أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم إستنبولي - يفغيني الكساندروفيتش يفتوشينكو Yevgeni Yevtushenko- ... أكثر من شاعر















المزيد.....

يفغيني الكساندروفيتش يفتوشينكو Yevgeni Yevtushenko- ... أكثر من شاعر


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


ولد الشاعر و الكاتب و المخرج السينمائي السوفييتي - الروسي المعروف يفغيني يفتشوينكو في 18 تموز من عام 1933 في منطقة إركوتسك في عائلة جيولوجيين . لكن والدته عملت فيما بعد في حقل الغناء . ترعرع في موسكو ، حيث بدأ منذ عام 1949 بنشر أشعاره . و في الفترة 1951 – 1957 تلقى تعليمه في معهد غوركي للآداب ( تم طرده من المعهد بسبب تأييده لرواية ف. د . دودينتسيف " ليس بالخبز وحده " ) . و في عام 1952 أصبح أصغر عضو في اتحاد الكتاب لعموم الاتحاد السوفييتي .
و إذ بدأ مسيرته الإبداعية بتقليد مايكوفسكي في الشعر الحماسي ذي الصبغة السياسية ( كما في مؤلفاته : " مستكشفو المستقبل " ، 1952 ، " الثلج الثالث " ، 1955 ) ، فقد انتهج لنفسه فيما بعد أسلوباً شعرياً خاصاً و فريداً ، يجمع بشكل عضوي بين الأدب الاجتماعي الخطابي و بين ذخيرة لغوية حية ، بين الحماسة و الغنائية ، المرونة الإيقاعية مع الحِرفية العالية للمؤلف ، الذي يشعر بثقة عالية بالنفس في أي " حقل " شعري ، و كذلك عمق التفكير بما هو خالد و أبدي مع الراهنية الطارئة ، مع حماس الواجب الوطني ( و هذا ما انعكس في مجموعاته " درب المتحمسين " 1969 ، " الطريق رقم واحد " ، و " السد الصادح " – كلاهما عام 1972 ؛ " قصائد غنائية حميمية " ، 1973 ؛ " السَمَعُ الأبوي " ، 1975 ؛ " الشعب الصباحي ُّ " ، 1978 ؛ زوجا اسكي " ، 1982 ؛ " اصغوا إليَّ ، أيها المواطنون " ، 1989 ) .
إن يفتوشينكو ، الشاعر الروسي الأكثر حضوراً و الأكثر قراءة في القرن العشرين ، قد تحول - بفضل تضافر تقاليد الشعر الغنائي الروسي في القرنين " الذهبي " و " الفضي " مع إنجازات " الطليعة " الروسية في إبداعه - إلى أداة تنغيم شعرية فريدة للزمن ، فراح يعكس في أشعاره الأمزجة و التحولات الجارية في وعي أبناء جيله و المجتمع ككل . و باعتباره واحد من الرموز الأدبية " الستينيين " ( في مرحلة الستينيات من القرن العشرين )– فوزنيسينسكي و أخمادولينا و روجديستفينسكي و غيرهم – الذين كانت تتوارد الحشود للاستماع إليهم يقرؤون أشعارهم في متحف البوليتِكنيك ، فإن يفتوشينكو قد أظهر نفسه فوراً على أنه ابن مرحلة " ذوبان الجليد " ، المرحلة التي تم فيها فضح عبادة شخصية ستالين بلا هوادة ( قصائد 1956 ؛ ورثة ستالين 1962 ، الخ ) ، لكنه في معارضته لعبادة الشخصية لم يصل إلى حد نفي قيم الحركة الثورية الروسية ، و الوعي اليساري المتطرف و الحماس الكمسومولي لجيل " بناة الشيوعية " المعاصرين له ( ملحمته " محطة " الأخوة " لتوليد الكهرباء . 1965 ، جامعة قازان ، 1970 ) .
لقد استطاع يفتوشينكو في إبداعه المتنوع من حيث المواضيع و الأسلوب ، أن يمشي على الحد الفاصل بين الولاء للنظام و بين معارضته ، فإلى جانب الموضوعات شبه الرسمية المطلوبة و الدارجة ( خاصة المرفوعة بقوة التعبير الفني ) كالنضال من أجل السلم ( قصائد " ماما و القنبلة النيوترونية " ، 1982 ، جائزة الاتحاد السوفييتي ، 1984 ، " فوكو " ، 1985 ) و الحركة الشيوعية العالمية ( ملحمة نثرية " أنا – كوبا " ، 1963 التي تم تحويلها إلى فيلم سوفييتي – كوبي مشترك 1963 ، إخراج كالاتوزوف و سيناريو يفتوشينكو نفسه ، رواية شعرية " " حمامة في سانتياغو " ، 1978 ، غيرها ) ، نجد لديه مواضيع تعكس بقوة مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطن العادي ، و كذلك مواضيع من الذاكرة الشعبية عن المعارك غير البعيدة ضد الفاشية ، بالإضافة لطفولته الخاصة أبان الحرب ، موضوع الحرص في التعامل مع الطبيعة و صفحات من الماضي العريق لروسيا ( " حائكو ناحية ايفانوف " ، 1976 ، " " أمر غير صحيح " ، 1980 ، قصائد " العرس " ، " جندي على الجبهة " ، 1955 ، " حكاية شعرية عن الصيد الممنوع " 1963 ) .
