أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (2)














المزيد.....

كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (2)


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 03:46
المحور: الطب , والعلوم
    


التعامل مع الخيارات والتفكير الواعى
إن التعامل مع الخيارات هو التفكير بشكل عام، ويمكن أن نقول أن التعامل مع الخيارات بشكل واع هو التفكير الإرادى البشري. ويمكن أن تتعامل الكثير من البنيات الحية أو غير الحية مع الخيارات دون الوعي، فالحيوانات تتعامل مع الخيارات بدرجات متفاوتة من الوعي، ففى حالة الحشرات والكائنات الحية البسيطة ولدى وحيدات الخلية يكون الوعى فى أدنى درجاته- إن لم يكن معدوماً-، كما أن النباتات تتعامل مع الخيارات و بدون وعي. وكذلك البنيات غير الحية تتعامل مع الخيارات. فالنهر أثناء تشكله - تشكل مساره- يتعامل مع الخيارات الفيزيائية "مواد وقوى" ويكوَن مجراه، وكذلك العاصفة، وكذلك المجموعات الشمسية، و الذرات . .
إن كافة البنيات تتعامل مع الخيارات لأن التعامل مع الخيارات هو محصلة تبادل التأثيرات أو التفاعلات مع البنيات المجاورة أو المؤثرة.
التعامل مع الخيارات والحرية
هناك مثل يقول: " صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تأكل، وكُل حتى تشبع".
إن هذا المثل يظهر أن الحرية- أو ممارسة الحرية - مرهون بممارسة الخيارات المتاحة، فإذا لم تكن هناك خيارات متاحة فلن تكون هناك حرية يمكن ممارستها، ومقدار الحرية مرتبط بكمية الخيارات المتاحة. فالمخير بين وضعين أو حالتين حر ولكن الحر أكثر منه المخير بين عشر حالات، والأكثر حرية هو المخير بين ألف حالة، وكلما ازدادت الخيارات المتاحة ازدادت الحرية، وبالتالى ازدادت إمكانية أو احتمال تحقيق الأهداف. "يقول هيدغر: أن الإنسان عليه أن يختار، وما القدرة على الاختيار إلا تعريف للحرية" ولكن هل التعامل مع الخيارات هو ممارسة الحرية؟ نفرض أن لدينا عدة خيارات متاحة لتحقيق هدف معين ونفرض أنها جميعها تسمح بتحقيق الهدف وبالصعوبة نفسها وبالدرجة نفسها تماماً- وهذا نادر جداً فى الواقع- فى هذه الحالة هل يمارس تفضيل أثناء اختيار أحدها، إن هذا لن يحدث، لأنه لا يوجد فرق بين هذه الخيارات، وسوف يتم الاختيار عشوائياً.
جذب الخيارات
لنفرض الآن أن هذه الخيارات مختلفة فى درجة صعوبتها لتحقيق الهدف فى هذه الحالة هل يحدث تفضيل واختيار موجه؟
نقول: نعم فى هذه الحالة ستحدث مقارنة وتقييم ثم اختيار أحدها، أى سوف يحدث تنافس بين هذه الخيارات فى جذب اتجاه اختيارنا نحو كل منها، والخيار الذى يقوم بأكبر جذب سوف يتم تبنيه وممارسته.
إذاً اختيار أحد الخيارات من بين مجموعة خيارات متاحة يكون حسب قوى الجذب التى يقوم بها هذا الخيار، ويكون تقييم قوى الجذب حسب الوضع الراهن لجسمنا وعقلنا وباقى العوامل الموجودة، وإذا تغير أحد هذه العوامل يمكن أن تتغير نتيجة الاختيار. وأى اختيار نقوم به مرة ثانية يمكن أن تكون نتيجته مختلفة إذا حدثت أية تغيرات لنا أو لتلك الخيارات، أى أن النتيجة المحددة بشكل مطلق لا تحدث إلا مرة واحدة، وعند التكرار تصبح احتمالية، وتابعة للتغيرات الحاصلة. أما الشعور بالحرية عند ممارسة التعامل مع الخيارات، فهذا تابع لوضعنا الفكرى والنفسى ، فهذا الشعور تحدثه عناصر وآليات فكرية ونفسية وتربوية معينة، وعند توفرها ينشأ ويحدث لنا، وليس له علاقة مباشرة حتمية بنتيجة اختيارنا. فيمكن أن نكون مسيرين ومتحكّم بنا- ودون ملاحظة ذلك- ومع ذلك نشعر بأننا أحراراً ونمارس حريتنا، ويمكن بالعكس أن نشعر بأننا مقيدين ولسنا أحراراً.
فكما ذكرنا الشعور بالحرية هو إحساس، والأحاسيس لا تكذٌب، فإذا كنت تشعر بالبرد أو بالفرح أو حلاوة فاكهة أو صوت موسيقى أو لون ... فهذا لا يكذٌب لأنك تعيشه وتحسه وتلمسه، وكذلك الحرية فهى شعور، وإن كان ينتج عن المعارف والتفكير.
نعم يمكن أن تؤثر طريقة ونتيجة اختيارنا بطريق مباشر أو غير مباشر بأحد عناصر أو آليات التفكير العاملة أثناء القيام بالاختيار، ويكون لها دور فى اعتماد الاختيار، وهذا ما يعقد مفهوم الحرية.
فهو مفهوم متحرك، وتجرى له تغذية عكسية، ويؤثر هذا على قرارات الاختيار تأثيرات متبادلة تجعله متحركاً وليس ثابتاً. وكذلك يتأثر مع باقى آليات عمل العقل المشاركة بالمعالجة والتقييم والاختيار، وهذا ما يجعل النتيجة بوضع متبدل متحرك والتعديل محتمل دوماً طالما كانت التفاعلات عاملة. ويمكن لأى آلية عقلية أخرى تظل تعمل أثناء معالجة الخيارات أن تحدث تحريك- تغيير- للنتيجة، مثل تقارب الفروق بين خيارين، أو سبب آخر يجعل اختيار أحدهم يرجح على اختيار الآخر فيتم اختياره فيؤدى ذلك إلى ترجيح الآخر وهكذا دواليك، وتبقى عملية الاختيار جارية ولا يتم البت بها.
فهناك أمام متخذ القرار- فى الدماغ - خيارات متاحة يقوم بمعالجتها وتحديد وتعيين إحداها أو بعضها بشكل واع، وآليات اتخاذ القرارات الواعية واعتماد الخيارات المختارة- المفضلة- تعتمد على عدد من العمليات العقلية أهمها:عمليات الاستجابة المباشرة والسعى نحو الاستجابة المناسبة للكائن والتى تكون مترافقة مع استجابة حسية شعورية ومقيمة من ناحية اللذة والألم أومن ناحية الإفادة أو الضرر أو من كلاهما معاً.
أو الاستجابة التى تم إشراطها - أى تعلمها- بتحاشى الاستجابات غير المناسبة للكائن أو المؤلمة، أو الاستجابات التى جرى تعلم كفها. أى يتحكم فى اتخاذ القرارات والاستجابات: الإشراط والكف والتعميم...، وهناك تأثير آليات عمل الدوافع والتى يكون أغلبها متوارثاً أى ذو أساس فزيولوجي، بالإضافة إلى الدوافع التى تتشكل نتيجة التعلم والتربية والحياة الاجتماعية.
الأوضاع والمؤثرات
نحن كثيراً ما نلاحظ أننا لا نقرر أهدافنا أو غاياتنا بإرادتنا الذاتية، فالأوضاع والمثيرات والظروف هى التى توجهنا وتحدد غالبية تصرفاتنا وأهدافنا، وهذا يشبه ما يحصل فى الكومبيوتر، فالمدخلات هى التى تحدد المخرجات بعد معالجتها حسب نظام عمل الكومبيوتر والبرنامج العامل والذى يتضمن أيضاً الذاكرة المخزنة. فالأوضاع أو الظروف تفرض تأثيراتها التى هى بمثابة مدخلات إلى دماغنا، فتعالج حسب آليات ونظام عمله وحسب ما تم تعلمه أى ما خزن فى الذاكرة. وكثيراً ما تحدد هذه الظروف "أو المدخلات" دوافعنا وأهدافنا وتصرفاتنا.



