أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - براءة-قصة للاطفال














المزيد.....

براءة-قصة للاطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 05:44
المحور: الادب والفن
    




في اليوم الذي ولدت فيه جمان,الطفلة الصغيرة الشقراء قبل خمس سنوات لابوين فقيرين ,يسكنان بيتا صغيرا,ولد جميل في ظروف مغايرة تماما. فوالداه غنيّان يملكان بيتا فخما وسيّارة حمراء واموالا كثيرة,فكان الفرق بينهما اكبر من الامتار القليلة التي تفصل بين بيتهما, فهذا يعيش متنعّما يلهو باحلى واجمل الدّمى ,ويتلذّذ باطيب الاطعمة والحلويات, وتلك تعيش الفقر والحرمان .
وتبكي جمان الى والديها ,انها تريد دمية تلعب بها ,وتريد كما جميل "صاروخا:"من البوظة يطفيء ظمأها,فلا تلقى غير الوعد,...غدا يا طفلتي تفرج الامور , غدا يا بنيتي تتغيّر الاحوال وتتبدّد , وسيكون لك ما تريدين.
ويأتي "غدا" ويأتي غد اخر ,ولا جديد تحت الشمس. وحاولت جمان ان تتقرّب من جميل وتتودّد اليه,لعلّه يرمي لها بدمية من دماه الكثيرة , او بقطعة من حلوى , ولكن دون جدوى ,فاهله يمنعونه من ذالك , اليسوا اناسا اكابر!! ينظرون الى الفقراء من فوق ؟ فكيف بجمان واهلها والعلاقة بينهم سيئة بل مقطوعة .فقد اتهم ابو جميل جاره اكثر من مرّة بالسرقة زورا وبهتانا.
وجاء الاول من ايلول , اليوم الذي يفرح فيه الاطفال بحقائبهم وملابسهم الجديدة وهم يعودون الى مدارسهم ,خاصة طلاب البستان منهم الذين يذهبون لاوّل مرّة.
ذهبت جمان كأترابها , بفستان جديد بسيط وجديلتين شقراوين صغيرتين,تحمل حقيبة بسيطة حمراء ذهبت وهي تمسك بيد امها فرحة مسرورة ,في حين ركب جميل السّيّارة الحمراء الى جوار والده,وهو يحمل حقيبة ثمينة ويلبس اغلى الملابس.
مرّ جميل وابوه بسيارتهما الحمراء بجمان وامها,ولكنهما لم يلتفتا اليهما .
وكانت الصدفة الكبيرة ...الكبيرة حقّا...ان يجلس جميل هكذا كما في الحياة الى جانب جمان , فيبتسم لها وتبتسم له ,ويقضيان نهارهما في اللهو واللعب مع بعضهما يشاركها باقي الطلاّب الصغار, الى ان حان وقت الانصراف , فأخبر جميل صديقته الجديدة جمان بأنها ستركب معه السيارة الحمراء, فلمعت عيناها فرحا .

جاء ابو جميل بسيارته الحمراء ليأخذ ولده , وجاءت ام جمان لتصطحب ايضا ابنتها.
واصرّ جميل ان يأخذ معه جمان وامّها في السيارة الحمراء , ولكن الوالد رفض بشدّة واصرّ على رفضه , وحاول اقناع ولده انهما وعائلة جمان على خلاف , وانّه لن يتنازل ويجرح كرامته ويعرض عليهما خدماته .
وكان ما لم يتوقّعه الاب , فقد ابى جميل ان يصعد الى السيارة بدون جمان وامها, وصمّم ان يرافقهما مشيا على الاقدام , واخذ يركض خلفهما وسط دهشة والده وهو يصيح :جمان ....جمان ....انتظريني ...انتظريني.التفتت جمان , والتفتت الام وضمّته الى صدرها وهي تقبّله وتبكي
وبعد دقائق معدودات وصلت السيّارة الحمراء الى الحارة تحمل اربعة من الجيران ويترجّل منها طفل وسيم يمسك بيد طفلة شقراء جميلة.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الشاعر الكبير سعيد عقل
- احسان
- فيروز صداحة الشرق
- الشعر في المزاد العلني
- انفلونزا الشرف
- الغزل بين الامس واليوم


المزيد.....




- -الست-.. فيلم يقترب من أم كلثوم ويتردد في فهمها
- 5-نصوص هايكو :بقلم الشاعر محمد عقدة.دمنهور.مصر.
- الشاعر تامر أنور ضيف منصة نادى ادب قصرثقافة دمنهور ومناقشة آ ...
- بعد التوبة.. حاكم ولاية تينيسي يصدر عفوًا عن نجم موسيقى الري ...
- أفغانستان تودع ثالث سينما تاريخية بعد إزالتها من قبل طالبان. ...
- الممثلة الأممية: عدم الثقة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة ي ...
- نقطةُ ضوءٍ من التماعات بدر شاكر السيَّاب
- ماذا قال تركي آل الشيخ عن فيلم -الست-؟
- مدينة مالمو تستضيف الفنان السوداني محمد برجاس كـَ ”فنان مُحت ...
- مسابقة -يوروفيجن- تواجه الانهيار بسبب مشاركة إسرائيل


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - براءة-قصة للاطفال