ثمة طبقة خاصة بالشعر الغنائي المتمرد و الاحتجاجي عند يفتوشينكو تتآلف مع مواقف مدنية شجاعة ، على وجه الخصوص بالنسبة لأديب ناجح وفق جميع المقاييس و في مختلف الحقب السوفييتية ( دفاعه عن " المنشقين " سينيافسكي و دانييل ، سولجنيتسين ، برودسكي و غيرهم ، رفض التدخل في هنغاريا ، تشيكوسلوفاكيا ، أفغانستان ... ، و الاحتجاج على ملاحقة أصحاب الرأي الآخر ( قصائد : " دبابات في شوارع براغ " ، 1968 ، " النملة الأفغانية " ، 1983 ، " أسطورة شعرية حول قصيدة ليرمنتوف " مقتل شاعر " و " عن رئيس الدرك " ، 1963 ) .
كما كانت ليفتوشينكو مواقف إنسانية تعتمد التفاهم بين الناس من مختلف القوميات و الأعراق أساساً ، و هذا ما انعكس في أشعاره : " أنا أفكر : أنا يهودي ... " ، قصيدة " البعث " ، 1971 ، " ثلج في طوكيو " ، 1974 .
تمتاز الجملة الشعرية عند يفتوشينكو بسهولة انتقالها من القص الملحمي إلى الحوار ، من السخرية إلى الرقة و الرهافة ، من جلد الذات إلى الوعظ . و هناك الكثير من العبارات التي تحولت إلى مقولات مأثورة ( " الشاعر في روسيا – أكثر من شاعر ... " ، " لا يمكن للتعاسة أن تكون أجنبية " ) . كما إن النعومة النفسية و الحكمة الحياتية تنعكس في الكثير من أشعار يفتوشينكو المكرسة للنساء الرائعات – العاشقات الخجولات ( ... و تكلمتْ همساً : - و ماذا بعد ؟ و ماذا بعد ؟ " ) ، و لنكران الذات عند الأمهات ( " يسقطْن الكثيرَ الكثير في لحظة الاضطراب - و لكنهن لا يرمين الأطفال .. " ) ...
و باعتباره واحد من دعاة و حاملي لواء " البريسترويكا " ، فقد كتب يفتوشينكو الكثير من المقالات الصحفية و القصائد في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي . ( " قمة العار " ، " رهاب العلنية " ، " لا يجوز العيش بنفس الطريقة لاحقاً " ... ) . لكن يفتوشينكو أحسّ بخيبة أمل كبيرة من نتائج البيريسترويكا التي بدت بعيدة تماماً عن أهداف المجتمع الديموقراطي المنشود . ( " الدموع المتأخرة " ، 1995 ... )
و قد كتب يفتوشينكو الرواية التاريخية و الوثائقية ، كما أبدى اهتماماً بالمحطات الخلافية في التاريخ المعاصر ، و هذا ما وجد تعبيراً له في قصة " بيرل هاربور " 1967 ، التي تناولت أحداث الحرب العالمية الثانية ، و بشكل خاص في روايته " أماكن الحبات " ( 1982 ) التي ناقشت عملية نزع ملكية الكولاك في سيبيريا في ثلاثينيات القرن العشرين ، و كذلك في روايته متعددة المواضيع " لا تمت قبل الأوان " ( سلسلة الحكاية الروسية " ) 1993 ، التي تضمنت سلسلة من القصائد من كتابه الأخير " جواز سفر ذئبي " 1998 .
و قد تحولت الكثير من أشعار يفتوشينكو إلى أغان نالت شهرة شعبية واسعة ، منها : هل يريد الروس الحرب ، فالس عن الفالس ، النهر يمضي مسرعاً ، يتلاشى في الغيوم ...
كما قام يفتوشينكو بترجمة الكثير من الأشعار من لغات مختلفة ، أهمها : قصائد عن جورجيا . ترجمات لشعراء من جورجيا . 1959 .
إن انشغال يفتوشينكو الدائم بقضايا الإبداع و اهتمامه المتواصل بتطوير الثقافة الشعرية الروسية قد دفعاه إلى إصدار انطولوجيا الشعر الروسي في القرن العشرين بعنوان : موشحات القرن ( صدرت الطبعة الأولى باللغة الإنكليزية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993 ، و باللغة الروسية عام 1995 ) ، و انعكس ذلك أيضاً في تقديمه للكثير من المجموعات الشعرية و مشاركته في برامج و حلقات تلفزيونية حول الشعر ، و في مقالاته " الموهبة – عجيبة ليست صدفة ( 1980 ) ، " مضيق بوشكين ( 1966 ) .
لقد نال يفتوشينكو شهرة عالمية واسعة ( ترجمت أعماله إلى أكثر من سبعين لغة ، و هو عضو شرف في أكاديمية الفنون الأمريكية ، و عضو فعلي في الأكاديمية الأوروبية للفنون و العلوم ) .
كما لاقى نجاحاً باهراً أسلوبه في قراءة سواء أشعاره أو أشعار الشعراء الآخرين ( بلوك ، غوميليف ، مايكوفسكي ... ) ؛ و قد عمل مخرجاً سينمائياً و كاتب سيناريو و قام بلعب أدوار في السينما ( الدور الرئيسي للعالم الروسي الشهير في مجال علوم الفضاء تسيولكوفسكي في فيلم المخرج كوليش : الإقلاع ، 1979 ، و في أفلام : روضة الأطفال ، 1983 ، " وداع ستالين " ، 1990 – و كلاهما سيناريو و إخراج يفتوشينكو ) .
كما كانت للشاعر مشاركة كبيرة و لافتة كناشط اجتماعي ( أحد الرؤساء الدوريين لأول حركة جماهيرية للديموقراطيين الروس – جمعية " Memorial " و ذلك إلى جانب كل من ساخاروف و أداموفيتش و أفاناسييف ) . كان عضواً في برلمان الاتحاد السوفييتي لآخر دورة .


