أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - مفكرون وشعراء وروائيون ...والدوران حول النظام السوري !















المزيد.....

مفكرون وشعراء وروائيون ...والدوران حول النظام السوري !


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاأحد يشك أن سورية تعيش أزمة عميقة مركبة تقترب ضمن اللحظة الراهنة أكثر فأكثر من المجهول , إحدى محدداتها الواضحة هو النظام السوري نفسه بعجزه عن تقديم أداء جديد في ظروف خطيرة وعدم قدرته على إضافة جديداً في الحياة الوطنية والسياسية والمعاشية , وأعلى درجات فعاليته هوإعادة إنتاج نفسه وشكله الفاشل على كافة المستويات, وهذا مقروء من الشعب السوري ومن كافة القوى السياسية في سورية ومن المعارضة السورية والنخبة المثقفة والمفكرين وكل العاملين بالشأن العام , والوضع الداخلي السوري يؤشر عمق الأزمة على مستوى الروابط الإجتماعية والأهلية والوطنية التي تراجعت كلها إلى روابط ماقبل وطنية وماقبل مدنية , لفقدان الدولة وجودها , بمعنى أنها الجامع الإجتماعي والسياسي لكل المواطنين , واستمرار النظام السوري بالقضاء على كافة الروابط الوطنية بين شرائح المجتمع وإلغاء دور الدولة ومؤسساتها لتحل محلها علاقات القوى الأمنية والأجهزة المتعددة والفعاليات الشكلية التي تغطي العجز والفساد الذي أخذ مظاهر كارثية على المجتمع في سورية .
وعليه إن سورية الحالية هي بين النظام الأمني وبين شبكة من العلاقات الداخلية المتخلفة والمرتدة إلى الوراء إلى عصبية العلاقات الطائفية والمذهبية والأصولية بكافة أنواعها المؤمنة والكافرة , وفي غياب الروابط الوطنية وبوجود نظام أقلاوي أرهق الشعب بنفاقه ومتاجرته بالوطنية تصبح سورية حلبة لصراع داخلي همجي متخلف يقوده النظام الأمني ,ومخفي تحت العديد من القشور الرقيقة التي تتطاير مع الأعاصير التي تهز سورية والمنطقة , و النظام السوري مابرح يهدم في بنية الدولة الوطنية الحديثة التشكيل والتي لم تعرفها سورية سوى لبضع سنوات تبعت الإستقلال , التف عليها سريعاً النظام وخربها وأرسى نقيضها, العلاقات مادون وطنية , وعليه يصبح الكلام عن وجود دولة وطنية في سورية هو كلام نظري ومغالطة منهجية لتوصيف حالة سورية والشعب السوري .
وإذا كان من المسلم به لدى كافة المراقبون سواءً على مستوى النظام أو على مستوى المجتمع أو على مستوىالمعارضة أن النظام السوري استهلك نفسه ومعه رصيد الدولة والشعب من العلاقات والروابط الإجتماعية ونهب وبدد الأسس المادية للدولة وهي الثروة الوطنية , وأنتج بديلاً هجيناً عنها يعكسه حجم الفساد الذي يضرب أطنابه في طول المجتمع وعرضه ,ويلتقي تقريباً كافة الفرقاء حول هذا الموضوع , ويفترقون على طريق معرفة السبب والمسبب ومقاربات الخروج من الأزمة الراهنة وينحصرون في فريقين : الأول وضع يده بشكل صادق وصحيح على الداء ورأى أن الدواء الوحيد الذي ينقذ سورية من عللها هو التغيير الديموقراطي وأطرافه معروفة , والثاني الذي تراجع إلى صف النظام بقراءة اللوحة الإقليمية ويرى إمكانية الإصلاح التدريجي ومع النظام وعبره واطرافه أيضاً معروفة.
