أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمل فؤاد عبيد - الإعلام والناسخ والمنسوخ ..3














المزيد.....

الإعلام والناسخ والمنسوخ ..3


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


تكرر الصور الإعلامية او المادة الإعلامية قوالب مفرغة من المضمون الغنساني الحقيقي ولكن .. ليس هذا بالشكل العام والمطلق إنما يبقى هناك مساحات من التوعية والتثقيف التي تلازم بعض المواد الإعلامية ولكن على مستوى الإعلان والسلع الإعلانية .. فإنها تصنع كاريكاتيرات مقولبة او مصمتة .. او مصممة على مقاس موحد .. بمعنى أنها من تعني بالجانب الاستهلاكي لدرجة انها تعمل على صناعة مستهلكين مبرمجين تماما .. وهذا يتوقف ايضا على الجوانب النفسية .. بقدر ما يتوقف على القدرات والإمكانات التي من خلالها يتحقق اكبر عائد من الإعلان على مستوى افقي وعامودي وهو محاولة ان يصبح المنتج من ضمن برنامج العميل المفضل لاطول وقت ممكن وهي ما يحدد استمرار الاستهلاك .. وهو ما يدلل من ناحية أخرى على مستوى كمي وكيفي ..ومن ثم عند التدقيق في تقنيات التسويق الإعلاني نجد انه يعتمد على تقينات وآليات توظف عناصر تخدم التسويق او تعمل على جلب اكبر عدد ممكن من المستهلكين .. مثل الموسيقى او الممثل او المنتج ذاته وطريقة عرضه بطريقة مثيرة وهذا يعتمد اسلوب التفضيل التي تقف حائلا امام اتاحة ممكن الاختيار امام بدائل كثيرة ..
إن هذا النوع من الآلية يعتمد على استلاب العقل لوعيه لذاته او فهمه لذاته .. وهو يعتمد ايضا على آلية الناسخ والمنسوخ إذا جاز لنا ان نستخدم المصطلح الديني في هذا المجال .. ذلك ان الإعلام يعمل على نسخ العقول وتوظيف منسوخها في خدمة المال .. او العائد المفترض إذا كان على مستوى الانتماءات او التفضيلات او التسويق او مجال التفضيل الإعلامي من مواد .. وهذا إذا كان يؤكد على الحرية .. إلا أنها في ذات الوقت حرية مستلبة وليست حقيقية .. كيف يكون الفرد منا حرا وهو محاصر بكم من الإغراءات .. التي تفرض عليه .. أكثر من طريقة في التفكير .. ليست هي من صلب عقله او اختياره .. هذا على مستوى المادة الإعلانية .. والتي ننتقل منها الى اسلوب الإعلام في توظيف المعلومة والتي هي في حقيقتها منسوخ الحقيقة .. ولا يبقى من وجهها سوى الوجه الذي يراوغ حقيقة طلب الصواب .. ومن ثم .. تغيب الحقيقة المعلوماتية وسط ضبابية المنسوخ منها .. ولا يكون هناك من ثم ترسيخ لمفهوم الانتماء الحقيقي .. إنما هي قشور تتبع المصالح التي تتحقق وقتيا من جراء فرض ما يفرض من معلومات .. كما الحديث الشريف عندما لا يؤخذ في مجاله بما هو منسوخ ويبقى قيد التحقق والتحقيق .. او لربما كما قيل في مجال القرآن عن الآيات التي تنسخ آيات اخرى رغم عدم حقيقة هذا في القرآن إلا ان معنى الناسخ هو التضارب الظاهري الذي يضل به عند القراءة السطحية .. ولا يؤخذ بالسياق الذي جاءت فيه الآيات .. ومن ثم قد نجد بدا في تطبيق هذه القراءة وهذا النقد في مجال التداول الفكري والإعلامي وكيفية نسخ العقول بما يخدم الضلالية التي لها أبعاد أكثر من مجرد تدجين العقول فقط .. وإنما سلب ممكنات الوفاء بحقوق شرعية الفرد وفقا لما ينتمي اليه .. ومن ثم ايضا يصبح الفرد عاريا من مبرراته الكافية والمقنعة لما يمسك به امام تضارب الأقوال وما يبثه الإعلام في عقول الآخرين .. ليضرب الشك قرار الإيمان فيما نؤمن به .. هذه عقول تستغل بطريقة ممنهجة ليست لمدى قريب .. وإنما هي خططت لتصل الى ما وصلنا اليه .. فقدان مصداقية حتى ما له مصداقية .. حقيقية .. ومن ثم فرغ الإنسان من مضمونه الحقيقي ليتم تعبئته بما لا يخدم مصالحه الحقيقية .. حتى في مجال العروض الفنية .. تم توظيف لفت النظر لما هو رخيص في مقابل الاهتمام بتفاصيل أكثر قيمة او أكثر حساسية .. مثل توظيف الجنس في الأغاني وايضا الإعلانات لجذب المشاهدين وهذا يعمل على تحويل العقول الى ما يبعد به عن التفكير في القيمة الحقيقية للسلعة او المضمون ومن ثم يستطح الإنسان بقدر هذا الإستلاب وهذه التعمية من خلال محاولات تغيير خرائط وبرامج العقول .. وايضا منطق المقايضة والمتاجرة في مجال كل ما يحمل في قراره قيمة الإنسان وفرض سلطته .. ليصبح الساطع فقط يغني عن غور حقائق الأشياء وحقائق الطبيعة التي ترسخ في الإنسان جذر وجوده .. ومن ثم تؤسس لمكانة إنتمائه الحقيقي .. فما يبقى من سطح الصورة سوى ملامح لا معنى لها ولا تنظر .. بمعنى أصح تلغى شخصية الإنسان وما يبقى منه ذو قيمة هو ما يملكه فقط .. وهذا ما يحدث أيضا في كل ما يمكن ان يستخدم اسلوب المعلومة المقولبة التي تجذب لأهداف المؤسسين وليست إلى ذاتها وما تشير اليه من مبادئ .. لقد سقط مفهوم المبدأ والأساس وما بقي في الواقع من الفرد هو فقط الثوب الخارجي الذي قد يقوم بتبديله حسبما تمليه عليه حاجات التغيير والتبديل . ومن ثم ايضا أثر هذا على أساس اليقين في مفهوم الإيمان حيث الواقع فرض حسياته وقوانينه الخاصة وتغيراته وتفاضيله ومفاضلاته على حساب الكثير مما يمثل جذر الحياة الذي يؤسس ضمير الإنسان وقلبه ووعيه والهدف من هذا كله .. ورغم هذا إلا أن الإعلام في وجهه الإيجابي هو عملية توسيع مدارك وليس مجرد وسيلة للتغيير او التفضيل .. وايضا تشذيب للمشاعر والنفوس وتوكيد لعنصر الإبداع والتخييل والفهم وتحرير الإحساس والشعور من كل ما يحول بينه وبين تساميه .. فهو في هذا الوجه يعتمد على أساس فكرة عقل العقل لذاته وامتياز العقل في هذا الجانب هو الاختيار الحر بناء على مبدأ ثباته وايضا تحوله .. حيث التحول لا يكون جزافا من غير مبررات مقنعة او ضرورية .. لان التغيير بمفهومه ليست تحولا بقدر ما هو استدراج العقل لتوسيع زاويا رؤيته وإدراك أكثر الجوانب خفاءً .. لذا هذا التداخل بين التلقي والإرسال لابد له من منظمات متقدمة تعتمد حرية العقل وهو ما يبدأ في التعليم الأولي والثانوي .. ان يعقل الطفل عقله ومداركه ومواهبه .. وهكذا نخرج من دائرة التلقين السلبي والمعيق والعقيم .. وللحديث بقية ..



