أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - مأساة الأرملة الحزينة عنخس ان مون














المزيد.....

مأساة الأرملة الحزينة عنخس ان مون


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 06:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ظللت أياما أعيش مع وجه هذه الأرملة الجميلة الصغيرة الحزينة ( عنخس ان امون) لا يفارق مخيلتى أتطلع الى تلك الدموع التى رسمت على خدها الغض خطوطا غائرة وعلى وجهها الطفولى الذى كسته أثار المأساة التى عاشتها بظلالها الداكنة وأكسبته ملامح حزينة ولكن هذا كله لم يخف فتنته وجماله 0
لقد عاشت تجربة إنسانية نادرة 0
هذه الملكة الصغيرة حفيدة امحتب الثالث ذلك الرجل الذى طغت شهرته كزير نساء ومدله بالعذارى على شهرته الملكية وجدتها الملكة المسيطرة تى وأمها الفاتنة نفرتيتى وأبيها الملك الفيلسوف الشاعر الموحد الداعية اخناتون الذى قلب المائدة على كهنوت اللاهوت المصرى وهز عرش الامونية بدعوته لعبادة الإله الواحد الذى ليس بينه وبين الناس واسطة ولاكهنوت أتون وهجر عاصمة الأجداد طيبة مهاجرا بدعوته الى اخناتون هناك قريبا من الاشمونين حيث بذر النبى إدريس مبادىء التوحيد وجعلها عاصمة ملكة ومركز دعوته ومقر مناجاته بعيدا عن تاثيرات كهنة امون ونفوذهم ومؤامراتهم 0
كان يمكن لنجم الاتونية أن يسطع ويستمر لولا اشتراك الملكة امه تى وشقيقها الطامع فى العرش العجوز انى مع كهنة آمون فى تقويض دعائم الدعوة الجديدة والنيل من الداعية الذى مات ولم يعثر على جثمانه ويرجح انه مات ضحية هذه المؤامرة0
ثم عمها وزوج شقيقتها مريت امون الملك سمنخ كا رع احد اقطاب المؤامرة على أباها والذى لقى حتفه شابا لم يتجاوز عمرة اربع وعشرون عاما 0
ويرتقى زوجها توت عنخ أتون العرش طفلا فى الحادية عشرة ويصبح العوبة جدته تى والعجوز انى ومن خلفهم كل جبروت كهنة امون فى طيبة فيعتذر عن الاتونية ويتهم حميه اخناتون بالمروق ويعود بالعاصمة الى طيبة مرة اخرى حاملا اسم توت عنخ امون 0
ولكنه بعد أداء الدور الذى رسم له لم يسلم من غدر المتآمرين ولقى حتفه أيضا وهو دون العشرين 0
أية ماساه عاشتها هذه الملكة الطفلة وأية فاجعة تلك التى مرت بها وكيف تحملت فى ميعة صباها وريعان شبابها كل هذا لقد وجدت نفسها فجاة وسط مشاهد الموت الغاضب وفى قلب البلاط الملكى الذى يديره كهنة آمون وأدواته جدتها تى وشقيق جدتها العجوز انى وقائد جيشها حور محب الذى تقاعس عن نجدة الأب والزوج والعم أيضا وجلس يرسم بقية خطوط المؤامرة التى ازاح فيها العجوز انى واعتلى عرش مصر 0
ماذا يمكن أن تصنع سيدة لم يتجاوزسنها السابعة عشرة وسط كل هذا الغدر ؟ وقد اختفت من مسرح الأحداث أمها نفرتيتى وشقيقتها مريت امون ولم يبقى غير شخوص المؤامرة وعرش تتهدده المطامع 0
يتهمونها أنها ارتكبت حماقة بالاتصال بملك الحيثيين فى خيتا حيث أرسلت له رسالة قالت فيها: "مات زوجى وليس لى ولد ويقال أن عندك من الأولاد كثير فارسل لى واحدا اتخذه زوجا انى خائفة جدا "
