أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.















المزيد.....

هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العشرين من أيار الماضي دخل لبنان الطور الحرج في لعبة " فتح كفر النظام السوري " عن سابق تهديد واصرار عبرت عنه الجريمة ضد الجيش اللبناني , في محاولة دنيئة لإدخال لبنان في النفق المظلم , إذ رغم تفاعل الأحداث لبنانياً وإقليماً ودولياً , لازالت الأطراف اللبنانية غير متفاعلة ومتباعدة , ولازالت المعارضة متمترسة في مواقفها السابقة التي سببت بعض معطيات الوضع الجديد , ولم تبد أي قدر من العقلانية السياسية والمسؤولية الوطنية تدفعها لقراءة الأحداث الحالية بحكمة وحرص على وحدة لبنان , والوصول إلى رؤى جديدة تكون أساساً لحل سياسي توافقي يخرج لبنان من دائرة النار التي هوفيها , بل على العكس من ذلك تستمر الخلافات والمماحكات وتتصاعد وتيرتها إلى حد بالغ الخطورة , يتأرجح فيها لبنان في حالة مجهولة تنذر تفكيك وحدته الوطنية, وتكون مقدمة لانهيار الوضع السياسي القائم بأحزابه واصطفافاته السياسية ,يتبعه تداعيات خطيرة تتقلص فيها إمكانية الإحتواء والخروج من المأزق.
ولعل الأمر الخطير في الموضوع الذي جرت" فتح الإسلام" لبنان إليه هو سحب الحريق الإقليمي لداخله , إذ في الماضي القريب تداخلت على الساحة اللبنانية الأجندة السورية الإيرانية مجتمعةً ومنفصلةً , واليوم دخل حلبة الصراع البعد الإقليمي والدولي وفي أبشع أشكاله وتجلياته "الإرهاب والخلايا الإرهابية السرطانية", الذي يعني فيما يعنيه أن حربها ليست معزولة عن مستويات الصراع في المنطقة , ويراد لها أن تتمدد لتأخذ بعداً إقليماً ودولياً ,وفي هذا الخطورة كلهاعلى تماسك الوضع اللبناني الداخلي, و الخشية كلها من زيادة تكريس حدة الإنقسام السياسي والأهلي الداخلي وتكبيره لدرجة يصعب السيطره عليه .
والخطير أيضاً أن ذلك يحدث على أبواب استحقاقات دستورية لبنانية , منها إنتخابات رئاسة الجمهورية , الذي يمهد لها سلباً وانقساماً ضمن واقع لبنان الحالي, والخوف كله من أن يؤدي ذلك إلى "قبرصة" أو"عرقنة" لبنان من جديد ,أي انشطاره إلى لبنانين وحكومتين ورئيسين وربما أكثر من ذلك , مالم تقر جميع الأطراف اللبنانية بتصميمها على الحوار والتوافق وبأداء جديد هدفه الحل ,وهذا ليس مستحيلاُ إذا احتكمت كل الأطراف إلى وطنيتها وتجردت من ضغط القوى الخارجية عليها , إقليمية أو دولية كانت ,والرجوع إلى التمسك بالحقيقة الوطنية التي تجمع اللبنانيين الذين فرقتهم التدخلات الخارجية, الأطراف اللبنانية كافة مطلوب منها التوافق حول تشكيل المحكمة الدولية لفتح أفق العدالة وحسم مرحلة الوصاية السورية , وأكثر كشف نواياها وحرصها على التمسك بالدولة اللبنانية وتقويتها عبر تقوية الجيش وقوى الأمن اللذان أصبحا الآن صمام الأمان الوحيد لكل اللبنانيين .
وخلاف التوافق على حل سياسي , هو دفع لبنان إلى دائرة النار عبر حامل اخطبوطي مخيف يمهد لمرحلة خطيرة تعكسها الأسماء والمسميات الجديدة التي تخبئ أكثر من لغم , وبواجهات تخلط فلسطين بلبنان بتورا بورا بالعراق لتصبح الصورة تنذر بمأساة قادمة إذا استمرت الأطراف اللبنانية بنفس آلية الإستقطاب الحالية ,ولم تتمكن من تقديم أداء جديد ينتشل لبنان من أنياب هذه الخلايا الإرهابية المحترفة والمأجورة لأكثر من طرف , تلك الخلايا التي زرعها المخربون الإقليميون في الوسط البائس والرخو سياسياً وأمنياً وهو المخيمات الفلسطينية , حيث تصبح أكثر تعقيداً وتكون الحلول العسكرية والأمنية مكلفة إنسانياً وسياسياً وطويلة زمنياً , تلك الخلايا وعلى خلفية ما أظهرت الأيام القليلة الماضية , يوحي بأن لها وحدات إسناد منتشرة على ساحة لبنان كله ,ووراءها خزان إقليمي كبير من البائسين والبارود , وعليه يصبح لبنان مع مرور الوقت جزءاً من ساحة الحرب على الإرهاب , عندها يختلط حابل لبنان بواقع البؤس الذي يعيشه الفلسطينيون بنابل الأحداث الإقليمية ,وتصبح الأولويات الداخلية اللبنانية جزء من واقع جديد له تداعيات جديدة وتوازنات جديدة أكبر من قدرة الأطراف اللبنانية على الإحتواء والحل بكثير .
