أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - ملاحظات على آليات عمل دماغنا















المزيد.....

ملاحظات على آليات عمل دماغنا


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:22
المحور: الطب , والعلوم
    


ملاحظات على آليات عمل دماغنا
يقوم الجهاز العصبي ومن ضمنه الدماغ عند الحيوانات بتوجيه الفعاليات العضلية , ومراقبة الأعضاء التشريحية , وتركيب ومعالجة معلومات الإدخال التي تلتقطها الحواس ليتم تفسيرها , ومن خلالها يتم التواصل مع الواقع ، ومن ثم مباشرة الفعل بناء على المعطيات التي ينقلها الواقع .
ويعتبر الدماغ المسؤول عن عمليات التفكير و المحاكمة و الخيال و الذاكرة بالتالي فهو مرتبط بالعديد من الفعاليات التي توصف بالعقلية . والمكونات الأساسية لهذا الجهاز هو العصبونات neuron (أو ما يدعى بالخلايا العصبية) و ما يتشكل عنها من أعصاب nerve التي تلعب دورا أساسيا في فعاليات الدماغ التنسيقية .
عندما تكون بعض الحيوانات مجردة من المكون الأساسي للجهاز العصبي و المسمى الدماغ brain ، يكون الجهاز العصبي عاجزا عن تشكيل أفكار أو إظهار مشاعر . بالتالي يعتبر الدماغ بشكل خاص و الجهاز العصبي عامة المسؤول عن "إحياء" (بث الحياة) في الحيوانات (بكل ما يميز هذه الحياة من فعاليات) (تعتبر الإسفنجيات استثناء في هذا المجال) ، و لنفس السبب فإن المواد الكيميائية السمية التي تعطل عمل الجهاز العصبي تسبب سريعا الشلل من ثم الموت أحيانا كثيرة .
آليات عمل الدماغ الأساسية , ويمكن إرجاعها إلى أسسها الفريولوجية والعصبية هي :
1 - الإشراط والترابط
2 – تشكيل البنيات الفكرية وبناء الهويات , أو المفاهيم . وبالتالي تصنيف هذه البنيات
3 – التعميم ببناء الهويات العامة , أو بناء المفاهيم العامة , والاستقراء
4 – المقارنة والقياس والتقييم والحكم , والقيام بالاستجابات المناسبة
5 – التعرف
6 – الحدس
7 – التنبؤ , وذلك بالقيام بالتحريك الفكري , والتحليل والتركيب هما تحريك فكري , والتحريك الفكري يعتمد السببية .

لقد أمكن إرجاع الأشراط العادي إلى أسسه الكيميائية, وأمكن معرفة عمل بعض الآليات الأساسية مثل: معالجة الوارادات البصرية, او معالجة الأصوات أو الكلمات والكثير غيرها , بشكل مفصل ودقيق .

بما أنه يجب أن يكون لكل عمل أساسي في الدماغ بنية أو مجموعة بنيات تؤديه .
ماهي البنيات الدماغية التي تقوم بالقياس والتقييم والحكم على مثير أو على وضع أنه مفيد أو ضار أو غير مجدي ؟
ما هي البنيات التي تحول تقييم المفيد أو الضار إلى ممتع أو مؤلم ؟
هل في اللحاء يتم القياس والتقييم والحكم؟
أم في التشكيل الشبكي ؟
أم في الدماغ الحوفي وبشكل خاص في النتوء اللوزي؟
البعض يرحج أن يكون النتوء اللوزي هو الذي يقوم بشكل أساسي بالقياس والتقييم والتقرير , أي المثيرات أو أي الأوضاع مفيد أو ضار أو غير مجد أو أي منها معادية أو مساعدة وصديقة, وبناء على ذلك يبنى الممتع أو المؤلم, وهذا ليس تابعاً لعمل النتوء اللوزي لوحده, فلكي يقوم الدماغ الحوفي بالتقييم يجب أن يكون لديه مراجع قياس وتقييم لكي يبني عليها التقييمات. وهذه المراجع هي :
آليات وأسس للقياس والتقييمات موروثة , وتظهر نتائجها على شكل استجابات غريزية مثل الخوف أو الحذر من الظلام, أو من الحشرات والزواحف , أو من الأصوات العالية, وغيرها
بناءً على حدوث أضرار أو فوائد للجسم , مثال الطعام الضار أو الطعام المفيد....
بناءً على القياسات والتقييمات والقرارات التي يقوم بها اللحاءً
وكما ذكرنا عمل النتوء اللوزي الأساسي متابعة المثيرات والأوضاع الهامة لبيان أن كانت مفيدة أو ضارة, صديقة أو عدوة , مجدية أو غير مجدية, صحيحة أو خاطئة . لذلك يجب أن يحدث تخريب النتوء اللوزي أو إيقاف عمله العجز عن التقييم أي عدم القدرة على تمييز المفيد عن الضار والمجدي عن غير المجدي, وبشكل خاص في الأمور التي لا يتدخل بها اللحاء , أما تقييمات الخطأ أو الصواب فيشارك فيها اللحاء بشكل أساسي أو هو الذي يقوم بها.

