أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - أمريكا ومواجهة الخطر الإيراني















المزيد.....

أمريكا ومواجهة الخطر الإيراني


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصول احمدي نجاد إلى السلطة في إيران ، كان إشارة إلى تلك الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، التي خلقت العلاقات الملائمة لشخص مثل نجاد بتبوء مركز الرئاسة ، بعد أن استطاع حسم معركة سياسية دارت بين تيارات السلطة الإيرانية المختلفة، المحافظين والإصلاحيين، من أبناء الطبقة نفسها السائدة في إيران، في ظروف غياب، وتقييد ومنع أي مشروع تغيير جذري، كانت إحدى المراحل الدقيقة الصعبة من مراحل الصراع الداخلي في إيران، أظهرت التأثيرات الكبيرة الإقليمية والدولية على هذا الصراع ، و ساهمت في تطور القوة العسكرية، ونمو الصناعات الحربية، مدعومة بخلفية أيديولوجية دينية ، من أجل النفوذ والانتشار القومي الفارسي، ناهيك عن تشديد القبضة على خناق الشعب الإيراني، وتعزيز سلطة الاستبداد.
البرنامج النووي الإيراني اتخذ أ بعاداً جديدة منذ تحول السلطة في إيران وأصبح علامة للتصعيد، وضعت إيران نفسها بمواجهة المجتمع الدولي، وفق سياسة فرض الأمر الواقع، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل هذه المواقف تعبر عن فهم ممتاز لحركة التاريخ المعاصر ؟ وتضع لبنة في طريق تطور الشعب الإيراني، أم أنها ستشكل ذريعة لفتح صراع جديد، تدخل المنطقة في أتون صراع جديد، لا تحمد عقباه.
من الواضح إن التحدي الإيراني يقوم، على اعتقاد راسخ أن أمريكا لن تقدم على الخيار العسكري، بسبب من أزمتها في العراق، بل على العكس حاولت إيران استخدام الأوضاع القائمة في العراق، ورقة للضغط و المساومة، مع أمريكا بشكل علني منذ وصول الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، عبر رسالة بأن أي شر يصيب إيران، سينعكس على أمريكا، في قلب الاستراتيجية الأمريكية. وأن الحل في العراق يمر من إيران، أيضاً على الرغم من الأسباب الكثيرة لدى حزب الله لإعلان شرارة الحرب في تموز من العام المنصرم كان الملف الإيراني النووي، أحد هذه الأسباب. ساهمت الحرب في اختبار وقدرة الأسلحة الإيرانية.
في المقابل الموقف الأمريكي ، وفق اعتقاد جازم بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقصد أن يكون النظام في إيران أكثر المستفيدين من سياستها ، التي أعقبت الحادي عشر من أيلول كما تحقق على أرض الواقع، من إسقاط طالبان ، منافس على قيادة مشروع إسلامي يتعارض مع المشروع الإيراني، إلى إسقاط نظام صدام حسين العدو الأول بالنسبة لإيران، و إعلان الفيدرالية الطائفية في العراق، حلم تاريخي للنظام الإيراني ، حيث تشكل درعاً واقياً، ومجالاً حيوياً للنفوذ السياسي والديني الإقليمي لإيران ، كل هذه التطورات غير المقصودة، تقف في تناقض وتصادم، مع المشروع الأمريكي، التي لن تقبل بوجود دولة قوية منافسة في قلب هذا المشروع، ناهيك عن أن إيران لها مطامع ومصالح خاصة تتصادم ليس مع مصالح الدولة الأمريكية فحسب، بل مع الدول الغربية مجتمعة.
أما على المستوى العربي، مع تراجع المشروع القومي العربي، وتكريس الدولة القطرية المستبدة ، برز الحضور القوي للمد الديني ، والانقسام الطائفي، ملهماً ومدعوماً بمد الثورة الإيرانية ، بما تملكه من إمكانيات مالية وعسكرية لدعم مشروعها ، في سعيها لبسط نفوذها الإقليمي، المشروع الإيراني بطبيعته وأهدافه يتنابذ ويتعارض مع الدول العربية بصفة العروبة والإسلام . وكل محاولات القيادة الإيرانية في تطمين الدول العربية وعلى الأخص السعودية ودول الخليج، من أجل تحييدها في الصراع ، على أن صراعها موجه ضد إسرائيل وأمريكا، لكن الواضح الجلي إن إيران تتصرف من موقع القوة، على إنها صاحبة القرار، لذلك الدول العربية ترى نفسها مستهدفة في كل جولة تكسبها إيران، مما يدفعهم بقوة أكثر، إلى ربط مصيرهم بمصير أعداء إيران أمريكا وغيرها من الدول ، وهي علاقات استراتيجية بالأصل . في مواجهة المطامع الإيرانية ، عبر تسمية الخليج العربي، بالخليج الفارسي، والتهديد من بوابة مضيق هرمز في محاصرة النفط الموجه إلى العالم.
