أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - الكذب . لماذا يكذب الإنسان (2)















المزيد.....

الكذب . لماذا يكذب الإنسان (2)


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تتمة
والكذب صفة لدى غالبية الأطفال , وإن كانت طبيعية في صغار السن نتيجة الغموض القائم في ذهنه وعدم التمييز بين الحقيقة والخيال .
وفي كيفية تطور الكذب عند الطفل يقول الخبراء: في عمر الثلاث أو أربع سنوات، يكتشف الولد أن هناك خياراً جديداً في الحياة ، وهو أنه يستطيع أن لا يقول كل شيء! بعدها يكتشف أنه بإمكانه أن يقول أشياء غير موجودة (مثل اختراع القصة).
إن الانتقال من الاكتشاف الأول إلى الاكتشاف الثاني مرتبط بشكل وثيق جداً بتطور النطق ، فالكذب عند الطفل هو تأكيد له أن عالمه الخيالي الداخلي يبقى له هو وملكه الشخصي ، من هنا تأتي رغبته بأن لا يقول كل شيء وأن يخفي بعض الأشياء عن الآخرين . وبما أن الطفل في هذه المرحلة، لا يملك القدرة الذهنية لتمييز العالم الحقيقي من العالم الخيالي ، آخذين بعين الاعتبار النمط السريع لتطور النطق المرافق لهذه المرحلة ، نفهم لماذا يستمتع الطفل باختراع وتأليف القصص أمام الآخرين.
لكن في عمر الست والسبع سنوات ، يبدأ الولد بالتمييز بوضوح بين الصح والخطأ في محيطه ، وهذا أمر طبيعي في مجرى التطور الأخلاقي عند الإنسان ، ففي مثل هذا العمر تترسخ الأخلاق والقيم الاجتماعية الصالحة بشكل وطيد ، وهكذا يتعلم الطفل من ناحية أن قول الحقيقة شيء مرغوب فيه اجتماعياً ، ومن ناحية أخرى يتعلم أن الكذب قد يساعده في الدفاع عن نفسه في ظروف معينة.
والطفل يتعلم الصدق من المحيطين به إذا كانوا يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم ، والطفل الذي يعيش في بيت يكثر فيه الكذب لا شك أنه يتعلمه بسهولة ، خصوصًا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية واللباقة وخصوبة الخيال ؛ لأن الطفل يقلد من حوله ، فيتعود منذ طفولته علي الكذب.
والكذب سلوك مكتسب، وليس سلوكًا موروثًا ، وهو عند الأطفال أنواع مختلفة تختلف باختلاف الأسباب الدافعة إليه، ومن هذه الأنواع:
أشكال الكذب لدى الأطفال:
1-كذب التقليد: يقوم الطفل بملاحظة وتقليد سلوك الوالدين أو المحيطين به..
2-كذب اللذة: يمارسه الطفل لتأكيد قدراته على الإيقاع بالآخرين والنيل منهم وهو شبيه بالكذب العدواني..
3-الكذب الكيدي: يلجأ إليه الطفل لمضايقة من حوله نتيجة مشاعر الغيرة أو إحساسه بالظلم والتفرقة..
4-الكذب العدواني السلبي: يتبنى الطفل أعذارا غير حقيقية أو مبالغا فيها ليواصل سلبيته عندما يطلب منه عمل ما..
5-كذب التفاخر: يلجأ الطفل لتعويض النقص الذي يشعر فيه بتضخيم ذاته ومكانته الاجتماعية وممتلكاته بين الآخرين..
6-الكذب الادعائي (المرضي): ادعاء الطفل بأنه مضطهد أو محروم أو يعاني من المرض بهدف الحصول على الرعاية والاهتمام والعطف..
7-كذب الانتباه: يلجأ إليه الطفل عندما يفقد اهتمام من حوله رغم سلوكياته الصادقة من اجل نيل الاهتمام والانتباه..
8-الكذب الخيالي: سعة خيال الطفل تدفعه لتحقيق مشاعر النجاح وتحقيق الذات من خلال أوهام ورغبات غير واقعية . فالطفل الصغير لا يميز بين الحقيقة والخيال، ومن هنا فإن كلامه يكون قريبًا من اللعب، فيتحدث وكأنه يلعب ويتسلى، ويكون حديثه نوعًا من التعبير عن أحلام طفولته أو ما يطلق عليه (أحلام اليقظة) التي تعبر عن رغباته وأمنياته التي يصعب التعبير عنها في الواقع.
وهذا النوع من الخيال لا يعتبر كذبًا، ولا ينذر بانحراف سلوكي أو اضطراب نفسي ، وقد يلفق طفل عمره أربع سنوات قصة خيالية، حيث تختلط الأفكار عنده فلا يفرق بين الصواب والخطأ، أو الحقيقة والخيال.. هذه القصة يجب ألا ينظر إليها علي أنها كذب مما نتعارف عليه، حيث إن خياله قادر علي أن يجعل من الأوهام حقيقة واقعة .
9-الكذب الدفاعي: يتخلص الطفل من الموقف عن طريق نسبه الى الآخرين ويعد من أكثر أنواع الكذب شيوعا بين الأطفال..
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر ما يدفع الطفل إلى الاستمرار في الكذب هو شعوره بنفعه.

وفي عالم الكبار إذا أردنا معرفة من يكذب أكثر النساء أم الرجال فيجب علينا أن نراعي كل ما ذكرنا . فطبيعة الشخص إن كان ذكر أم أنثى , من ناحية تقبله تربوياً وأخلاقياً للقيام بالكذب لها دور كبير . ومقدار دوافعه الكذب لها دورها . وقدراته ومهاراته بالكذب ومقدار نجاحه في الكذب لها دورها , فالذي يكذب ويظهر كذبه في كل مرة أي يفشل في الكذب سوف يقل مقدار كذبه , بعكس الذي ينجح في الكذب وهذا يجعله يزيد من استعمال الكذب .
فإذا راعينا كل هذه العوامل ( بشكل عام ) نرى أن النساء أكثر ميلاً واستعداداً للكذب من الرجال .

في أي الأوضاع يكون الكذب فيها ضار وغير مفيد
إن هذه الأوضاع تظهر عندما عاشت الكائنات الحية جماعات وصارت تتواصل مع بعضها وتتناقل المعلومات . فهذا يستدعي عدم الكذب في نقل الدلالات أو المعلومات .
فعندما ينذر أحد الكائنات الحية رفاقه بخطر وشيك أو يعلم رفاقه عن مكان طعام أو ماء , أو يعلم صغير أمه عن مكانه . . , في هذه الأوضاع نجد كافة الكائنات الحية لا تكذب بتاتاً . فالنحلة التي تدل رفاقها بالخلية بالرقص عن مكان وكمية الغذاء الذي وجدته لا تكذب فهي تعطي دلالات صحيحة .
وبالنسبة لنا نحن البشر وبما أننا نعيش حياة اجتماعية متطورة جداً , نجد أن هناك كثير من الأوضاع التي يكون الكذب فيها ضار للجماعة مع أنه يمكن أن يكون مفيداً للفرد أو لمجموعة صغيرة .
وكافة المجتمعات تدعوا للصدق في تناقل المعلومات فيما بينها و تحارب الكذب . فالكذب في هذه الحالة يعقد ويصعب معرفة حقيقة الأوضاع .
والكذب يؤدي إلى عدم الثقة لضياع الحقيقة , فالثقة بأن ليس هناك كذب ضرورية جداً في كافة العلاقات البشرية إن كانت تجارية أو اجتماعية أو صناعية . . .
وفي المعارف العلمية يجب أن لا يحدث الكذب أبداً فهذا له نتائج سيئة جداً , ومع هذا شاهدنا بعض الحالات التي كان بعض العلماء يكذبوا فيها , وقد أحدث هذا تأثير سلبي كبير على مصداقية العلم والمعارف العلمية .

والسؤال المهم هو: كيف نفرق بين المواقف التي يُعد فيها الكذب مرفوضا وذلك النوع من الكذب المسموح به شرعا أو المقبول اجتماعياً ؟
وهو سؤال كبير ، لكن بما أن التساؤلات مشروعة والإجابات مفتوحة ، أي لا نهاية للسؤال ولا للجواب في عالم متغير سريع .
فهناك الكذب من أجل الفائدة أو لأنه يظن أنه الأفضل , فيمكن أن يكذب الأب أو الأم على ابنهم في بعض الأمور بهدف حمايته أو إفادته حسب ما يظنون , وكذلك يمكن أن تكذب القادة أو الرؤساء أو الحكومات على الأفراد بهدف حمايتهم أو إفادتهم , ولأن هذا هو الأفضل للجميع حسب رأيهم .
ويمكن أن يكذب على المريض في بعض الحالات لأن هذا أفضل له .
وهناك كذب المجاملة والدبلوماسية , وكل هذا نشاهد أمثلة كثيرة عليه
وفي كافة الصراعات بين الفرقاء إن كانوا أفراد أو جماعات أو شركات أو عقائد أو دولاً , يمكن أن يستخدم الكذب كوسيلة ضد الفريق الأخر . فالكذب يستعمل كسلاح ضد الفريق الآخر .
وفي النهاية نجد أن الكذب أو الصدق في نقل المعلومات, يمكن أن يكون أحدهما مفيد أو ضار , وذلك حسب الوضع وحسب المرجع , هل هو الفرد أم الجماعة , وهل هو الصديق أم العدو .
وبشكل عام الصدق غالباً هو الأفضل .




#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (1)
- ملاحظات على آليات عمل دماغنا
- بحث في السببية (3)
- بحث في السببية (2 )
- بحث في السببية (1 )
- تشريح المشاعر
- التنويم المغناطيسي ليس مجرد دجل
- الدماغ .. كيف يفكر
- الأستاذ الجامعي العربي في قفص الاتهام
- النمو وخصائصه
- الدوافع والغايات أولاً
- أسس العنصرية
- ما الذي يجعل العلم علماً
- التقليد والمحاكاة والمحافظة
- الذاكرة وخصائصها
- الشعور والإحساس والوعي
- الإبداع خصائصه وعوامل نشوءه وتأثيراته
- - بين الخير والشر - كيف نقيم ونبني أحكامنا
- العوالم الأربعة
- قراءة علمية في أفضليات الوظيفة الطبيعية للمرأة


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - الكذب . لماذا يكذب الإنسان (2)