والمعروف أن النظام السوري يستمر في خدمة الفوضى الخلاقة على المستوى الإقليمي , بل هو من أبرز منفذيها العمليين الميدانيين على ساحة المنطقة , يترافق مع تزايد وتيرة تشويه صورة بقايا الدولة والمجتمع , بخلط الأوراق الداخلية بالإقليمية بالدولية لتمييع عجزه وتخاذله وتصديره إلى الخارج الإقليمي على شكل فوضى أولاً وإلى الخارج الدولي توسلاً وتخلياً عن مصالح الشعب وكرامته على طريق تجديد الخدمة له على الساحة الإقليمة ,الأمر الذي يضمن له استمراره في السلطة ثانياً , يعيد تكريره وإعادة إرجاعه إلى الداخل السوري قمعاً واعتقالاً وإقصاءً , واستمرار إلغاء دور المجتمع والقضاء على ماتبقى من الروابط المدنية والثقافية التي تؤدي إلى تماسك سورية ثالثاً, وحتى دعوات الإصلاح من داخل سورية وبوجود النظام لم تسلم هي الأخرى من قمعه وزج بها في السجون وكمال اللبواني وميشيل كيلو وأنور البني وآخرين هم أبرز ضحايا نفاق النظام ثالثاً.
لكن الغريب ماتشهده ساحة المعارضة السورية الداخلية والخارجية ,ومن بعض المفكرين والشعراء والروائيين وعمال العقل هو الرجوع والعزف على نفس نغمة النظام وخطابه وخوفها من التغيير في سورية ومن نتائجه, وكأن الإستبداد أصبح قدراً وراثياً يتحكم بالشعب السوري , وتعزف على وتر خوف النظام من التغيير وتحمله على واقع الشعب على أنه خوف عام من التغيير وتحشر فيه مآسي العراق لتضيع مقاربة التغيير على وقع الصورة الإنسانية المؤلمة الرهيبة التي يعيشها العراق , وتغطيته بنفس غطاء النظام , موحيةً صراحةً لدى الشعب إلى الإستسلام إلى القمع والفساد في ظل استمرار النظام على أساس أنه أهون الشرين , وبالتالي تحويل مطلب التغيير الديموقراطي إلى روزنامة النظام الأمني في سورية وجدولته حسب رغبة النظام ورؤاه وحاجته وظروفه الداخلية والإقليمية والدولية .
أليس غريباً هذا التخلخل الفكري والسياسي والوطني لدى دعاة الخوف والحرص على السلطة " الدولة " المارقة ؟وهم أول العارفين أن في سورية لايوجد دولة ولاشبه دولة بالمعنى الوطني والقانوني والحقوقي , بل توجد عصابة تحت غطاء نظري اسمه الدولة, إذ أين الدولة في ظل حالة الطوارئ ؟التي أصبح عمرها نصف قرن وفي ذمتها مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين والمهجرين والملايين المحاربين بلقمة عيشهم الكريمة , وهل الدولة هي مسالخ بشرية وسجون ومواخير للفساد والنهب والسلب ؟, وهل الدولة هي الإستيلاء على ثروة البلاد من قبل أقلية لاتحلل ولاتحرم ولاتحسب لكرامة المواطن أي حساب؟ , وهل الدولة هي روابط قبلية وطائفية ومذهبية ؟, وهل الدولة هي غياب المحاسبة وتغييب الديموقراطية ومحاربتها ليل نهار ؟وهل الدولة هي فرداً وعائلةً ومزرعةً وراثيةً وحسب؟وهل الدولة هي غياب القانون والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين جميع أبناء الشعب ؟, وهل الدولة هي في التخلي عن الثوابت الوطنية وقيم السيادة والإستقلال والصمت عن احتلال الأرض الوطنية ومعها مئات الآلاف من المواطنين السوريين ؟ وهل اختلطت صورة النظام بصورة الدولة لدى البعض الذي لم يعد يرى وجوداً لسورية سوى باستمرار الإستبداد والفساد ؟ وهل أصبح التغيير الديموقراطي معيباً ومخيفاً وفوضوياً إلى هذا الحد ؟ والأسئلة كثيرة تلاحق هؤلاء الحريصين على بقاء سورية من خلال بقاء النظام السوري , وكأن قوانين علم الإجتماع السياسي وتطور الدول التاريخي قد فقدت توازناتها في سورية ؟ وأصبح النظام السوري هو الفلك الذي لاخيار لنا من الدوران سوى حوله ضعفاء مستسلمين مطبلين مزمرين له , مرددين التسبيح بحمده إلى يوم الدين؟!.
