أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد علي محيي الدين - من أجل بناء تيار ديمقراطي فاعل في العراق














المزيد.....

من أجل بناء تيار ديمقراطي فاعل في العراق


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 11:38
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تطرقنا في مقالات سابقة إلى مخاطر الطائفية في العراق،وقلنا أن انسياق الجماهير خلف الخطاب العاطفي،سيؤدي إلى حدوث كوارث وعقابيل قد تعصف بمجمل العملية السياسية ،وتقود البلاد ــ لا سامح الله ــ إلى حرب طائفية تحرق الأخضر واليابس،وينتشر أوارها في عموم المنطقة،بما تخلق من أفرازات وخيمة،والدليل الانتخابات التي جرت بعد تحرير العراق،حيث هيمن التصويت لصالح الطائفة والمذهب والقومية،بعيدا عن المصالح الوطنية والطبقية لفئات الشعب الواسعة،لذلك نحن الآن أمام حالة جديدة،تستدعي فيما تستدعي أيجاد خطاب وطني بعيد عن النظرة الضيقة،وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها،والنهوض بوعي المواطن بما يحقق مصالحه،التي لا يمكن تحقيقها بالخطابات الفارغة والكلمات الجوفاء،بل بالعمل الجاد والمثابر،وإيجاد لغة مشتركة يمكن من خلالها التأثير عليه وإعادة الوعي إليه،بالتأكيد على مصالحه الاجتماعية والابتعاد عن التعصب القومي والطائفي الذي يحاول فرض هيمنته على الساحة العراقية،بما توفر له من إمكانيات مساعدة،وانتهاج كافة الوسائل لبلورة مشروعه ،بترسيخ الفرقة والتناحر بين أطياف الشعب،بالركون إلى ما يزيد تعميق الخلاف من مفاهيم وأساليب أتسمت بعنف لا مثيل له في تاريخ العراق الحديث،تجلى ذلك في الانتخابات الأخيرة التي حاولت من خلالها الكتل القومية والمذهبية،محاربة التيار الديمقراطي العلماني بمختلف الوسائل بما فيها العنف ،والاستخدام الخاطيء للسلطة ،في فرض هيمنتها لصالح الجهات المتنفذة فيها.
لذلك على التيار الديمقراطي بمختلف تلاوينه،أيجاد البديل لهذه التوجهات،من خلال توحيد صفوفه ،وبلورة خطاب واضح،يجعل الجماهير تنأى بنفسها عن المفاهيم والممارسات الخاطئة،والتصويت للبرامج والأفكار بدلا من الطائفة والقومية،بالاستفادة من التناقضات الكامنة خلف الخطاب الطائفي،وإبرازها بشكلها الحقيقي،من خلال المطالبة بحقوق الجماهير،وتوضيح الأهداف الكامنة وراء ذلك الخطاب،والتي لا تتعدى الهيمنة المطلقة على السلطة والنفوذ والمال،والتركيز على الإخفاقات التي رافقت هيمنة هؤلاء على مراكز القرار، في تفشي الفساد الإداري والمالي،وعدم القدرة على ضبط الأمن،وسوء الإدارة،وتردي الخدمات،واستخدام الأساليب القمعية في تمرير ما يراد تمريره،بفرض أرائهم بالقوة على الآخرين،وخروجهم عن القوانين والأنظمة الإنسانية والسماوية،وتعطيل الكثير من مواد الدستور الخاصة بحرية الفرد،والمساواة ،وحقوق المرأة،وفشلهم في الارتقاء بالاقتصاد الوطني مما أدى إلى التضخم والغلاء،وسوء توزيع الثروات،والتفرقة على أسس حزبية وأثنية ومذهبية ومناطقية،بعيدا عن المواطنة،وعدم احترام التعهدات،إلى غير ذلك من السلبيات التي رافقت العملية السياسية،بسبب هذه التوجهات.ويتم ذلك من خلال تكثيف الأنشطة الجماهيرية للتيار الديمقراطي وفق الأسس التالية:
