي زهاء عشرين سنة , وهل يجوز أن نقول بأن المسلمين كلهم قد كفروا بينهم بعد وفاته ورجعوا مرتدين , ونحن نراهم وعلى رأسهم أبو بكر يقاتلون المرتدين عن الإسلام 0
إن أعظم حجة يحتجون بها لعلي في الخلافة هي قرابته من محمد لأنه ابن عمه , كأن الخلافة ملك ينتقل بالإرث , وكأن النبي الذي قام بالدعوة إلى الإسلام لينهض بها الناس نهضة عامة عالمية كبرى لم يقصد من نبوته ولا من هذا العناء الذي قاساه طول حياته النبوية إلا أن يكون الأمر من بعده لعلي , لماذا ؟ لأنه ابن عمه 0 سبحان الله , وهل علي وحده كان ابن عم النبي , إن ذوي القرابة من محمد كانوا كثيرين من أولاد العباس وغيرهم , فلا فرق بينهم وبين علي في القرابة , فلماذا يختص هو بها دونهم , بل أن العباس نفسه وهو عم النبي لا ابن عمه كان موجوداً لما توفي النبي , فلماذا لم يدع أنه أحق بالخلافة من غيره لأنه عم النبي , خصوصاً وأن العباس قد قام لمحمد في الدعوة الإسلامية قبل الهجرة وبعدها بخدمات جليلة لا تعد ولا تحصى كما تقدم بيانه , ولكن هي الأهواء قد تبلغ بذويها حداً يجعلون به الباطل حقاً والحق باطلاً 0 أنهم أيدوا علياً بما لفقوه في حديث عمار وغيره من الأمور , أفما كان هؤلاء , وهم مسلمون , يتصورون أنهم بما قالوه افتروا على رسول الله وشوهوا الإسلام وكذبوا القرآن , وأنهم بذلك قد أضافوا إلى الفتنة فتنة أخرى , والقوا في النار حطباً , وفي النتيجة هدموا ما بناه محمد0
إن عمار بن ياسر هذا كان ممن أثاروا الفتنة على عثمان , فقد ذكروا / 815/ أنه اجتمع نفر من الصحابة في أيام الفتنة , وفيهم عمار , فكتبوا كتاباً ذكروا فيه ما كان لعثمان من الأعمال المخالفة التي كانوا ينقمونها عليه , فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوا إلى عثمان , وكان الكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده0 فمضى حتى جاء دار عثمان , فاستأذن عليه فأذن له , فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية , فدفع إليه الكتاب فقرأه , فقال له : أنت كتبت هذا ؟ قال : نعم, قال : ومن كان معك ؟ قال : كان معي نفر تفرقوا فرقاً منك 0 قال مروان : يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود ( يعني عمار ) قد جرأ عليك الناس ,وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه 0 قال عثمان : فاضربوه , فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه ففشى عليهم , فجروه حتى طرحوه على الباب , فلذلك كان عمار من أعظم من ألبّ الناس على عثمان وخدم علياً ضروب الخدم حتى قتل في صفين (1) 0
ويظهر من قول مروان أن عماراً كان عبدا اسود , وعبّر عنه خالد بن الوليد مرة بالعبد الأجدع , ففي السيرة الحلبية قال : تخاصم عمار مع خالد بن الوليد في سرية كان فيها خالد أميراً , فلما جاءا إلى رسول الله اشتكى عمار عنده , فقال خالد : أيسرك يا رسول الله أن هذا العبد الأجدع يشتمني ! (2) 0 وفي السيرة الحلبية أيضاً عن سعد بن أبي وقاص ( فاتح العراق وطارد كسرى يزدجرد من إيوانه ) أن رسول الله قال : الحق مع عمار ما لم تغلب عليه دلهة الكبر ( الدلهة الحيرة والذهول الحاصل من الكبر ) (3) , قال صاحب السيرة الحلبية : إن عماراً وقع بينه وبين عثمان بن عفان بعض الشحناء , وأشيع عنه أنه يريد أن يخلع عثمان , فاستدعاه سعد بن أبي وقاص وكان مريضاً , فقال له : ويحك يا أبا اليقظان كنت فينا من أهل الخبر , فما الذي بلغني عنك من السعي في الفساد بين المسلمين / 816 / والتألب على أمير المؤمنين , أمعك عقلك أو لا ؟ فغضب عمار ونزع عمامته وقال : خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه , فقال سعد : إنا لله وإنا إليه راجعون , ويحك حين كبر سنك ورق عظمك ونفد عمرك خلعت رتبة الإسلام من عنقك , وخرجت من الدين عرياناً كما ولدتك أمك , فقام عمار مغضباً مولياً وهو يقول : أعوذ بربي من فتة سعد , وعند ذلك روى سعد هذا الحديث وقال : قد دله وخرف عمار(4) 0
ثم أن هؤلاء المتحزبين لعلي لم يكتفوا بحديث : " عمار تقتله الفئة الباغية " بل استمروا في تلفيق الأقاويل مدى الزمان , فكلما مرت الأيام كبر عندهم عمار وتقدم في الفضل حتى صار عندهم ذا شخصية مقدسة , فاختلقوا في فضائله من الأحاديث ما يدعو إلى العجب , فرووا أن عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه , وأن عماراً مع الحق وأن الحق مع عمار حيث كان , وأن من سب عماراً فقد سب الله , ومن أبغض عماراً أبغضه الله , ومن لعن عماراً لعنه الله , إلى غير ذلك من الأحاديث التي أصبح بها عمار ٌ أفضل من علي (5)0
ولم يقفوا عند هذا الحد , بل وضعوا لحديث عمار تقتله الفئة الباغية أخباراً تؤيده وتدعو الناس إلى تصديقه 0 فمن ذلك أنهم قالوا : لما قتل عمار يوم صفين , دخل عمرو بن العاصي على معاوية فزعاً وقال : قتل عمار , فقال معاوية : قتل عمار فماذا ؟ قال عمرو : سمعت رسول الله يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية , فقال له معاوية : دحضت ( أي زلقت ) في بولك أنحن قتلناه ؟ وإنما قتله من أخرجه , وذكروا أن علياً لما سمع هذا التأويل الفاسد الذي لا يقوله اشد الناس بلاهة فضلاً عن معاوية , قال : فرسول الله إذن قتل حمزة حين أخرجه إلى أحد (1) 0
وأغرب ما وضعوه في هذا الباب أنهم قالوا : لما قتل عمار ندم ابن عمر على عدم نصرة علي والمقاتلة معه , وقال : ما أسفي على شيء أسفي / 817/ على ترك الفئة الباغية (2) , لأن ابن عمر كان يوم صفين مع معاوية 0 وكل هذه الأخبار لا أصل لها , وإنما لفقوها ونقلوها بعد وقعة صفين وبعد وفاة علي 0 وكيف يقول ابن عمر هذا القول وعلي كان يريد قتله , إذ من المعلوم أن الخليفة عمر بن الخطاب لما قتل في المدينة تبين لابن عمر أن الهرمزان له يد في قتل أبيه , فأخذ سيفه وعدا على الهرمزان فقتله 0 ولما بويع لعثمان بالخلافة استشار الصحابة في قضية ابن عمر مع الهرمزان , فأشار علي بقتله بالهرمزان , فضج كبار الصحابة وقالوا : بالأمس يقتل أمير المؤمنين واليوم يقتل ابنه , ثم كلم عثمان بوديه واحتمل هو ديته فأداها من ماله 0