التفكير الذاتي هو تبادل تأثير بين عدة بنيات يجري في الدماغ وأهمها:
1- التشكيل الشبكي وهو المعالج الأساسي, وأول المعالجات العصبية نشوءاً.
2- المهاد وما تحت المهاد والدماغ الحوفي.
3- اللحاء وهو يشمل الكثير من المعالجات بصرية سمعية .......
إن دماغ الإنسان بعد أن يكتسب أو يصنع البنيات الفكرية( وخاصة البنيات الفكرية اللغوية), يستطيع لوحده أن يعمل ويقوم بجدل بين بنياته (التفكير الذاتي) , ودون مثيرات خارجية (دون مدخلات), وينتج الأحاسيس والبنيات الفكرية الجديدة, فهو يستطيع إجراء تبادل تأثير بين بنياته وإدارة هذا التبادل للوصول إلى هدف تم اعتماده.
وكل منا يعرف الجدل الفكري الذي يقوم به, فكل منا يستطيع أن يفكر مثل شخصين يتجادلان , وكثيراً ما يستعمل أحدنا عبارة قلت لنفسي , أو راودتني نفسي , وكثيراً ما يعاتب الإنسان نفسه, أو يحكم على نفسه.
وأكبر مثال على ذلك هو ما ينتجه الأدباء من قصص وروايات تشمل الكثير من الشخصيات والأحداث والمجادلات الفكرية, وسيناريو الأحداث....., فكل هذا تم صنعه في دماغ واحد هو عقل الكاتب.
إن هذه القدرة للعقل البشري هي التي جعلته شيئاً خارقاً في نظر كل منا , فذات أو نفس أو روح كل منا هي هذا الشيء الخارق الذي ينتجه دماغنا .

هناك منهجان أساسيان للتفكير:
الأول الإنطلاق من الماضي كأساس ومرجع وحيد للتفكير, وكذلك التقييم بالانطلاق من هذا الماضي واعتماد هذا الماضي المرجع الأساسي للتقييم .فهناك المقدس الذي يحرم تعديله أو تصحيحه , فمعارف وأحكام وتقييمات الأساسية محرم تعديلها أو تصحيحها لأن صحتها مطلقة وهي غير قابلة للتصحيح أو التعديل .
والثاني الانطلاق من الماضي, والحاضر, والمستقبل المتوقع معاً, كأساس للتفكير والحكم والتقييم, والقيام بالتعديلات والتصحيحات باستمرار طالما الوضع يتطلب ذلك , مراعين بذلك تحقيق دوافعنا وأهدافنا, ونسعى ليتحقق ذلك بأكبر درجة من الاحتمال, لذلك نقوم بالتعديل والتصحيح لأحكامنا وتقيماتنا . ففي هذه الطريقة ليس هناك معارف أو أحكام أو تقييمات مقدسة لايمكن تعديلها أو تغييرها, فالتعديل والتصحيح وارد دوماً طالما أثبت الواقع ضرورة ذلك . فهناك جدل أومعالجة فكرية مستمرة بين معارف وأحكام وتقييمات الماضي, وما يحصل الآن , وما سوف يحصل في المستقبل , وتبنى المعارف والأحكام والتقييمات حسب نتائج هذه المعالجة .