1
إلى آنا أخماتوفا
I
أخماتوفا عاشت في زمنين .
و لم يكن لائقاً البكاءُ عليها .
لا يُصدّق ، أنها كانت تعيش ،
لا يُصدّق ، أنها غادرتنا .

لقد رحلتْ ، كما الأغنيةُ
ترحلُ إلى عمق ِ حديقةٍ راحتْ تُظْلِم .
لقد رحلت ، كما لو إلى الأبدِ عادتْ
من لينينغراد إلى بطرسبورغ .

لقد ربطت بين هذه الأزمنة
في مركز غائمٍ مُظَلَّلٍ .
فإذا كان بوشكين – الشمس ،
فإنها ستكون في الشعر – ليلةً بيضاء .

كانتْ مستلقيةً فوقَ الموتِ
و فوق الخلود ،
خارجَ كل شيء ، كما لو عَرَضاً
ليس في الواقع ، بل عليه ،
كانت مستلقية بين الحاضر و الماضي .

و الماضي سار بقرب التابوت بخشوع
لا على شكل رتلٍ من السيدات المؤمنات .
إذ راحت الكشش الشيب تتلألأ
من تحت القبعات القديمة الطراز
بكل الضياء و الفخر .

و مشى المُستَقبلُ ، ضعيفاً في الكتفين .
و مشى الأولاد . كانوا يحرقون أنفسهم
بلهيب مدرسيٍّ في العيون
و قد مسكوا الدفاتر في قبضاتهم بقوة .

و الفتيات الصغيرات حمِلن ،
على الأرجح ، في حقائبهن
دفاتر يوميات و لوائح .
إنهن ذاتهن – الطاهرات و السعيدات –
التلميذات الروسيات الساذجات .