واى خوف واى رعب عاشته هذه الصغيرة ذات العيون الدامعة والقلب الحزين والنفس المنكسرة 0
وكيف لا تفزع فى هذه الظروف الغامضة التى يخيم الموت على تخومها لقد أخذت تؤكد لملك خيتا سوبيلوماس :
لماذ تقول انهم يخادعوننى فهل إذا كان لى ولد أكنت اكتب الى اجتبى لأفضح نفسى وانشر ماساتى ومأساة بلدى لقد اهنتنى بكلامك هذا فهذا الذى كان زوجى مات وليس لى ابنا ولن اخذ واحدا من رعاياى ثم أتزوجه انا لم اكتب لأحد غيرك الجميع يقول ان لك أولادا كثيرون اعطني احدهم كى يصبح لى زوجا0
ويستجيب الملك الحيثى ويرسل لها احد أبناؤه ولكن كهنة آمون ترصدوه وقتلوه قبل ان يصل الى طيبة 0
وتسكت مراجع التاريخ عن نهاية ماساة تلك الارملة الصغيرة الجميلة ويعتلى العجوز انى العرش ويخلفه القائد حور محب الذى ظل يحلم بعرش مصر وانتهى عصر الاتونية ولكنه تحول الى تراث انسانى خالد وارتفع من جديد نجم الامونية ليسيطر على اللاهوت المصرى حتى بزغ فجر الديانات السماوية 0
ومازال العلماء فى بحث دائب بكل اساليب العلم الحديث لبحث أسرار هذه الحقبة من تاريخ مصر أخرها الكشف بالاشعة المقطعية على مومياء توت عنخ امون وقبلها البحث الذى قامت به بعثة من جامعة ليفربول على راسها عالم التشريح البريطانى هاريسون وشارك فيها العالم المصرى الدكتور على عبدالله واثبتت وجود كسر فى جمجمة توت عنخ امون ترجح وفاته نتيجة لحادث
ثم تاتى زوزالى ديفيد رئيسة قسم المصريات بجامعة مانشستر البريطانية لتتبنى انشاء بنك للدم والأنسجة يفحص عينات ماخوذة من حوالى الفى مومياء مصرية منتشرة فى انحاء العالم فى محاولة للكشف عن الأسر الفرعونية وتتبع شجرة عائلاتهم وتستهدف ايضا اثبات العلاقة بين توت عنخ امون واخناتون وهل كان ابنا له 0
وبعد مازال وجه هذه الارملة الحزينة الحلوة يطاردنى ويسالنى هل كان خوفى خطيئة وتحذرنى من غدر كهنة امون 0
وهل يعذرها التاريخ انها اتصلت باجنبى لحل قضية تصورت انها شخصية لكنها فى الاساس قضية مصر
ومع ذلك يا رفيقة النيل وأنت على مرمى البصر فى مدينة الموتى طوبى للمظلومين 0



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باحث يكشف الأكذوبة التى عاشت فى ضمير الشعب المصرى عبر مئات ا ...
- آمنا الغولة والآلهة سخمت
- جمهوريتنا الملكية
- ختان الإناث في مصر يبدأ في الانحسار
- صور من تاريخ الحركة العمالية بمصانع السكر فى مصر
- عشق الخس
- السنة القبطية والأمثال الشعبية
- أمل دنقل شاعرا عاطفيا
- أمونوفيس الضائع بين شامة وطامة وممنون
- قدم المومياء بين رسام وقصاص
- رؤية حول مجالس الأمناء والآباء فى تطوير العملية التعليمية لل ...
- أدريس أفندى ينقذ بوابة معبد الكرنك
- الأمير والحلم
- الطفل الأنجلو مصرى فى بيت فرنسا بالأقصر
- مجذ وب سيدى توت


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - مأساة الأرملة الحزينة عنخس ان مون