1ــ تبني التيار الديمقراطي لمنهج متطور،يستطيع من خلاله تقديم البديل للإخفاقات التي حدثت في الفترة المنصرمة،يعالج من خلاله المشكلة بإيجاد الحلول الجذرية التي يمكن من خلالها أعادة الأمور إلى نصابها الصحيح ،وتجميع قواه التي تفرقت خلف عناوين ويافطات عديدة،جعلت المواطن في حيرة من أمره في حسن الاختيار،فالعناوين متشابهة،والأسماء متقاربة"وكل يدعي وصل بليلى،وليلى لا تحيض ولا تبيض"لذلك كانت المواقف أضعف من أن تصمد أمام تيارات موحدة لكتل قومية ومذهبية،مع ما توفر لها من أمكانان مادية وإعلامية،ودعم غير محدود من جهات مؤثرة على الأوساط الشعبية،وأطراف خارجية لها أهدافها في تعميق الفرقة والانقسام،وعدم أنجاح المشروع الأمريكي ،في نشر الديمقراطية ،أو ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير،لأن نجاح هذا المشروع سيؤدي عاجلا أو آجلا، إلى الإطاحة بالأنظمة الشمولية والقمعية،لذلك تحاول بشتى السبل أبعاد هذا التغيير ،وأعاقته أو تأخيره،بتكوين ديمقراطية مهجنة،ليس لها من صفات الديمقراطية الأ ألاسم ،وعدم السماح للقوى الديمقراطية صاحبة المصلحة الحقيقية في أنجاح المشروع بالوصول إلى السلطة،وبناء الديمقراطية المسخ التي لا تشجع الشعوب الأخرى على المطالبة بها ،بالنظر لما آل إليه الأمر في العراق،وعدم مساهمة الدول الغربية في مساعدة الديمقراطيين ،بتأييدها للقوى الأخرى،في تمرير كل الخروقات والتجاوزات،والسكوت عنها وتزكيتها،بسبب الالتزامات الدولية،والتوقيتات المعدة سلفا ،مما ولد ديمقراطية لا يمكن التعويل عليها في البناء الجديد للعراق.
2ــأتباع أساليب جديدة في النضال الوطني،بتبني مطالب الجماهير الشعبية الواسعة،من خلال الفعاليات والنشاطات الجماهيرية،التي كان للقوى اليسارية والديمقراطية والليبرالية خبرتها المتراكمة فيها من خلال أدوارها النضالية السابقة في تعبئة الجماهير،بإشراكها في المظاهرات،والاحتجاجات والأعتصامات والأضرابات وجمع التواقيع،وتقديم العرائض وتشكيل الوفود،وغيرها من الفعاليات الجماهيرية التي يمكن اعتمادها في تحقيق المطالب الملحة للجماهير،والابتعاد عن العنف والممارسات الضارة،التي تؤدي إلى مواجهات واحتكاكات مع الأطراف الأخرى،التي ستجد نفسها محشورة في زاوية ضيقة،بسبب محدودية تفكيرها،واعتمادها العنف،واللغة البعيدة عن العقل.لذلك علينا الالتزام الأخلاقي والسياسي في تعبئة الجماهير،بما يتوافق ومصالحها وحاجاتها المطلبية،دون إهمال النواحي الفكرية والسياسية،بترويج الأفكار التي تلائم طبيعة المرحلة،في ظل الجهل وانعدام الوعي،والتركيز على المصالح الطبقية والاجتماعية،والتزام جانب الحيطة بعدم التحالف مع القوى التي تحاول الاستفادة من هذه التناقضات والإخفاقات لتحقيق مكاسبها ومصالحها الذاتية،البعيدة عن هموم المواطن،وفي ذلك تشويه لطبيعة الصراع،باستغلال مطالب الجماهير لتحقيق أهداف سياسية،وعلى القوى الديمقراطية عدم التسرع وإنضاج الأسس الكفيلة بتنفيذ البرنامج السياسي بالتعامل مع مصالح الجماهير من خلال تفعيل دور النقابات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني،التي لها القدرة على تحشيد الجماهير ودفعها للمشاركة من أجل تحقيق مطالبها العادلة واحتياجاتها المهمة.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين حقي.. المأثرة العظمى(1)
- ما هو السبيل للأصلاح
- الفضائيات العراقية من يقف ورائها
- الأختلاف لا يعني الخلاف
- رفاق في الذاكرة/3 عامر الصافي
- رفاق في الذاكرة /1
- رفاق في الذاكرة /2 الرفيق محمد جواد مجيد ألشريفي
- نهج خطير ندعو لمواجهته
- رفاق في الذاكرة - كاظم عبيس ذياب(أبو مازن)
- أحسنتم الأختيار ولكن...؟
- الفساد المالي في العراق
- الى أين يمضي العراق
- اللاعب الرياضي واللاعب السياسي
- الحمايات الخاصة
- من يقف وراء الأرهاب
- الأرهاب الأعمى
- عودة أخرى لفتاوى الأرهاب
- العراق بحاجة الى نظرة عراقية لا أمريكية
- جاهزية القوى الأمنية في سلامة بنائها
- أسلحة الدمار الشامل


المزيد.....




- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد علي محيي الدين - من أجل بناء تيار ديمقراطي فاعل في العراق