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (3)
- الألم مشكلة الإنسان الأولى (2)
- الألم مشكلة الإنسان الأولى (1)
- لمحة عن بنية الجهازالعصبي
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (3)
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (4)
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (2)
- قوة الأفكار . كيف يؤثر في المستقبل (1)
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (2)
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (1)
- ملاحظات على آليات عمل دماغنا
- بحث في السببية (3)
- بحث في السببية (2 )
- بحث في السببية (1 )
- تشريح المشاعر
- التنويم المغناطيسي ليس مجرد دجل
- الدماغ .. كيف يفكر
- الأستاذ الجامعي العربي في قفص الاتهام
- النمو وخصائصه
- الدوافع والغايات أولاً


المزيد.....




- ارتفاع ضغط الدم.. كيفية قياسه والتحكم بمستوياته
- روبوتات تشبه الأسماك -تسبح- في الممرات المائية بالشرق الأوسط ...
- أوقفه ترامب.. الولايات المتحدة تعيد تطبيق مبدأ المساواة في ا ...
- نظام غذائي مثالي للتقليل من أدوية ضغط الدم
- -بمساعدة روسية-.. المحطة الفضائية الدولية تعدل مدارها
- عمو جه يا ماما!!.. نزل تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 بجو ...
- قيامة عثمان على تلفزيونك.. استقبل تردد قناة الفجر على القمر ...
- سامسونغ تكشف عن هاتفها الجديد وتقنياته الممتازة
- واتساب أعمال بميزة جديدة!.. تنزيل وتساب أعمال whatsapp busin ...
- اكتشاف مذهل: السرطان قد ينشأ دون حدوث طفرات جينية


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (2)