ولما بويع علي بالخلافة بعد قتل عثمان طلب ابن عمر ليقتله بالهرمزان , فخرج هارباً إلى معاوية وانضم إليه وكان معه يوم صفين 0 وما ادري كيف يريد علي أن يقتل ابن عمر بهذا العلج الذي ليس له من الإسلام إلا اسمه , وكان عمر بن الخطاب يريد قتله لانتفاضه على المسلمين بالأهواز مراراً عديدة , ولكنه نجا من القتل بحيلة معلومة يذكرها المؤرخون , فقال له عمر ويحك أسلم حتى لا أكون مخدوعاً لكافر , فأسلم إسلاماً مصطنعاًَ وبقي في المدينة يكيد للمسلمين , وآخر مكيدة دبرها في المدينة على يد أبي لؤلؤة قتل عمر بن الخطاب كما هو مسطور في كتب التاريخ 0
ثم إن الهرمزان قد حكم الخليفة بديته ووداه هو من ماله , وحكم الخليفة نافذ (3) , وقد انتهت القضية , فعلام َ يريد علي عند تقلده الخلافة أن يعيدها جذعة فيقتل ابن عمر بالهرمزان بعد أن انتهى الأمر وتم كل شيء 0 وإذا كان الأمر كذلك , فكيف يندم ابن عمر على عدم نصرته لعلي , وهو يعلم أن علياً إذا ظفر به قتله 0 ويظهر من هذا أن علياً كان لا يعترف بخلافة عثمان وإن بايعه بعد تلكؤ وتردد كما قال الرواة , وإلا فكيف يقيد / 818/ قضية أنهاها الخليفة عند تقلده الخلافة بعد مقتا عثمان 0
ولا يخفى على الهرمزان كان مسلماً وإن كان إسلامه في الظاهر فقط , إلا أنه يعد من جملة المسلمين , وأن جزاء القاتل في الشرع الإسلامي هو القصاص , إلا إذا وقع العفو من ولي المقتول فحينئذٍ تكون الدية 0 ولا شك أن الهرمزان لم يكن له ولي , فيكون وليه الخليفة لأنه هو ولي جميع المسلمين , له عليهم ولاية عامة , فلذا عفا عثمان عن القاتل , وحكم بالدية واحتملها هو فأداها من ماله , فتم بذلك الحكم الشرعي وانتهت القضية 0
فهل من بعدها مساغ لعلي أن يقتل عبدالله بن عمر بالهرمزان ذلك الذي جنى على المسلمين جنايات كبرى بانتفاضه عليهم مراراً في الحروب , وكانت حياته بعد إسلامه في المدينة مملوءة بالدسائس والمكائد للمسلمين , وكان إذ ذاك على اتصال دائم بكعب الأحبار اليهودي المسلم كإسلامه 0
(2) حديث عبد اله بن الزبير : جاء في رواية أن عبد الله بن الزبير لما ولد نظر إليه رسول الله فقال هوهو 0 فلما سمعت بذلك أمه أمسكت عن إرضاعه , فقال لها النبي أرضعيه ولو بماء عينيك , كبش بين ذئاب وذئاب عليها ثياب ليمنعن البيت أو ليقتلن دونه (1) 0
قالوا: إن هذا الحديث يتضمن الإشارة إلى ما وقع لعبدالله بن الزبير من قتله بمكة لما أرسل إليه عبد الملك بن مروان جيشاً يقوده الحجاج بن يوسف الثقفي فحاصروه مدة ثم قتلوه , فالكبش هو عبد الله بن الزبير والذئاب هم الحجاج وجيشه 0 وأنت ترى أن هذا الكلام أشبه بما يرويه الرواة من سجع الكهان , فبعيد أن يكون من كلام محمد , والرواة قد ذكروا من أخبار الكهان ما هو أعجب من هذا 0 والذي نراه أنه وضع بعد حادثة ابن الزبير , وضعه أعداء بني أمية , وليس الغرض من وضعه إعلاء مقام ابن الزبير بل تبكيت بني أمية , فهو من الأحاديث التي أوجدتها التحزبات / 819 / السياسية , وما أدري لماذا أمسكت أمه عن إرضاعه لما سمعت قول النبي هو هو , إ ذ ليس في هذا القول ما يدعو إلى الإمساك عن إرضاعه , ولعا الذين يضعون الأحاديث ويلفقونها لا يفتكرون بعيداً عند وضعها بل يرمون الكلام على عواهنه رمياً 0