خلاصة القول : لامخرج للبنان سوى بإدراك اللبنانيون ومعهم الفلسطينيون وجميع الأطراف , وأولهم الدولة اللبنانية بأن تنتقل بأدائها من مرحلة الإحتواء وإدارة الأزمة بنجاح , إلى الحسم والحفاظ على وحدة الدولة والجيش والعمل على الخروج السريع من التجاذب الإقليمي , وعلى كل الأطراف اللبنانية موالاةً ومعارضة أن يعلنوا بجرأة القطيعة الفورية أيضاً مع سياسة الخلاف والتناحر والصياح والتراشق بالتهم , وتغليب مصالح لبنان وعيش اللبنانيين والإقرار السريع بضرورة الحوار على برنامج واحد , هو التوافق على الخروج من دائرة النار ,وبحث مستقبل الدولة اللبنانية على أرضية الحقيقة المؤلمة التي يجب أن يدركها اللبنانيون قبل غيرهم ,وهي أن لبنان دخل مرحلة خطيرة ومجهولة , ومصيره سوف تحدده رياح الصفقات والمقايضات المتغيرة , الإقليمية منها والدولية، لبنان بحاجة لصحوة حقيقية لدى جميع الأطراف , ويقظة ضمير تحفظ للشعب اللبناني ما تبقى له من أسس العيش المشترك في ظل الإستقلال والسيادة , في خضم هذه الأعاصير التي تهز لبنان , يتوجب على الأطراف اللبنانية إثبات وطنيتها ولبنانيتها واستقلاليتها وجدارتها بعدم السماح للمقايضة على دماء اللبنانيين وكرامتهم ووحدتهم وديموقراطيتهم , وأن يكونوا بمستوى التحدي هذه المرة .
لبنان ومعه الفلسطينيون كان مرتعاً لجرائم ومقايضات النظام السوري وآخرين معه , ودفعوا ثمنها دماءً وشهداءً ومجازر وحرب أهلية عصفت بهم خراباً ودماراً وانقساماً لعشرات السنين تحت وصاية النظام السوري , والآن عندما يحشر لبنان في صراع إقليمي أكبر من قدرته , بل وأكبر من قدرة العرب جميعاً , وبهذا الشكل الذي تبدو ملامحه واضحة في نهر البارد وعين الحلوة وبيروت وطرابلس والبقاع , وبهذا التمادي من المتورطين والمتفرجين والمنتظرين , وباستمرارعدم قدرة الأطراف الداخلية على الحل يدخل لبنان أكثر فأكثر حلبة التجاذبات الإقليمية , ويصبح التقليد السائد في السياسة العربية والإقليمية والدولية "المقايضات " هو سيد الموقف , ولبنان ومعه الفلسطينيون لهم تاريخ طويل مع المساومين والمستعدين للمقايضة على آخر قطرة دم لبناني وفلسطيني , فهل ستتكرر المقايضة المأساة ويدفع الشعب اللبناني والفلسطينيون ثمن فاتورة سياسة المهزومين والمساومين والمستسلمين مرةً أخرى ؟!.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري ..واستجداء -سلام الضعفاء -!.
- الخامس من حزيران 1967, مفرخة الهزائم !
- النظام السوري من صناعة الفوضى إلى إنتاج المحكمة
- ماالقصة؟! كلهم يعزفون عالى وتر -القاعدة-! 2
- ماهي القصة؟! كلهم يعزفون على وتر -القاعدة-!(1)
- النظام السوري والإستفتاء المضحك المبكي !
- النظام السوري والحريق الكبير (2)!
- النظام السوري والحريق الكبير..(1)
- النظام السوري والرقص على مطرقة المحكمة الدولية !
- من شرم الشيخ إلى شرخ بيروت وزكزاك الحلول
- كيف ستتعامل المعارضة السورية مع تزوير الإنتخابات؟
- ماذا عساك فاعلا ً ..يامجلس بدون شعب ؟!
- لازال النظام السوري يغني على ليلاه!
- النظام السوري وماراثون - السلام الموعود-!
- عن أي عرس ديموقراطي ...وعن أية شرعيةفي سورية يتحدثون ؟!
- الحوار ...هل هو وعي حاجة , أم سجال البيضة والدجاجة؟!
- مباحثات النظام السور ي في الكنيست الإسرائيلي ..وماذا بعد؟!
- الفصل التاسع من مسرحية الإنتخابات في سورية !
- النظام السوري والتطرف ..أيهما أنتج الآخر ؟!1
- قمة القمم العربية في الرياض إلى أين ؟!


المزيد.....




- معركة بين 100 رجل وغوريلا واحدة.. من سيفوز بالنزال؟
- ثعبان أسود عملاق يزحف على الشاطئ.. ما كانت ردة فعل الزوار وا ...
- الكويت: زواج -الخاطف- من الضحية لن يعفيه من العقاب
- واشنطن توافق على صفقة صواريخ للسعودية بقيمة 3,5 مليار دولار ...
- مصدر: الجيش الروسي قصف مصنعا عسكريا أوكرانيا في زابوروجيه
- الأردن.. إغلاق -خمارة- بعد افتتاحها بزفة تراثية (فيديو)
- تقرير: هكذا فاجأ ترامب نتنياهو -بمقامرته النووية- مع إيران! ...
- الهند تحظر واردات كافة السلع من باكستان
- لم يتبق خيام ولا طعام وسيموت الآلاف.. منظمات إغاثية تقرع ناق ...
- خبير عسكري: الاحتلال يتجه لـ-خنق- غزة بعد فشله في تقطيعها


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.