أمونوفيس الضائع بين شامة وطامة وممنون

عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 05:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لم يحظ اى اثر من أثار مدينة المائة باب الأقصر التليدة بمثل ماحظى به تمثالا ممنون الرابضان فى إباء وشموخ وشمم على الأرض الخضراء اليانعة الوارفة الوارقة المثمرة على الحد الفاصل بين الوادى والصحراء بين مدينة الموتى والأحياء بين الخلود الابدى والشقاء الدنيوى 0
وبالرغم من كونهما مجرد تمثالين من روائع إبداع الفنان المصرى القديم امتازا بالضخامة وكانا يتصدران مدخل المعبد الجنائزى للملك امونوفيس الثالث" امنحتب الثالث" الذى لم يبق من اثاره غير هذين التمثالين العملاقين وامتازا أيضا بتلك الأصوات الموسيقية التى كانت تصدر عنهما فتغمر وحدة المكان الساكن فى مدينة الخلود بلحنها الشجى الرائع عند الفجر 0
كان هناك شق صغير أسفل كل تمثال تبلله قطرات الندى فينساب منه الهواء فتنبعث منه الموسيقى 0
وقد زعم مؤرخى اليونان ان احد هذين التمثالين قد سكنته روح قائدهم اجا ممنون شهيد حرب طروادة وان الموسيقى ليست سوى نجوى
اجا ممنون لامه التى كان يناجيها كل صباح بصوته الحزين وغلب على هذين التمثالين اسم تمثالا ممنون 0
وقال المؤرخ والفقيه الاقصرى عبدالغفار بن نوح صاحب كتاب الوحيد فى سلوك أهل التوحيد " مخطوط لم ينشر بدار الكتب المصرية" والذى عاش فى القرن الرابع الهجرى إن الناس تعتقد أن الأصوات التى تصدر عن التمثالين إنما هى أصوات الشياطين 0
ولعل تمثالا ممنون من احد الأسباب التى جعلت العرب أثناء الفتح العربى للصعيد لا يهتمون بالأقصر وحرصوا على عدم الإقامة فيها اعتقادا منهم أنها أصنام يعبدها الكفار ولقبوهما بشامة وطامة والشامة من التطير والشئوم فى اللغة هو الشر إما الطامة فهو الداهية تفوق سواها ولعل أول من أطلق عليهما هذا اللقب هو المؤرخ المغربى أبو الحسن الهروى المتوفى عام 1214 م وذكرهما المؤرخ المصرى ابن دقماق بهذا الاسم 1406م
وفى الأمثال الشعبية يقال للصديقين المتلازمين عاملين زى شامة وطامة 0
وتصورهما خيال الفنان الشعبى حبيبين يتناجيان شامة الحبيب وطامة الحبيبة والموسيقى نجوى الحبيبان 0
ونسى الناس اسم صاحب التمثال امونوفيس الثالث " أمنحتب الثالث" والد اخناتون أول دعاة التوحيد وزج الملكة تى من أشهر ملكات مصر وظل اسم القائد اليونانى ممنون صاحب الأسطورة الشهيرة علما عليهما0 روادتنى هذه الأفكار وأنا أتصور مشروعا للصوت والضوء يعيد تمثالا ممنون للحياة ويروى قصة اعرق حضارة فى التاريخ 0

#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل