أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل حاجي نائف - لماذا هذا الرواج والاهتمام بالديمقراطية (2)














المزيد.....

لماذا هذا الرواج والاهتمام بالديمقراطية (2)


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 05:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هو دور ووظيفة الحكام , وكيف نشأت أنظمة الحكم الديمقراطية .
بما أن الحياة الاجتماعية ضرورية ولا يمكن أن يعيش الإنسان الفرد لوحده , لذلك مفروض على الأفراد تنظيم العلاقات فيما بينهم , وكذلك تنظيم العلاقات بين الأفراد وبين البنيات الاجتماعية التي نشأت نتيجة الحياة الاجتماعية . وقد نشأت هذه البنيات الاجتماعية نتيجة العادات والعقائد والتشريعات والقوانين التي كانت تتشكل نتيجة العلاقات الاجتماعية المتنوعة والمعقدة .
وبما أنه ليس كل فرد مؤهل للقيادة أو الإدارة والحكم , لذلك كان أفراد الجماعة يقوموا باختيار من يقودهم , أو يقوم الأقوياء جسمياً أو فكرياً أو مادياً بالمبادرة واستلام القيادة والحكم وهذا ما كان يحدث غالباً .
إن الحكم له معنيان: حكم تشريعي ، وحكم تنفيذي , فبأي معنى تحكم الأغلبية في النظام الديمقراطي ؟
لا يمكن أن تحكم بالمعنى الثاني , لأن الأغلبية لا يمكن أن تكون كلها رأس دولة أو مجلس وزراء أو قائد جيش ، فالأغلبية لم تكن في يوم من الأيام ولن تكون حاكماً , ذلك أمر متعذر. وكان الفيلسوف الفرنسي روسو أول من سخر من الديمقراطية بمعنى الحكم التنفيذي .
لم يبق إذن إلا الحكم بمعنى التشريع , لكن الأغلبية ليست هي المشرِّع في الديمقراطية النيابية، وإنما هي الذي تنتخب من يشرع .
والحكومة المشكلة ديمقراطياً ليست هي التي تحكم وتدير أمور الشعب كما يحلو لها . بل بناءً على الدستور والتشريعات والقوانين الموجودة . يمكن أن تغير هذه الحكومة بعض هذه القوانين في بعض الحالات . فالعلاقات بين الأفراد إن كانت صفقات أو صراعات تنظم وتضبط بالتشريعات والدساتير والأنظمة والقوانين , ومجال حكم الأغلبية , يكون في الأمور التالية :
1 – الأمور غير المحددة بالقوانين والدساتير . .
2 – في التوجهات المستقبلة .
3 – في الأمور الطارئة والأزمات والحروب .
فالأغلبية الحاكمة في ممارسة حكمها مقيدة بالتشريعات والعقائد والقوانين والأنظمة والدساتير , فبوجود الدساتير والتشريعات والقوانين ( وبالإضافة والعقائد والأديان ) , ووجود المؤسسات وأنظمتها وقوانينها التي تنظم أمور الأفراد والمجتمع , لا يعود هناك دور كبير الأغلبية الحاكمة ويبقى دورهم التشريعي محدود بما يستجد من أمور وقضايا .
فبوجود الدساتير والتشريعات والقوانين المناسبة يصبح دور من يحكم , غالبيته تنفيذي , و في حال الأمور والقضايا الجديدة والتي لا يوجد تشريعات لها يقوم نواب الأغلبية بسن التشريعات والقوانين الجديدة أو تعديل السابقة لضرورات الأوضاع , وذلك بناءً على توجيهات الحكومة التي هي المؤسسة التنفيذية والتي تدير أمور الدولة .
لقد رفض بعض الإسلاميين الديمقراطية , لأنهم يرو أن لا حاجة لهم بها , فالقرآن والسنة هما المرجع النهائي لكافة التشريعات والقوانين , وهما في نظرهم الكافيان ليحكم المسلمين أنفسهم بهم . ولكن هناك دوماً قضايا وأمور جديدة بحاجة إلى مناقشة وحوار ومشاورة ودراسة للبت فيها , وهنا تظهر الحاجة لمن يدير ويحكم ويقرر ويشرع لهذه للأمور والقضايا الجديدة , أي استخدام الديمقراطية .
فبوجود المعارف الدقيقة للأمور والقضايا ينتهي دور الحكام التشريعي مهما كان شكل الحكم , ويصبح دورهم تنفيذي فقط .
فمتى عرف الخيار أو التصرف الأفضل وبدقة عالية لا يعود هناك ضرورة لمعرفة رأي الأفراد من أجل اختيار غيره , وينشأ القانون الذي يجب أن ينفذ دون مناقشة أو تشاور . ويصبح دو الحاكم أو المدير الالتزام به وتنفيذه .
ولكن إذا تطورت الأوضاع وحدث ما يستوجب التعديل لبعض القوانين والأنظمة , يجري البحث والتشاور لإجراء التعديل أو التغيير لها .
فوجود التشريعات والقوانين المتطورة ( أو العقائد ) والمناسبة للأوضاع يقلص كثيراً دور الحكام , ويصبح دورهم تنفيذي و التقيّد بهذه التشريعات والقوانين ومراقبة ومتابعة تنفيذها .

لقد كان التعامل مع الأوضاع الاجتماعية نتيجة ممارسة كافة أشكال الحكم المتاحة , يمكن أن يؤدي إلى الوصول تشريعات وقوانين للتكيف مع هذه الأوضاع , وعندها يتم اعتمادها هذه وتصبح دساتير وقوانين وأنظمة يجب التقيد بها .
وكانت ممارسة الأساطير العقائد والأديان ومن ثم أنظمة الحكم الملكية والديكتاتورية والاستقراطية والديمقراطية والإمبريالية والاشتراكية . . هم ممارسة طرق وأساليب للحكم .
فالأمور كانت تسير نتيجة ذلك إلى انتظام , وتوافق الأفراد مع بعضهم من جهة ومع البنيات الاجتماعية الموجودة وبنية المجتمع ككل من جهة أخرى . والبنية الأهم والتي يجب المحافظة عليها وعلة نموها واستمرارها هي بنية المجتمع وليس بنية الفرد , لأنها الأشمل والأطول عمراً والأعلى في سلم تطور البنيات من بنية الفرد .

لقد كان لاختيار المنهج الديمقراطي في لحكام أهمية كبيرة لعدة أسباب أهمها :
تحقيق التفاعل والجدل السريع أو التغذية العكسية التصحيحية بين دوافع وأهداف من يقوموا بالحكم من جهة وأهداف ورغبات وباقي الأفراد من جهة أخرى , والوصول بالتدريج إلى ما يناسب بنية الدولة بكافة مؤسساتها وغالبة الأفراد .





#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذا الرواج والاهتمام بالديمقراطية (1)
- لماذا هذا الرواج والاهتمام بالديمقراطية (3)
- كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (1)
- كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (2)
- كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (3)
- الألم مشكلة الإنسان الأولى (2)
- الألم مشكلة الإنسان الأولى (1)
- لمحة عن بنية الجهازالعصبي
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (3)
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (4)
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (2)
- قوة الأفكار . كيف يؤثر في المستقبل (1)
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (2)
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (1)
- ملاحظات على آليات عمل دماغنا
- بحث في السببية (3)
- بحث في السببية (2 )
- بحث في السببية (1 )
- تشريح المشاعر
- التنويم المغناطيسي ليس مجرد دجل


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل حاجي نائف - لماذا هذا الرواج والاهتمام بالديمقراطية (2)