أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - احسان جواد كاظم - الايزيديون...هؤلاء الودعاء !














المزيد.....

الايزيديون...هؤلاء الودعاء !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 06:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم يكن مستغربا من الارهابين ارتكاب هذه المجزرة الرهيبة واستهدافهم لاناس امنين من مواطنينا الايزيديين هذه المرة ... فهذا هو ديدنهم ودينهم , فقد غطوا كل ارض العراق وحواريه بعمليات قتل همجي. وهذا بالضيط جوهر فكرهم الظلامي التدميري وهم صادقون مع انفسهم فيما يفعلون. فالاناء ينضح بما فيه, وقد نضحوا حقدا اسفلتيا حارقا على كل ماله صلة بالانسان و الانسانية.
ويبدو ان الارهابيين اخذوا ينهجون تكتيكا جديدا بفعل طردهم من حواضر المدن لينوجهوا نحو مناطق نائية من قرى وقصبات هي عبارة عن بيوت واكواخ هشة, ضعيفة الحماية, وخارجة عن اهتمامات السلطات المتعاقبة, تعاني الاهمال والفقر,لذا فان حصيلة تفجيراتهم ستكون اعظم تدميرا واكثر ايلاما, هذا اضافة الى منطلقهم التكفيرى ضد الايزيديين.
الديانة الايزيدية ديانة غير تبشيرية. اى انها لاتسعى الى جذب وحيازة منتسبي الديانات الاخرى اليها. فهي متصالحة مع الاخرين ومنقبلة لما يعتقدون, هذا ما لاينطبق على منتسبي الديانات التبشيرية التي تستخدم مخنلف الوسائل السلمية والعنفية - والتاريخ شاهد على ذلك- لزيادة اعداد المؤمنين بها, فيحدث الاعتداءعلى حريات وحياة الاخرين. كما ان مايميز هذه الديانة عن الديانات الاخرى هو كثرة اعيادها, ومن المعروف ان الفرح كحالة نفسية تنمي الجوانب الايجابية في السلوك البشرى.
اول لقاء لي بايزيدي كان اثناء ادائي الخدمة العسكرية الالزامية قي مسنشفى راوندوز العسكرى عام 1979 عندما قام النظام السايق- وفي سعي منه لضبط المجتمع وفرض سطونه على ابعد زوايا الوطن- الى سوق المتخلفين عن الخدمة العسكرية, فجاءتنا اعدادا ممن تعدوا حتى سن الاحنياط من قرى وقصبات بعيدة لا تجد اسماءها على ادق الخرائط العراقية واكثرها تفصيلا. وكان بينهم ايزدين مراد. انسان بسيط, هادىْ الطبع , يفعل مايؤمر به,فالعسكرية اوامر.ولكنه كان يتعرض للاساءة بدون سبب الا لكونه ايزيديا , من اناس لايفقهون شيئا من امور دينهم , وكان ذلك يؤلمني, انا الذي ربتني عائلتي على احترام الاخر لآنه انسان اولا وليس لآنه يحمل صفة ما . وقد ترسخت هذه المعاني بعد الانخراط في دائرة الوعي الملتزم والتاثير الالهامي لوصايا الرفيق فهد - احنرم معتقدات ابناء شعبك.... كن في مقدمة المدافعين عن الفقراء والمظلومين..... فكنت اتضامن معه برد المتعرضين له بالاساءة او لوم بعضم الاخر , قتوطدت بيننا علاقة ثقة واصبحنا نتحدث عن امورنا اليومية في الجيش والحياة العامة, فتعرفت عليه اكثر. فلاح امي, طموحاته بسيطة , سريرته نقية , لديه بستان صغيرة يرعاها مع اخوته وابيه في احدى قرى سنجار. يتحدث بلغة عربية ركيكة ولطالما اعتذر لي عن ذلك , فاعنذرت له عن جهلي باللغة الكردية . عند انهاءه الخدمة العسكرية ودعني ودعاني لزيارته في قريته التي نسيت اسمها حيث اشجار الخوخ والعرموط. ايزدين مراد هذا الايزيدي الوديع , كلمة طيبة واحدة كانت كافية ليمنحك الثقة والحب والصداقة فقلبه لا يعرف الحقد. بعدها التقيت بالكثير من الايزيديين وقرات عن معتقداتهم وتضحياتهم البطولية في مقارعة الاستبداد والظلم.
ولكن لقاء ثاني بايزيدي اخر عززت اعجابي بسجايا هذا الجزء الاصيل من شعبنا العراقي. فقد حضرت تدوة للباحث الدكتور خليل الجندي قي المانيا مع صديق لي وكنت وصديقي فقط ممن لايفهمون اللغة الكردية من بين الحضور, قانتبه لوجودنا واقترح القاء المحاضرة باللغة العربية احتراما لحضورنا وكان ذلك وسط همهمات البعض. هذا الموقف بيّّن لي مدى التسامح الذي يمتلكه هذا الانسان الرائع بعلمه واخلاقه - في وقت اصبح التعصب القومي ظاهرة - وجديته في التعريف بمعتقدات ابناء جلدته ودحض الافتراءات ضدهم. ثم التقيته صدفة مرة اخرى في قطار لنتحدث عن امور وطننا وشعبنا , فكشف لي عن تواضع جم وطيبة لامتناهية.
هذان الايزديان بما يمثلانه من سجايا وقيم يعبران عن امتلاء روحي يفتقده الارهابيون بخواءهم الروحي , ولهذا استهدفوا اهليهم الآمنين في سنجار.
مأساة الايزيديين هذه اثارت ردود فعل متباينة , الصادقة والمرائية والمصلحية. فقد عبر الكثير من مواطينا ومثقفينا عن غضبهم لهذه المجزرة الرهيبة وطالبوا بكشف ملابسات حدوثها والمتهاونين والمسؤلين عنها ثم حمايتهم واعادة بناء قراهم وتعويضهم. البعض الاخر عبروا عن ألمهم فحسب وكفى الله المؤمنين.والقوميون الاكراد وجدوها فرصة سانحة لقضم اراض جديدة لضمها لاقطاعيتهم.
الدستور العراقي يضمن المساواة التامة لكل العراقيين لكن بثور المحاصصة الطائفية والقومية قسمت العراقيين الى مواطنين من درجات مختلفة ولاحل الا بفصل الدين عن الدولة واعتماد القانون في احقاق الحقوق.





#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تلبس الشيطان مشايخنا... ام تلبسوه؟
- انقلابات عام الخنزير
- الموت للانتحاريين !
- كن طيبا كالخبز !
- اسماء المحافظات... والشهيد فارس الأعسم
- اما آن لهذا الطفل ان يتبسم ؟ ! !
- G-8جهاز الشتازي الالماني القديم وعولميو ال
- سباق السيف والعذل في رومانيا
- بين صأصأة العقارب وفحيح الافاعي
- الابقاء على تسمية الحزب الشيوعي العراقي - موقف صائب
- تمسيد القنفذ
- الحب هو الضحية... الدين هو الجاني
- أنسنة الدين !
- الاول من آيار, ثلج ...خزامى احمر...تضامن
- هل -رهبوت خير من رحموت-؟
- سعادة الطفل العراقي...اولوية !
- اين نحن من مازوشية هؤلاء وسادية اولئك؟!!
- الحجاب يباب
- قانون ديمقراطي للاحزاب لتقويض الطائفية السياسية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - احسان جواد كاظم - الايزيديون...هؤلاء الودعاء !