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأويل واستبطان المعنى لقصة - مريم - للكاتب مختار محمود
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 5
- إلى أسير ..
- فيما بدا ..
- ذوق ..
- قراءة نقدية لمسرحية - لوحات ناطقة - للكاتب الفلسطيني عبد الو ...
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 4
- دفء ..
- مفاهيم الأعماق والفطرة
- كهف .. المرايا
- محاورة النصوص للكاتب مأمون المغازي
- يمنى سالم .. مشروع كاتبة ..
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 2
- صوت .. وصدى
- ماجد السمرائي و - سؤال الحرية -
- الثقافة العربية في زمن العولمة .. أحمد مجدي حجازي
- محاول قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 5
- النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية
- خواطر .. 4
- للحب مواسم .. الطبيعة الإنسان والنفس المطمئنة


المزيد.....




- لماذا تعتمد شركات عملاقة على الصين بالتصنيع وكيف تؤثر الرسوم ...
- سانا: مقتل سبعة مدنيين في غارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية ...
- مأساة الفيضانات المناخية في إسبانيا بالصور
- تحقيقات في هتافات -معادية للسامية- في مظاهرة بهانوفر
- بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كراسنوليمانسكي وتواصل ...
- نجل ترامب ينشر مقطع فيديو عن اقتراب انتهاء المساعدات الأمريك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اصابة ضابطين بجروح خطيرة في جنوب غزة
- زلزالان يضربان سواحل كوبا خلال اقل من ساعتين (فيديو)
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصدق على توسيع العملية البرية في جنو ...
- بعد فوز ترامب.. سعي أوروبي لأمن مستقل


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمل فؤاد عبيد - الإعلام والناسخ والمنسوخ ..3