و أنت – أيها الانحلال الكوني ،
لا تقض ِ على رابطة الزمن تلك –
فإنها سوف تساعد فيما بعد .
إذ ببساطة لا يمكن أن يكون هناك اثنتين
من روسيا ،
كما لا يمكن أن يكون هناك اثنتين
من أخماتوفا .

II

و لكن ، ليس بعيداً ، في تابوت ثان ٍ ،
كما لو أنها أغنيةٌ شعبيةٌ بجانبِ الإنجيل ،
كانت مستلقية في منديلٍ أبيض بسيط
عجوزٌ من عمْرِ أخماتوفا .

كانت مستلقية ، كما لو أنها تستعد للإكليل ،
و قد أرهَقَها الغسيل ، و الكَنْسُ و الهَرْشُ ،
و رَفْأُ الثياب ،
فلاحةٌ بحَسَبِ اليدين و بحسب الوجه ،
و ستُّ بيتٍ ، على العموم ، يُفْتَرض أن تكون .
....

أن تكونَ ميتةً – إنها حياةُ النعيم .
كمْ أحْسَنَ الناسُ الاهتمام بها ،
و كما لو أنها طفلٌ قبل العيد بالضبط ،
قاموا بغسلها و ألبسوها ثياباً نظيفة .

كانت واضحةً في وداعها
و قد ضمَّتْ إلى صدرها بإجلال
يدين جافتين ، كما لو أنها كانت
تُمْسِكُ بهما شمعةً خفية .
.....
و رحتُ أفكر ُ : لربما ، فجأة ،
قد يكون هناك مع ذلك " روسييَنْ " :
روسيا الروح و روسيا اليدين –
بلدَين مختلفين و غريبين تماماً ؟

لم يتفجع أحد على تلك العجوز .
لم يضعْها أحد على قائمة الخالدين .
و كان فوقها أبيضَ كما لو من بعيد
منظرٌ جانبي أخماتوفيٌّ نبيل .

أخماتوفا كانت تستلقي بجفاء و بازدراء
أعلى من جميع أصناف المديح ،
و هي تدرك مقامها الروحي
على الادعاء و الدهماء الروحييَنْ .

أرستقراطية ؟ كلها من هناك ، حيث
كانت الأرصفة تُضرَبُ تحت حوافر الجياد !
و لكن اليدين و هي ترتمي على الأزهار ،
كانتا تهتزان ، كما على الماء ،
و تمنحان شيئاً ما .

لقد أبدعتا الخير كما استطاعتا .
لكن القوى كانت أحياناً غير كافية ،
و الريشة ، الخفيفة بالنسبة لبوشكين ،
طالما كسرت الأصابع النسائية
مع ابتسامة ساخرة .
.....
مليكة بلا تاج أو صولجان
وسط المواهب الباهتة من حيث الاحترام ،
لقد كانت واضحة عند الوداع ،
كما تلك العجوز في ذلك البابوج الهدية !
.....
2
عندما قتلوا لوركا
عندما قتلوا لوركا ، -
و قد قتلوه بالفعل ! -
راح الدركيُّ يغيظ الرضيع ،
و هو يتباهى على الحصان .
عندما قتلوا لوركا ، -
و قد قتلوه بالفعل ! -
لم ينسَ الناس
لا معلقة ، و لا قصعة .

و هي تتكلّفُ قليلاً ، -
كارمن - في لباس عصري
راحت تعانق الأحياء –
إذ لن تنام مع مَن هو ميت .

بصارة معروفة
راحت تتسكع بين الأكواخ .
كانت تتأسف لمقتل لوركا ،
و لكن ، لا يبصّرون للجثث .

الحياة استمرت حياة –
و وجه السكران ،
و الخنازير في الميعة الصفراء
و وردة خلف الصديرية .

بقيت الفتوة ، و الشيخوخة ،
و الفقراء ، و اللوردات .
كل شيء في الكون بقي كما هو –
وحده لوركا لم يبقَ .

و فقط في حانوت مغبر
راحوا يقفون ، كما لو سرايا ،
غير مصدقين موت لوركا ،
ألاعيبٌ دون كيخوتية .

دع الأغبياء يسودون
و المنجّمات الكاذبات ،
و أما أنت ، غيدالغو الصغير ،
فلتحيا بالأمل !