بقي أن نقول : أن مصيبة التغيير الديموقراطي في سورية هو النظام وسلوكه القمعي المهين داخل سورية أولاً و ودوره على الساحة الإقليمية من لبنان إلى فلسطين إلى العراق إلى أماكن أخرى لاتزال على قائمته لتفجير المنطقة بمن فيها ثانياً , إلى البعض الذي يتعامل مع موضوع التغيير في سورية بشكل غوغائي حيناً وطائفي حيناً وذاتي أناني يرى المسألة الوطنية من ذاته ومصلحي في معظم الأحيان ثالثاً , ومتخلخل متهالك فكرياً وسياسياً ووطنياً رابعاً , وموقف غير عقلاني وغير موضوعي وغير منهجي من الخارج خامساً , ونفخ خطورة الأحداث الإقليمية وتضخيمها إلى الحد الذي يسفه كل بوادر وفعل المعارضة الوطنية في التغيير الديموقراطي في سورية سادساً , ونبش البعض في مآسي التاريخ العربي لوصله مع مآسي الحاضر للإيحاء بأن التاريخ العربي هو مأساة سابقة ولاحقة , وأن التغيير هو مأساة درامية لامفر منها على الطريقة العراقية سابعاً, وهروب البعض إلى ثقافة الدول المتحضرة وانبهاره بها ,ووصف حضارته وحريته وحقوق الإنسان فيه وتحرر المرأة ,وهجر كل صلة بتاريخه ولم يبق على صلة بواقعه وخطورة المرحلة التي يمر فيها وطنه سوى هجاؤه وهذيانه, وحجاب المرأة فيه , وزواج المتعة والمسيار وتسفيه تراثه وحضارته ثامناً , والبصم للنظام" العلماني" القمعي بالعشرين على أنه هو حامي البلاد من التطرف الإسلامي تاسعاً , إنها حالة "عودة اللاوعي" وفقدان الوزن والتوازن واللامعقول لدى عمال العقول , والمصيبة أنها أصبحت سرطاناً يمتد إلى الخلايا المفروض أنها حية في المجتمع السوري عاشراً وأخيراً.
د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري في حالة انعدام الوزن !
- مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.
- من نهر البارد إلى غزة - كلهم شركاء في الجريمة مع الفران-!
- هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.
- النظام السوري ..واستجداء -سلام الضعفاء -!.
- الخامس من حزيران 1967, مفرخة الهزائم !
- النظام السوري من صناعة الفوضى إلى إنتاج المحكمة
- ماالقصة؟! كلهم يعزفون عالى وتر -القاعدة-! 2
- ماهي القصة؟! كلهم يعزفون على وتر -القاعدة-!(1)
- النظام السوري والإستفتاء المضحك المبكي !
- النظام السوري والحريق الكبير (2)!
- النظام السوري والحريق الكبير..(1)
- النظام السوري والرقص على مطرقة المحكمة الدولية !
- من شرم الشيخ إلى شرخ بيروت وزكزاك الحلول
- كيف ستتعامل المعارضة السورية مع تزوير الإنتخابات؟
- ماذا عساك فاعلا ً ..يامجلس بدون شعب ؟!
- لازال النظام السوري يغني على ليلاه!
- النظام السوري وماراثون - السلام الموعود-!
- عن أي عرس ديموقراطي ...وعن أية شرعيةفي سورية يتحدثون ؟!
- الحوار ...هل هو وعي حاجة , أم سجال البيضة والدجاجة؟!


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - مفكرون وشعراء وروائيون ...والدوران حول النظام السوري !