(3) إخباره بقصة علي مع معاوية في صفين : وذلك أن محمداً خرج بأصحابه في السنة السادسة من الهجرة يريد مكة زائراً معتمراً لا غازياً من أجل رؤيا رآها كما يقول الرواة , والصحيح أنه خرج لأمر أعظم كما سنبينه في موضعه , حتى نزل بأصحابه في الحديبية ( وقيل قرية قريبة من مكة ) , فمنعته قريش من دخول مكة , وأرسل هو من كلم قريشاً فيما يريد , وأرسلت قريش أيضاً من كلمه في عدم الدخول , وكادت الحرب تقع بين الفريقين حتى اضطر محمد أن يبايع أصحابه على حربهم , فكانت مبايعة الحديبية تحت الشجرة المذكورة في القرآن 0 وبعد مفاوضات جرت بين الطرفين اصطلحوا على أن يترك محمد زيارة مكة في تلك السنة على أن يأتي لزيارتها في العام القابل 0
ولما أخذوا يكتبون كتاب الصلح كان سفير قريش سهيل بن عمرو , فأمر النبي أوس بن خولة أن يكتب , فقال له سهيل : لا يكتب إلا ابن عمك علي أو عثمان بن عفان , فأمر علياً وقال له : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم , فقال سهيل : لا أعرف هذا , ولكن أكتب باسمك اللهم , فكتبها , لأن قريش كانت تبدأ بذلك , ثم قال لعلي : اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو , قال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولم أصدك عن البيت , ولكن اكتب باسمك واسم أبيك , فقال النبي لعلي : امحه ( أي امح رسول الله ) فقال علي : ما أنا بالذي أمحوه , وفي لفظ : لا أمحوك , فقال : أرنيه فأراه إياه فمحاه رسول الله بيده الشريفة 0 وجاء في رواية / 820 / أخرى : أن علياً جعل يتلكأ ويأبى أن يكتب إلا محمد رسول الله , فقال له النبي : اكتب فإن لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد ( أي مقهور ) , قالوا : وذلك إشارة منه إلى ما سيقع بين علي ومعاوية في صفين , وقد وقع كما قال , فإن المصالحة لما وقعت في حرب صفين كتب الكاتب في الصلح هذا ما صالح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان , فقال عمرو بن العاص , وهو أحد الحكمين : اكتب اسمه واسم أبيه , قالوا : وأرسل معاوية يقول لعمرو : لا تكتب أن علياً أمير المؤمنين , لو كنت أعلم أنه أمير المؤمنين ما قاتلته ولكن أكتب علي بن أبي طالب وامح أمير المؤمنين (1) 0 إلى آخر ما هنالك من أقوال ملفقة0
أقول إن هذا الخبر الذي جاء في الرواية الثانية من قول النبي لعلي " اكتب فإن لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد " , لا يمكن أن يكون صحيحاً من وجهين :
الوجه الأول : أنه لو كان صحيحاً للزم منه أن محمداً كان يعلم كل ما سيقع ويحدث بعده في مستقبل الأيام من الحوادث والأمور كليها وجزئيها , خاصها وعامها 0 واللازم باطل لأنه مصادم للمعقول ومخالف للقرآن , فالملزوم , وهو كون هذا الخبر صحيحاً , باطل مثله أيضاً 0
الثاني : أن هذا الخبر لو كان صحيحاً من وجهة وقوعه في صفين لما بقي بعد ظهوره مع معاوية أحد من المسلمين الذين كانوا يحاربون علياً , بل كانوا يتركون معاوية وينضمون إلى علي بعدما تبين لهم الحق بهذا الحديث 0 وقد كان مع معاوية في صفين مائة وعشرون ألفاً من المسلمين , وفيهم جمع من الصحابة غير قليل , ولكنهم لم يتركوا معاوية ويلتحقوا بعلي , فهل كان كل هؤلاء كافرين مرتدين حتى استمروا على ضلالتهم مع معاوية ؟ فإن قلت َ : نعم , قلت ُ : إن الذي يستحي من الحقيقة ولو بعض الحياء لا يجرأ أن يقول نعم 0
