أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العراقي المسيحي و يوم الشهيد الآشوري














المزيد.....

العراقي المسيحي و يوم الشهيد الآشوري


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 04:51
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


العراق اسم آخر بل وجه آخر لوجوده الحضاري التاريخي ولحاضره الذي يؤسس لغد الممتاح من جذوره.. وجذوره تلك لا مراء فيها وعليها فهي سومرية لآلاف من الأعوام [نستخدم العام والأعوام بمعنى الخير والعطاء] والسنوات [ونستخدم السنة والسنين والسنوات بمعنى الشدائد والانكسارات] وهي بابلية كلدانية آشورية لأخرى مماثلة من مسيرة بناء هذا الصرح الذي نحيا في أفيائه وباسمه... وليس بمنصف ولا بمصيب من لا يرى العراق بكينونته الآشورية محيلا على أوهام الأقلية والأغلبية وواقع الحال وحلم المآل حيث تشتهي بعض الأنفس الغريبة على العيش البشري والمعطى الإنساني وقوانينه...
في العراق الحديث المعاصر جرت اشكال من الاستلابات والمصادرات وأنماط القمع والإبادة، وإذا راجعنا دفاتر هذا العراق بحكايات السلطات المتعاقبة سنجد أولها ينفتح على مذابح أكثرها همجية في ثلث القرن المنصرم [تحديدا سنة 1933] مذابح سميل!! ويا لهول القصص والحكايات من أعاجيب الجرائم ما جرى فيها!
ولسيرة من الفتك الجماعي وجرائم الإبادة التي أوقعت في الآشوريين وفي مسيحيي العراق الفضائع المهولة، فقد خلَّدت الذاكرة الجمعية تلك الفضائع مذ أول تغييرات العراق الوسيط وحتى أول تغييرات العراق المعاصر والحديث.. ونكاية مزيدة ظهرت في يومنا جرائم أخرى باسم الإرهاب الدموي وتعطشه لدماء أبناء وادي الرافدين وبناة حضارته ومنها ما يريد الانتقام لحسابات تاريخية منقرضة [مذ بابل] ومنها ما يعود لأيديولوجيات معاصرة جوهرها الدم والفتك بالبشرية...
ولعل أنسب خيار لمسيحيي العراق والشرق أن يكون لجرائم سميل منطلقا لتوكيد أن القضية لا تتعلق بأمور تاريخية منقرضة ولتوكيد أن الأمر يتعلق بشعب حي موجود ما زال يبدع وينتج ويبني ويعلي من شأن مسيرة الإنسان وحياته الكريمة.. شعب آشور من الكلدان الآشوريين السريان هو شعب يحيا بين ظهرانينا بين وادي الرافدين وبين سفوح جباله وامتدادات سهوبه وأهواره...
ولأن اختيار هذه الذكرى الأليمة لم يأتِ في إطار بكائية الجراح والمآسي فإنَّ الشعب الآشوري هنا اختارها لتوكيد حب الحياة وتشبثه بما يتيح له حقوقه وينصفه وصرنا نجده يحتفي بالذكرى في احتفاليات للرياضة والفنون ولأشكال الإبداع في الخطابات الجمالية والإنسانية المتنوعة اجتماعيا وسياسيا وفكريا ولم يتوقف عند حال اجترار الماساة الثقيلة جرحا عندما لم تقف عند من تم ذبحه بطرق همجية إرهابية في إرهاب الدولة وإرهاب العصابات المافيوية، بل شاء هذا الشعب الخلاق أن يوجد له خصوصيته في الاحتفاء بالذكرى..
وصار ذلك مضرب مثل للقول إن الشهداء أحياء يرزقون ويمنحوننا التجاريب والمثل للحياة.. لقد قرعت أجراس الكنائس بيوم الشهيد الآشوري إيذانا بعطاء آخر للحياة وولادة أخرى لها. وإعلانا عن وجود الكنيسة الحية في عراق الحياة والربيع .. وإعلانا لوجود الشعب بكل مفردات حياة البشر وتفاصيل يومياتهم العادية...
كما دقت نواقيس الآشوريين أسطورة أزلية خالدة باقية معلنة احتفالية ضد الموت الأسود وضد الموت المجاني وضد المصادرات ومحاولات ترحيل آخر الملايين من هذا الشعب الذي نعرف له أكثر من 14 مليون مهاجر في شتات العالم بسبب من مذابح الأمس القريب. وطبعا هذا الإعلان ناقوس ربيع جديد لحياة أبدية لشعب لا يٌُهر لإرادته الفذة في الخلق والتجديد ومنح الجنان الباقية لأجياله المتجددة..
لكي لا نبقى عند الوصف ننتظر كلمات حق من كل الأحزاب الوطنية ووقفة عندما يُرتكب اليوم بحق الآشوري المسيحي من محاولات تهميش ومحاولات إبادة وتشريد ومصادرة، ومن كل المرجعيات بمختلف الخطكابات السياسية والفكرية والدينية لقول كلمة الحق ولوضع برامج جدية مسؤولة توقف جريمة كنهر عارم غاضب يحاول جرف شجيرات الحضارة الآشورية من تربة تبادلت التمسك والثبات مع الآشوريين...
لابد من العودة لقراءة كل المشروعات المسؤولة المنصفة التي تحل مشكل محاربة المسيحي دينا والآشوري الكلداني السرياني قومية ووجودا إنسانيا حقا..
لنفتح اليوم قبل الغد وبهذه المناسبة الجلل أوراق اعتراف بجوهر تلك الجريمة وما يلحقها اليوم ونبدأ مشروعا وطنيا للحل بالتداول في مختلف البرامج وأولها ما يقوله الآشوري الذي يحيا بيننا حاملا آلامه وآلامنا مضاعفة كمسيح يتجه لصلبه ولكن هذه المرة ممثلا في شعب لا يموت...
لنبدأ البحث في ولادة برلمان وطني للقوميات المتآخية متساوية النسب في تقرير المصير العراقي كما كانت شعوب سومر المبدعة لقوانين الحياة ولننتخب هذا البرلمان الاتحادي استكمالا لديموقراطية ننتظر ولادتها وهي لن تولد ما لم تبدأ بمكونات عراقنا المعاصر والحديث ولنقرأ في مشروعات تجريم الاعتداء على المسيحي العراقي بمضاعفة الجرم كما يتحمل هو الجريمة مضاعفة مرتين مرة لمسيحيته وآشوريته ومرة لعراقيته..
انعلي من كلمة الحق ونكون عراقيين سواء وأسوياء نصيب هدفنا في العيش الوطني ما فوق التطرف وهمجية الإرهاب وما بعدها وإلا فإننا في طريق آلام مفتوح لا انفتاح لأفق عيشنا المستقر من غير معالجة مشكلنا الوطني فالعقدة ليست في أقلية بل في كل عراقيينا وأطيافهم حيث اعترفوا ببعضهم بعضا وإلا لن يكونوا عراقيين ولن يضمنوا غدهم لا يومهم المفقود...
محبة لذكرى الشهيد الآشوري والحياة الأبدية للبطون التي بقرتها سكين إرهاب سميل الباقية على الرغم من الجريمة وسيبقى عراقنا وعراقيونا وآشوريونا كلا واحدا يعاضد كل جزء فيهم الجزء الآخر من الجسد الواحد حتى يكون لنا السلم والحرية والديموقراطية والعيش الرغيد لأجيالنا والقادمة أبدا....



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر العلاقات بين الأحزاب والتيارات السياسية على متغيرات الوض ...
- هيروشيما والتجاريب المستفادة!!!
- تموز الوطن التاريخ الثورة والجالية العراقية في هولندا ومهرجا ...
- العلم العراقي بين خيارات اليوم والغد
- احتفالية اليوم العراقي في هولندا واختيار الرابع عشر من تموزا ...
- مصطلحات طائفية بين التداول والمعالجة
- سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون
- من طاغية إلى طغاة وحكم اليوم مأسور بأيدي نخاسي الميليشيات
- أهمية بيانات استنكار الجرائم والمهمات المؤملة من الحكومة
- الخطاب (الإعلامي) لقوى اليسار والديموقراطية بين أخطاء سطوة م ...
- مع الحكومة أم ضدها.. ليس محدِّدا للموقف من الديموقراطية أو ا ...
- حكومةالمالكي والقوى المتنفذةوعمال النفط بين صراع المصالح الم ...
- حكاية الخوف والحساسية واهتزاز الثقة بين الصراحة والتقيّة في ...
- العراق اليوم وغدا!!! أين المشكل؟ وما الحل؟
- دفاعا عن الثقافة العراقية.. دفاعا عن المثقف العراقي
- جرائم الأنفال بين عواقب إغفالها والمعالجات المنتظرة
- جرائم الأنفال:رؤية حقوقية لإزالة نتائجها الكارثية ولمنع تكرا ...
- كوردستان السلم وراية الحرية والتهديدات التركية
- مركز دراسات المجموعات القومية والدينية في الشرق الأوسط ومشرو ...
- مشروع لإعمار استراتيجي في كوردستان العراق؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العراقي المسيحي و يوم الشهيد الآشوري