وسط ركام من الهدايا ،
و هم يرفعون السيوف – الفتافيت
المُضحكة بمرارة ، راحوا
يصرخون : أين أنت ، يا لوركا ؟

فلا شجرة الدردار ، و لا حواء
لم يحذفوك من الحساب .
فأنت خالد – لأنك
مننا ، من سلالة دون كيخوت !

و راحت الأعشاب تغني بتكسر ،
و الغرانيق راحت تصوِّتُ ،
أنهم لم يقتلوا لوركا ،
بعد أن قتلوه .

3
إلهي ...


إلهي ، ليستعِد الأعمى بصرَه ،
وليستقم ظهرُ الأحدب
إلهي ، اجعلني و لو قليلاً ، إلهاً ،
لكن ، قليلاً ، لا يجوز أن اُصْلَب

إلهي ، لا تدعني أتورط في السلطة
و دون أن أموت من الحسد .
أن أكون غنياً ـ دون سرقة ،
طبعاً ، إذا كان ذلك يُوجد .

إلهي ، اجعل مني رجلاً محنكاً ،
دون أن تلتهمني عصابة ما ،
دون أن أكون ضحية أو سفاحاً ،
و لا سيداً ، و لا مستجدياً .

إلهي ، لتكن الجراح قليلة
عندما النزال يحتد ،
إلهي ، اعطني أوطاناً كثيرة ،
لكن ، وطني دون أن أفقد .

...
إلهي ، ليغلق الكاذبون أفواههم
وقد سمعوا صوت الرب في صراخ طفل .
إلهي ، ليبصر الأحياء المسيح
في هيئة امرأة ، إن في غير هيئة رجل .
...

إلهي ، امنح كل شيء ، كل شيء
بشرط ، للجميع ـ كي لا يحزن أحد .
إلهي ، مِن كل شيء اعطني فقط
ما لن استحي به فيما بعد !



4

كلمات في الريح


أرمي كلماتي في الريح ،
غير آسف ، دعها تضيع .
يداعبها الناس ، كأوراق الشجر ،
وبها ، كما بأوراق اللعب ، يقرؤون .


وُتكسبني الاهتمام ،
الذي ، ربما ، لا أستحقه ،
بقداسة ترفعني الكلمات ،
بكل بهائها العظيم .

لكن ، لو أن صبية تجمدت
وهي تهمس أشعاري ،
لكان حلَّ بي ، كما العدوى ،
ألم الأخت لا الكبرياء .

في الريح أرمي كلماتي ،
التي تحكي مآسي كثيرة .
صدفةً ـ أرميها لقرون ،
مُضمراً للأبد ـ و إذ لساعة .

لكن الريح تأخذ الكلمات ،
تحملها إلى البطش والمحاكمة .
والريح ترفع الكلمات ،
الموتَ أو المجدَ تمنحُها .

والريح ترميها ، وهي تطير ،
هناك ، حيث ينتظرها من يثق بها .

ويتملكني رعبُ لكل كلمةٍ
مع الريح رميتها .



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حياة لمن تنادي .. أو عبثية الكلام
- كل شيء يغرق في الرياء - قصائد للشاعر الروسي بوريس باسترناك
- قصائد للشاعر الروسي العظيم الكسندر بوشكين - بمناسبة ذكرى رحي ...
- آخر فرسان العصر- بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل رسول حمزاتوف
- كتاب لكل العصور
- ليلة القدر في الشعر الروسي ؟ - تنزّل الملائكة و الروح فيها . ...
- تعليقات سريعة حول قضايا راهنة
- ما بين التزوير و التضليل ... توضيح
- طرطوس و المقاومة ... و عماد فوزي الشعيبي
- أحلام = شيطانية = صغيرة
- ديموقراطية .. غير شعبية - نص شبه أدبي
- المواطن السوري ما بين الهم و القبح
- تفاصيل صغيرة في قضايا كبيرة - من دفتر يوميات
- لا تقاوموا الشر
- و يحدثونك عن الإصلاح ! نهاية التضليل ؟
- كلمات بلا عنوان
- بعض الملاحظات على المشهد السياسي العام
- قوة الصمت و لغز النوم
- رمز الصليب
- انتصار حماس : بداية النهاية للخطاب القومي


المزيد.....




- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم إستنبولي - يفغيني الكساندروفيتش يفتوشينكو Yevgeni Yevtushenko- ... أكثر من شاعر