الحدس
إن الحدس هو:
المعالجة الغير واعية للأفكار وانتاج أفكار جديدة, وهذه المعالجة تتم غالباً لمجموعة أفكار في نفس الوقت, أي تتم معالجتها بالتوازي وفي وقت واحد , وليس بالتسلسل واحد بعد الآخر, وهذا ماجعل الحدس يظهر وكأنه انبثاق لأفكار ليس لها أساس , أي كأنها أتت من وحي خارجي .
والذي يقوم بعملية الحدس هو الدماغ الزواحفي أو الدماغ الحوفي, وكان يقوم بذلك قبل نشوء الدماغ الحديث بما فيه اللحاء . فقد كان الدماغ الزواحفي يقوم بمعالجة مجموعة مدخلات في نفس الوقت أي بالتوازي, وليس واحد بعد الآخر, فقد كان لهذا الدماغ القدرة على معالجة من خمسة إلى سبعة مدخلالت (أو أفكار) في نفس الوقت. فالدماغ في أول نشأته كانت مهمته معالجة كافة المدخلات الحسية في نفس الوقت أي بالتوازي , والمثير الأقوى والأهم هو الذي يقرر الاستجابة , وذلك بعد مقارنة كافة المثيرات الداخلة للمعالجة مع بعضها في نفس الوقت . ثم بعد ذلك صارت بعض المدخلات تأخذ أهمية ليس لقوتها أو تأثيرها الحاضر ولكن لتأثيرها المستقبلي الهام , وهذا حدث نتيجة تشكل آليات الإشراط أو ترابط المثيرات مع بعضها نتيجة التجاور المكاني أو الزماني أو معانيها . ثم حدث تطور آخر وتشكلت الاستجابات على بعض المثيرات تورث للأبناء .
ولكن بعد نشوء الدماغ الحديث بما فيه اللحاء وتطور باقي بنيات الدماغ وتكاملها, وتشارك الدماغ الحديث مع الدماغ الحوفي وباقي بنيات الدماغ في معالجة المدخلات الحسية والأفكار,ونشوء سبورة الوعي. صار بالإمكان القيام بالمعالجة المتوازية مع المعالجة المتسلسة في نفس الوقت , فالمعالجة التي تجري على سبورة الوعي تكون معالجة متسلسلة , وفي نفس الوقت تجري معالجة بالتوازي في الدماغ الحوفي, ويتم إرسال نتائج هذه المعالجة إلى سبورة الوعي, فالدماغ الحوفي ينظم دخول المثيرات والأفكار, بعد أن يعالجها بالتوازي , إلى سبورة الوعي, فتشارك في تحديد الاستجابة .
والشيءالمهم أن المقارنة اللازمة لإجراء القياس والحكم يلزمها معالجة بالتوازي , فلكي تتم مقارنة مجموعة مدخلات أو مؤثرات أو أفكار مع بعضها البعض يجب إدخالها معاً للمعالجتها دفعة واحدة . لذلك نجد الدماغ يستخدم المعالجة التسلسلية والمعالجة المتوازية .
وهناك المخيخ وهو أقدر بنية دماغية على المعالجة المتوازية , فهو يستطيع معالجة الكثير من أعقد الأوضاع الحركية دفعة واحدة اي في نفس الوقت. وتتم هذه المعالجة غالباً دون تدخل سبورة الوعي , وعندما يتدخل الوعي تنخفض قدرات المخيخ ويصبح يعالج مسار واحد من الحركات بشكل واعي .

لتفكير السببي والرياضي
والتفكير المنطقي والرياضي يعتمد المعالجة بالتسلسل , وكذلك التفكير السببي الذي يعتمد على الأسباب , لذلك هو مقيد ومحدود مثل أي تفكيريعتمد سلسلة واحدة من المسببات , لأن الواقع هو ناتج تفاعل كمية شبه لامتناهية من العناصر بالآليات تفاعل متعددة(أي الأسباب)
أن أهم خاصية للوعي هو تركيزه على سلسلة مسار أساسي واحد للتفكير ومعالجته , من ضمن المدخلات الكثير , فمن المفيد تجنب تشتيت الانتباه عند ملاحظة المثيرات الجديدة , والتركيز على تحديد الهام منها لمعالجته هو فقط , والتغاضي عن البقية , والاستمرار في ذلك المسار حتى يحدث مثير جديد وهام يستدعي قطع المعاجة الجارية والاتفات لمعلجة هذا الجديد ريثما يحدث الأجد , وهاكذا دوالك .



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في السببية (3)
- بحث في السببية (2 )
- بحث في السببية (1 )
- تشريح المشاعر
- التنويم المغناطيسي ليس مجرد دجل
- الدماغ .. كيف يفكر
- الأستاذ الجامعي العربي في قفص الاتهام
- النمو وخصائصه
- الدوافع والغايات أولاً
- أسس العنصرية
- ما الذي يجعل العلم علماً
- التقليد والمحاكاة والمحافظة
- الذاكرة وخصائصها
- الشعور والإحساس والوعي
- الإبداع خصائصه وعوامل نشوءه وتأثيراته
- - بين الخير والشر - كيف نقيم ونبني أحكامنا
- العوالم الأربعة
- قراءة علمية في أفضليات الوظيفة الطبيعية للمرأة
- ضرورة الدين . ولكن
- بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


المزيد.....




- وفاة رائد الفضاء السوري المنشق محمد فارس
- دعوى قضائية: أطباء يابانيون يطالبون غوغل بتعويضات بسبب نشر - ...
- وفاة محمد فارس.. ثاني عربي يصعد إلى الفضاء
- غزة تعاني من العطش وكارثة بيئية.. توقف جميع آبار المياه منذ ...
- مهندسة متفوقة في الطب في كاليفورنيا داعمة للفلسطينيين تحظى ب ...
- الصحة العالمية تصدر تحذيرا بعد اكتشافها -إنفلونزا الطيور- في ...
- صفحة على -فيسبوك- في مصر تبيع شهادات علمية معتمدة وموثقة‏‏‏‏ ...
- أنفلونزا الطيور لدى البشر.. خطر جائحة مُميتة يُقلق منظمة الص ...
- هل تؤثر الشيكولاتة البيضاء على صحة البشرة؟ اعرف أضرارها
- مش بس السمنة.. الإفراط في المشروبات الغازية يؤثر على صحة عظا ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - ملاحظات على آليات عمل دماغنا