أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟














المزيد.....

ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 06:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقليدياً يجمع الديموقراطيون والجمهوريون على بناء علاقات جيدة مع سورية عبر عن ذلك تعاقب الحزبين بالتعامل مع النظام السوري لعشرات السنين ضمن توافق الرؤى الإقليمية الستراتيجي بين الطرفين , وكانت أهم نتائجه المباشرة هو توفير الغطاء للنظام السوري لقاء توقيعه معاهدة فك الإرتباط " السلام " مع إسرائيل برعاية هنري كيسنجر عام 1974واحتواء المقاومة الفلسطينية والسيطرة على الساحة اللبنانية وتحريكها باتجاه التوافق مع السياسة الأمركية في المنطقة , واستمرت العلاقة بنوع من التفاهم الكبير على معظم المشاكل الإقليمية , وفي حالات تناقض المصالح تختصر السياسة الأمركية مواقفها بحث النظام السوري على تغيير تصرفاته والتعاون على مستوى المنطقة ,معتبرةً أن دعم النظام السوري وتغطية دوره الإقليمي من لبنان إلى فلسطين إلى الخليج هو من عوامل تثبيت الإستقرار في المنطقة ,وأكثر فائدة من دعم قوى الديموقراطية الهشة والتي لاتزال بعيدة عن الإمساك بخيوط حركة الأحداث في منطقة شديدة الحساسية الإقليمية والدولية .
ولعل الخط الفاصل بين السياسة الأمريكية التقليدية تجاه النظام السوري كان في استلام بشار أسد السلطة الذي رافقه انهيار مفاوضات السلام على المسار السوري الإسرائيلي وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان والأحداث الدامية في فلسطين وزاد الأمور تعقيداً أحداث 11 سبتمبر 2001 وبروز أولوية الحرب على الإرهاب ولاحقاً احتلال العراق , كل هذه الأحداث الخطيرة على المستوى الإقليمي أدت إلى ظهور التناقض بين السياسة الأمركية والنظام السوري لأنها متعلقة بالصراع على المصالح الستراتيجية لكلا الطرفين , على أن مصالح النظام السوري هي مرتبطة كلياً ببقاؤه في الحكم , واشتقاق كل مواقفه الإقليمية والدولية من هذا الثابت ,في حين أن السياسة الأمركية الجديدة في المنطقة تتطلب التعاون المباشر في أكثر من عقدة إقليمية , لم يتمكن كلا الطرفين بحكم التباعد في المقاربات الإقليمية من الوصول إلى استمرار حالة التفاهم التي طغت على علاقتهما لفترة طويلة.
ولاشك أن كل الإدارات المتعاقبة في أمريكا تدرك تماماً طبيعة النظام السوري وتكوينه وبنيته وبشكل خاص أنه يمثل نظام أقلية في سورية تحكم بالقوة وله سجل ضخم بانتهاكات حقوق الإنسان في سورية والمنطقة وهذا مقروء بشكل جيد ومتغاضى عنه في الماضي, لكن مع استلام بشار أسد وماحدث من تغيرات على المستوى الدولي والإقليمي وعجزه عن أداء دوره بالسرعة المطلوبة , أدى إلى تغيير أسس التفاهم السابق وأفرز معطيات جديدة , بعضها يتعلق مباشرة ً بدور النظام السوري الإقليمي وأهداف السياسة الأمريكية الجديدة التي ترتب عليها إعادة النظر في العلاقة معه حسب المعطيات الجديدة في المنطقة , والبعض الآخر يتعلق بهيكلة المنطقة وفق النظام الدولي الجديد, وفي الظروف الجديدة انتقلت العلاقة من إطار التفاهم على دور إقليمي للنظام السوري إلى مرحلة تقليص دوره هذه المرة , وخاصةً فيما يتعلق بتدخله في لبنان ودعم حزب الله ومساعدة التنظيمات المتطرفة في زعزعة الإستقرار في المنطقة من العراق إلى فلسطين إلى لبنان , أي انتقل شكل العلاقة بين أمريكا والنظام السوري من مرحلة التفاهم إلى مرحلة التصادم السياسي المباشر على الساحة الإقليمية ,وزاد ذلك حدةً تطور العلاقات بين النظام السوري والنظام الإيراني ليأخذ أبعاد حلف ضد حلف ومصالح ضد مصالح ودور على الساحة الإقليمية ضد دور آخر وخاصةً في العراق .
على أن المقروء في سجل العلاقة بين النظام السوري والإدارة الأمريكية هو استمرار السياسة الأمركية السابقة تجاه النظام السوري والتي تتحدد بالخيارات الستراتيجية التقليدية التالية :
أولاً - استمرار سياسة الضغط على النظام السوري عن طريق تشديد الحصار عليه وزيادة أشكال الضغط ومنها العقوبات التهذيبية.