يتمثل خطر المشروع الإيراني بمشروعها الديني القائم على مشروع طائفي. يتناقض ليس مع مصالح الأنظمة العربية الحاكمة فحسب بالرغم من الخطر المباشر المنظور ، بل يتناقض مع أي مشروع ديمقراطي أو خيار وطني عربي، اتخذت إيران من قضية الأراضي المحتلة والقضية الفلسطينية رافعة للمشروع الإيراني، مع ما تشكله هذه القضية من تأثير كبير على وجدان الشارع العربي يتصادم مع مشروع تسوية متعثر تسعى له الأنظمة العربية، يظهر من خلاله مقدار ضعف الأنظمة العربية، ورفضها المواجهة العسكرية والتصعيد مع إسرائيل. مما يعطي قوة ودفع للمشروع الإيراني على الصعيد العربي الشعبي . لقد اتخذ الموقف من إسرائيل أبعاداً جديدة، مع إطلاق نجاد تصريحات مضى زمن طويل لم يطلقها أحد مثل نقل إسرائيل إلى أوروبا ، إلى دعم مقاومة حماس، ناهيك عن الدعم المادي والعسكري إلى أبعد الحدود لحزب الله ، أسباباً هامة إضافية في موقف المجتمع الدولي ، والعربي ضد إيران.
. النظام السوري هو النظام العربي الوحيد الذي وجد ضالته في إيران، ارتقت العلاقة وتوجت بالتحالف الاستراتيجي، في ظروف الحصار الغربي الأمريكي، مما زاد النظام السوري عزلة في محيطه العربي، و تحولت العلاقة مع إيران إلى ورقة ضغط هامة، في دفاع النظام السوري عن مكانته و شروطه الخاصة عبر الضغط على الأنظمة العربية كي تناصر النظام على الصعيد الدولي، خطورة موقف النظام السوري من زاوية الأنظمة العربية يتمثل بالتغطية على المشروع الإيراني، وإعطاءه قوة التأثير والتبرير على صعيد الشارع العربي، لذلك بذلت المساعي العربية في حرب تموز من أجل فصل مسار سوريا عن إيران، في مقابل معارضة من قبل الغرب وأمريكا ، حتى لا يستفيد النظام السوري من ثمار سياسته، بل تريد انتهاز الفرصه لإركاعه. . التصعيد الاعلامي الأخير بين السعودية وسوريا، يشير إلى تقارب الموقف السعودي من الأمريكي.
في هذا المناخ إسرائيل تعتبر أكثر الأطراف الإقليمية تضرراً من ازدياد النفوذ الإيراني، وتقدم المشروع الإيراني سواء المشروع النووي أم السياسي، أم العسكري. بل إسرائيل وإيران أكثر الأطراف تنافساً على المستوى الاستراتيجي. من أجل القوة والنفوذ الإقليمي.
لذلك أرى أنه لا يوجد لأمريكا مصلحة استراتيجية في المساومة، مع إيران بسبب تناقض وتصادم المشروع الإيراني مع المشروع الأمريكي على كل الجبهات، بل مزيداً من الضغط للتأثير على الموقف الإيراني باتجاه إضعافه و تحويله، سيكون في مركز اهتمام أمريكا، لأن أي مساومة جدية في الواقع، ستكون لصالح الطرف الإيراني ، لذا من المستبعد أن تدع أمريكا هذه القضية تمر وفق مصالح الدولة الإيرانية، تعمل أمريكا إلى حصار إيران، من خلال استخدام الأسرة الدولية والمؤسسات الدولية بدرجة أولى، وهذا ما تحقق على الصعيد النووي، يعطي أمريكا هامشاً أكبر من المساومة والضغط مع إيران، أيضاً حتى لا يتحول الصراع إلى صراع مكشوف بين إيران وأمريكا، في نفس الوقت تعمل أمريكا على استخدام وسائل الضغط والتهويل ، وتعزيز المخاوف ضد إيران، من خلال استغلال أجواء عدم الثقة والخوف المسيطر في منطقة الخليج، بهدف زيادة نفوذ أمريكا العسكري ، وإذا سلمنا أن أمريكا لن تعيد تجربة العراق هذا صحيح، أي لن تدخل بحسدها وتستوطن في إيران، ولكن أن تكون إيران هدفاً للضغط حتى الوصول إلى ضربات عسكرية مؤثرة و موجعة خاصة ضرب المنشآت الإيرانية النووية كلها أهداف قائمة ضد إيران.

