أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - انقلابات عام الخنزير














المزيد.....

انقلابات عام الخنزير


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 11:18
المحور: كتابات ساخرة
    


استبشر الصينيون والشعوب التي تنتمي الى عائلتهم الثقافية بعام الخنزير في التقويم الصيني, الذي ابتدأ هذا العام منذ منتصف شباط الماضي. ومما هو معلوم فان شخص من كل ثلاثة في العالم هو صيني او من الشعوب المنتمية الى العائلة الثقافية الصينية. وفي الميثولوجيا الصينية, فان الخنزير يعتبر من اكثر ابراج الحظ مرحا ويرمز الى التوافق وتلافي المشاكل - ونحن نفتقد للاول ولدينا الكثير من الثاني - لأن من سمات الخنزير انه داجن, لايعرف المكائد بل هو مغفل وحميم في تعامله مع البشر ويجلب معه الرفاه المادي كما يرون. اما سلبيته فتكمن في عدم احترامه لخصوصيات الآخرين وملكيتهم. لهذا يؤمن الآسيويون بان عام الخنزير هو وقت مناسب لعقد الصفقات التجارية واستهلاك ما تراكم من مصادر الرفاه.
ولايعتبر الخنزير رمزا معيبا لدى اجداد شعب الكيتان - مجموعة اثنية غير صينية تقطن وسط منشوريا - وفي ميثولوجيتها يعتبر رأس الخنزير رمزا للحكمة والرفاه.
اما لشعوبنا التي تنتمي الى ثقافة شريعة موسى التحريمية والتي تنظر للخنزير نظرة دونية وتحرم أكله لأسباب هي بالاساس اقتصادية وليست دينية او صحية كما يدعون - فقد كان قوم موسى رعاة غنم يسعون لاستمرار اعمالهم وتجارتهم, فجاء تحريم أكله, هو الحيوان البري المتوافر والسريع التكاثر والذي يمكن ان يكون مصدر غذائي رخيص, واستهلاكه سيؤدي الى كساد تجارتهم - وبسبب ذلك فاننا نرفضه ونرفض عامه, مع ان حاجتنا ماسة للتوافق في منطقتنا التي تنغل بالمشاكل. وان سماته السلبية بعدم احترام خصوصيات الآخرين والتعدي على ممتلكاتهم سمة استمكنت من البعض في بلداننا ولم تستمكن من البعض الآخر, سمته الايجابية, عدم معرفته بالمكائد. فكانت لدينا محاولة انقلاب عسكري اتهم بها أياد علاوي, أثارت حنق المالكي والقائدين الكرديين البرزاني والطالباني. وجرى التهديد بفضح الدول التي تقف وراءها. ثم جاء انقلاب المشهداني رئيس مجلس النواب على مجلسه بعد حادثة اعتداء افراد حمايته على نائب برلماني ورفضه الاستقالة رغم مطالبة اغلبية النواب بعزله., بعده انقلاب جبهة التوافق وتراجعها عن تعهداتها بأستبدال المشهداني بآخر يقبله النواب. فخلقت أزمة سياسية وادخلت مجلس النواب في متاهات خلافية تاخذه بعيدا عن مهامه ومسؤولياته التي ينتظرها المواطن العراقي من نوابه الذين انتخبهم تحت وابل القصف.
ثم تكلل كل ذلك بانقلاب ممثلي التيار الصدري في مجلس النواب, بانسحابهم منه بشكل غير مبرر, في احتجاج لايعرف ضد من ؟ هل هو ضد البرلمان ام ضد الحكومة ؟ بعد تفجير منارتي الامامين العسكريين في سامراء واشتراطهم بناء الحضرة العسكرية وكل الجوامع السنية والشيعية التي دمرت في العراق ( من ياترى دمرها ؟ ! ) وكأنه لم يبق للمواطن العراقي من هموم سوى ايجاد محراب للصلاة بعد ان وفر له نواب التيار الصدري وحكومتهم الرشيدة اسباب الحياة الرغيدة. ثم كان انقلاب البرزاني بتصريحه عن استحالة اعادة النظر بالمادة 140 الخاصة بكركوك رغم ان الدستور ذاته ومواد كثيرة فيه مطروحة للنقاش لتبديلها وحسب نص دستوري منه وبيه.
ان محاولات تعطيل العملية السياسية التي تقوم بها جهات معادية لها مثل عصابات القاعدة وايتام النظام البائد وعصابات الجريمة امر مفهوم واسبابها معروفة, لكن محاولات جهات من داخل العملية السياسية تعطيلها, لايمكن تفسيرها الا انها الثمرة المرة للمحاصصة الطائفية والقومية التي يجبر ابناء شعبنا على قضمها وتجرعها.
وتوجد الكثير من الاعتراضات على اداء مجلس النواب الضعيف بسبب اقراره لقوانين مجحفة ضد حقوق المرأة وقوانين الخصخصة والاستثمار الاجنبي وتهرب قوى فيه من اقرار قانون الاحزاب السياسية وقانون مجالس المحافظات... الا انه يبقى اطارا لحل الاشكالات ووضع الحلول بعيدا عن لغة العنف.
ورغم حديثنا عن الانقلابات التي نرفضها لوجود آليات تداول سلمي وديمقراطي للسلطة, فان امكانية نجاحها في ظروف العراق الحالية صعبة. فليس هناك قوة قادرة على القيام بذلك فقواتنا المسلحة غير متجانسة وتتنازعها تدخلات مختلفة تحكمها توازنات معينة,, الاخلال بها يعني اندلاع حرب اهلية ليس فيها منتصر, كما ان الوجود الامريكي كقوة ضاربة عاتية لاتسمح بذلك ومصالح الولايات المتحدة لاتسمح لقواتها بالمغامرة في اسناد طرف ضد آخر, رغم امكانية توفر رغبة لدى بعض الساسة الامريكان في تغيير حكومة المالكي.
اما وان شوارعنا وبرلماننا وتلفزيوناتنا تمتليْ بالعلماء من معتمري العمائم فاننا احوج مانكون ان نأخذ العلم من الصين, لا التعلق بوهم قدرة عام الخنزير ان يجد لنا حلولا جاهزة سريعة... رغم ان الاستغراق بوهم لذيذ, راحة للبال.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت للانتحاريين !
- كن طيبا كالخبز !
- اسماء المحافظات... والشهيد فارس الأعسم
- اما آن لهذا الطفل ان يتبسم ؟ ! !
- G-8جهاز الشتازي الالماني القديم وعولميو ال
- سباق السيف والعذل في رومانيا
- بين صأصأة العقارب وفحيح الافاعي
- الابقاء على تسمية الحزب الشيوعي العراقي - موقف صائب
- تمسيد القنفذ
- الحب هو الضحية... الدين هو الجاني
- أنسنة الدين !
- الاول من آيار, ثلج ...خزامى احمر...تضامن
- هل -رهبوت خير من رحموت-؟
- سعادة الطفل العراقي...اولوية !
- اين نحن من مازوشية هؤلاء وسادية اولئك؟!!
- الحجاب يباب
- قانون ديمقراطي للاحزاب لتقويض الطائفية السياسية


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - انقلابات عام الخنزير