ثانياً - اتباع سياسة تغيير النظام السوري بالقوة .
ثالثاً - إعادة النظام السوري إلى الستراتيجية الأمريكية بتنشيط مسار السلام في الشرق الأوسط ( المبادرة العربية للسلام).
رابعاً - التفاهم مع النظام السوري الثنائي على المستوى الإقليمي ( العراق, لبنان, الحرب على الإرهاب ) وخارج إطار عملية السلام.
والخلاصة : إن الواضح في السياسة الأمريكية تجاه النظام السوري تختزله الصيغة المعروفة " سياسة العصا والجزرة " التي هي من الناحية السياسية تهدف إلى تعديل سلوك النظام السوري مقابل دفع ثمن متبادل وهذا مايلح عليه بشار أسد في كل خطاباته , وأمامه كيفية حسم الخلاف مع ليبيا واضحة , لكن هل ستستمر أمريكا بتوزيع الجزر دون مقابل ؟ أم أنها لن تعط بعد اليوم أية جزرة لنظام يرعى التطرف ويساهم بزعزعة الإستقرار على مستوى المنطقة ؟ وهل ستستطيع كميات الجزر الأمريكي للنظام السوري من دفعه إلى فك الحلف الستراتيجي مع إيران ؟ وأن يوقف دعم حزب الله والمساهمة بتجريده من سلاحه ؟ وهل ستقنع النظام السوري بالتعاون مع أكثر الملفات خلافاً , المحكمة ذات الطابع الدولي ؟ والقيام بالإصلاح على المستوى الداخلي ؟!.
أغلب الظن أن حالة النظام السوري وسياسته القمعية على المستوى الداخلي وزعزعة الإستقرار على المستوى الإقليمي ربما تحتاج الأمر إلى توسيع هامش العصا ! هامش العصا المعني هو بدعم قوى التغيير الديموقراطي في سورية لأنها هي الحل الأسلم وطريقها أكثرأمنا ً وأقل كلفةً وأضمن مستقبلاً , وسورية على المستوى الداخلي ليست بأكثر تماسكاً اجتماعياً وأهلياً من العراق , لكن من المفيد تقوية عصا المعارضة السورية الداخلية والخارجية وقوى المجتمع المدني في سورية , تقوية عصا الديموقراطية باتخاذ موقف واضح وصريح من النظام السوري ومن الشعب السوري الذي يخضع لأبشع أنواع القمع والفساد ومصادرة الحريات وحرمانه من حقوقه الأساسية التي تشكل انتهاكاً لميثاق حقوق الإنسان , أي تقوية العلاقة مع الشعب السوري لأنه هو المعني وهو صاحب المصالح والمستقبل أولاً وأخيراً.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟!سراب الإصلاح الداخلي !
- ماذا تعني عربياً : الديموقراطية في تركيا؟!
- كيف سيلعب بشار أسد في الشوط الثاني ؟!.
- حرب تموز 2006..لازال لبنان فيها!
- ماذا يحدث في سورية , واين هي الدولة ؟! 2
- ماذا يحدث في سورية . واين هي (الدولة )؟!.
- مفكرون وشعراء وروائيون ...والدوران حول النظام السوري !
- النظام السوري في حالة انعدام الوزن !
- مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.
- من نهر البارد إلى غزة - كلهم شركاء في الجريمة مع الفران-!
- هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.
- النظام السوري ..واستجداء -سلام الضعفاء -!.
- الخامس من حزيران 1967, مفرخة الهزائم !
- النظام السوري من صناعة الفوضى إلى إنتاج المحكمة
- ماالقصة؟! كلهم يعزفون عالى وتر -القاعدة-! 2
- ماهي القصة؟! كلهم يعزفون على وتر -القاعدة-!(1)
- النظام السوري والإستفتاء المضحك المبكي !
- النظام السوري والحريق الكبير (2)!
- النظام السوري والحريق الكبير..(1)
- النظام السوري والرقص على مطرقة المحكمة الدولية !


المزيد.....




- زيلينسكي يتفقد موقع الهجوم في كييف ويطالب بتكثيف الضغط الدول ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- ماذا نعرف عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية؟
- لماذا اختارت إسرائيل -الأسد الصاعد- اسمًا لعمليتها العسكرية ...
- لماذا تتردد روسيا في مساعدة إيران في صراعها مع إسرائيل؟
- -بلومبرغ-: مسؤولون أمريكيون بدأوا الاستعداد لاحتمال شن هجوم ...
- -نيوزويك-: الولايات المتحدة تطلب الحد من ذكر أوكرانيا في بيا ...
- -تم نفيه وتعرض لمحاولة اغتيال-.. أبرز المحطات في حياة علي خا ...
- الطاقة الذرية الإيرانية: سنرد على تقاعس -الدولية للطاقة الذر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