التصعيد الأمريكي الأخير ، عبر صفقات الأسلحة، التي عقدت مؤخراً ، بين أمريكا والسعودية ومصر، وإسرائيل، جاء لزيادة الضغوط على إيران على خلفية تعثر الحوار حول الشأن العراقي ، لا يشير إلى مخاوف هذه الدول فقط، بل يشير أيضاً إلى دور مناط بهما في حالة نشوب حرب في منطقة الخليج، وهذا يعتبر تبدل في موقف السعودية حيال إيران ، التي جهدت لتبدو على الحياد، في الصراع الأمريكي الإيراني. ربما أيضاً يعكس تطوراً ما في الموقف الأمريكي لإشراك دول المنطقة في هذا الصراع مع يحمله ذلك من تهديد المنطقة برمتها، لكن يخفف العبء على أمريكا، ويثير مشاعر العداء والخوف على صعيد الشارع العربي ضد إيران، ناهيك عن توجيه حراب الإرهاب الطائفي إلى داخل إيران. وفتح جبهات هجوم متعددة ضدها، في حال نشوب حرب جديدة ، لو حصلت ، سوف تكون حرب إقليمية.




#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الرأي و التعبير
- أحداث مؤثرة لكن من المستفيد؟
- دور المرأة في المجتمع بعد الحرب
- المرأة تحت سلطة الدكتاتور في رواية غبار الطلع
- فتح الإسلام شرارة من سيحترق بها ؟
- ظاهر ة العنوسة و البحث عن حلول
- الناشط في حقوق الإنسان
- الطريق إلى السعادة الزوجية
- تعطيل دور الشباب العربي وأهمية تفعيله
- أمريكا والتحولات الجارية في الدول المتخلفة
- دفاعاً عن قانون الزواج المدني
- حقائق على خلفية القرار الدولي 1701 القاضي بوقف إطلاق النار ع ...
- الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي
- معادلات جديدة نتيجة الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية
- العلمانية ما بين فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة
- مشاركة المرأة حق أم منحة؟
- محاولة في إضاءة جوانب الوحدة والتعارض بين الليبرالية والديمق ...
- مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الا ...
- عينك على السفينة: رواية عن معتقلات الرأي في سوريا بقلم مي ال ...
- أهمية استقلال العمل النقابي للطبقة العاملة


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - أمريكا ومواجهة الخطر الإيراني