فإن قلت َ : إن هؤلاء الذين كانوا مع معاوية إن لم يكونوا كافرين مرتدين / 821/ فقد كانوا طلاب دنيا , فلذلك استمروا على ضلالتهم مع معاوية , قلت ُ : إن الذين كانوا مع علي كانوا طلاب دنيا أيضاً لأنهم لم يتألبوا على عثمان ولم يقتلوه إلا لأنه كان يوسد الأمور إلى بطانته من بني أمية ويتركهم محرومين منها , فلذلك قتلوه وبايعوا علياً فهم طلاب دنيا أيضاً 0
لا ريب أن هذا الخبر ليس إلا أحدوثة مصطنعة أوجدتها التحزبات السياسية , فوضعها من وضعها بعد وقعة صفين , وربما كان وضعها بعد وفاة علي بن أبي طالب , ولله درهم ما أقدرهم على التلفيق , فانظر كيف رتبوا الزيادة الأولى في صلح الحديبية من قول النبي لعلي : " اكتب فإن لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد " , وكيف لفقوا الثانية في صلح صفين بما ذكروه من قول عمرو بن العاص وقول معاوية , فجعلوها طباقاً للأولى ولفاقاً لها , إذ أنزلوا عمرو بن العاص أو معاوية منزلة سهيل بن عمرو فأنطقوهما بما نطق به سهيل , وأقاموا علياً مقام محمد فأنطقوه بما نطق به محمد , إذ قال علي للكاتب : امحها , فتذكروا قول النبي له ذلك يوم الحديبية على زعمهم وهكذا يكون التلفيق 0
(4) إخباره علياً بقاتله : ذكروا في كتب السير أن محمداً غزا في السنة الثانية من الهجرة غزوة العشيرة ( بتصغير لفظ عشرة بضم ففتح وهي الشجرة الواحدة من شجر العشر والعشيرة موضع بينبع سمى باسم عشرة نابتة فيه ويقال ذو العشيرة أيضاً ) 0 وقالوا : في هذه الغزوة كنى رسول الله علياً بأبي تراب حين وجده نائماً وقد علق به التراب , فأيقظه برجله وقال له : قم يا أبا تراب , فلما قام قال له : ألا أخبرك بأشقى الناس أجمعين : عاقر الناقة , والذي يضربك على هذا ( ووضع يده على قرن رأسه ) فيخضب هذه ( ووضع يده على لحيته ) 0
وفي رواية : أن النبي قال يوماً لعلي : من أشقى الأولين ؟ فقال : /822/ الذي عقر الناقة يا رسول الله , قال : فمن أشقى الأخرين ؟ فقال علي : لا علم لي يا رسول الله , فقال : هو الذي يضربك على هذه , وأشار إلى هامته , كما في السيرة الحلبية (1) 0 ولا منافاة بين الروايتين فإن الخبر واحد في كليتهما 0 وقالوا وكان كما أخبر فإن ابن ملجم المرادي من طائفة الخوارج ضربه تلك الضربة في الكوفة عند خروجه إلى المسجد سحراً 0
وأنت ترى أن عبارة الحديث ليست نصاً في الأخبار بأن علياً سيقتل 0 فإن صحت الرواية جاز أن يكون محمد قال له هذا القول إظهاراً لمحبته له وشفقته عليه منزلته , خصوصاً وقد أخذته عليه الرقة والعطف لما رآه نائماً على الأرض وقد علق به التراب , فإن ذلك دال على ابتذال نفسه واحتماله الأذى في سبيل الدعوة إلى الإسلام , فأراد محمد أن يظهر ذلك له تطييباً لخاطره , فقال له : إن أشقى الناس , أو أشقى الآخرين على الرواية الثانية , هو من يضربك على رأسك فيخضب لحيتك بدمك 0 فالحديث نص أن من يفعل بعلي هذا الفعل يكون أشقى الناس , وليس هو نصاً في أن هذا الفعل سيقع على كل حال 0 ويجوز لكل واحد من الناس أن يقول لمن أحبه وأعظم قدره : إن الذي يقتلك هو أشقى الناس عندي , ولا يكون هذا القول إخباراً له بأنه سيقتل لا محالة , بل يجوز أن يقتل ويجوز أن لا يقتل , لأنه إنما قال له ذلك إظهاراً لمحبته وتعظيمه إياه 0
نعم ! إن محمداً لو قال لعلي إنك ستقتل , وإن الذي يقتلك هو أشقى الناس أو أشقى الآخرين , لكان قوله هذا إخباراً بالغيب لا محالة 0
والذي نراه هو أن الحديث أوجدته جناية ابن ملجم بقتله علياً في الكوفة , فلا ريب أن وضعه كان بعد هذه الجناية , والمراد من وضعه جعل ابن الملجم أشقى الآخرين , كما أن عاقر ناقة صالح أشقى الأولين , ولكن / 823/ قد فهمنا أن ابن ملجم أشقى الآخرين لأنه قتل رجلاً عظيماً من عظماء المسلمين , فما بال هذا الذي صار أشقى الأولين بعقر ناقة صالح ؟ وإن مائة من النوق تعطى في دم أقل واحد من المسلمين 0 وإذا كان هذا صار أشقى الأولين بعقره ناقة صالح , فماذا كان يكون لو قتل صالحاً ؟
قلنا : إن هذا الحديث أوجدته جناية ابن ملجم , ونظيره الحديث الذي أوجدته جناية قتل عثمان في المدينة من أن النبي أخب بأنه يقتل ويسيل دمه على القرآن على آية ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) (1) , وقد تقدم ذكر هذا الحديث في قصة عمار التي أوردناها عند الكلام على بناء المسجد 0
إن الأحاديث التي أوجدتها الوقائع واختلقتها التحزبات السياسية والاختلافات المذهبية كثيرة لا تحصى , ولا حاجة إلى التطويل , وفيما ذكرناه لك منها كفاية /824 / 0 00 ) يتبع 0
(1) سيرة دحلان , 3/ 13 0
(2) سيرة دحلان , 3/ 13 – 114 , السيرة الحلبية , 3/ 219 ؛ سيرة ابن هشام , 4/ 568 – 569 0
(3) سيرة ابن هشام , 4/ 569 – 573 0
(4) السيرة الحلبية , 3/ 220 0
(1) أنظر صفحة 316 – 319 ؛ السيرة الحلبية , 2/ 71 – 72 0
( 2) السيرة الحلبية , 2/ 72 0
(1) السيرة الحلبية , 2/ 71 – 72 0
(2) السيرة الحلبية , 2/ 72 0
(1) السيرة الحلبية , 2/ 73 0
(2) المصدر نفسه0
(3) المصدر نفسه 0
(4) السيرة الحلبية , 2/ 73 – 74 0
(5) السيرة الحلبية , 2/ 71 – 73 0
(1)السيرة الحلبية , 2/ 72 0
(2) السيرة الحلبية , 2/ 73 0
(3) تاريخ الطبري , 4/ 406 , 432 0
(1) السيرة الحلبية , 1/ 179 0
(1) السيرة الحلبية , 3/ 19 – 20 0
(1) السيرة الحلبية , 2/ 126 – 127 0
(1) سورة البقرة ’ الآية : 137 0
* من كتاب الشخصية المحمدية للكاتب العراقي – معروف الرصافي 0





#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحيى الكفري – وحلاق الموتى0
- استخبارات محمد
- لماذا يريدون إبادة الشعب اليزيدي؟
- قصة الحجر الأسود
- امتيازات قريش
- العمرة
- كيف نشأ الحج
- الدين والعبادة
- الغلو في محمد
- عمل الدعاة الإسلاميين في العصر العباسي
- محمد- أزواجه –1
- - محمد - أزواجه0
- - محمد - سلاحه وأثاثه
- أوجاع الذرف المائي
- - محمد - عبيده وإماؤه
- الموارد المالية الخاصة بالنبي 2
- موارد النبي المالية 0
- المسلمون ينتقمون من أعدائهم
- محمد والملائكة
- سقوط المدائن في عهد عمر بن الخطاب


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - إخبار محمد بالغيب ومقتل الإمام علي