أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - للحب مواسم .. الطبيعة الإنسان والنفس المطمئنة















المزيد.....

للحب مواسم .. الطبيعة الإنسان والنفس المطمئنة


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


في غمرة الأحداث ننسى او نكاد ننسى حسية الأشياء على فطرتها .. او كما يقال تتلون الحياة بلون مشاعرنا الوقتية التي تلازم احساسنا .. ومن ثم لربما هذا الموضوع على غرابته إلا أنه يقع في صميم الاحساس بالحياة والطبيعة والذات ايضا .. فكل شيء هو انعكاس لذات مشاعرنا بذواتنا .. ومن ثم قال المثل الشائع كن جميلا ترى الوجود جميلا .. وهذا الجمال والاحساس به هو مكتسب بالفطرة كما انه ميزة ميز الله بها الإنسان للخروج من روتين العادة او الشعور الممل وهذا ما يجعلنا أكثر احساسا بالحياة .. والحب وملازمته بالطبيعة خلق له امتيازه الخاص بالانسان .. رغم ان جميع خلق الله يحب .. الجماد والحيوان والأشجار وكل شيء خلقه الله يمارس طقس الحب على شاكتله او بلغته التي علمها الله له .. كما المناجاة والتسبيح .. كل شيء له جماله في لغته وطبيعته وحيويته وحضوره .. حتى الأشياء القبيحة التي نراها قبيحة تعيش الحب حقيقة .. وهذا ما يمنحها جمالها الخاص رغم قبحها .. لا شيء في الحقيقة يخلو من جماله والحب .. وعندما نقول ان للحب مواسم .. نقصد بالمواسم الطبيعية والشعور به منحة إلهية .. ذلك انه يعتمد على النفس المطمئة أكثر ما يمكن ان يمنحها الله من سكينة وشعور بالجمال واحساس به .. وايضا .. لا تكون هذه النفس المطمئة فقط متآلفة مع طبائعها فقط .. إنما متآلفة مع جميع الطبائع التي تختلف عنها في التكوين والكينونة والحال .. ومن ثم .. كثيرا ما نتساءل في ضمائرنا عن تفسير علاقة شخص ما بشيء يملكه .. لماذا هذا الشعور بالألفة بينهما .. والشيء هذا قد يعطيه الإحساس بكل شيء .. رغم ان نفس الاشياء قد تكون لدينا ولكن ارتباطنا بها يقل منفعة او احساسا به .. ولربما لا يدوم كما يدوم لدى الآخر .. هو الحب الذي يرتبط من خلاله بالأشياء .. أيضا الجو .. قد يشعر انسان بحرارة الجو .. وشخص آخر لا يشعر .. ,ايضا الطعام .. وكثير في الحياة يتلون بتلاوين مشاعرنا واحساسنا به .. وبين الانتماء اليه والذوبان فيه يمتد احساسنا به او لا .. من هنا ايضا في علم الجريمة .. وعلم الاخلاق .. وعلم الحب إذا جاز لنا ان نسمي للحب علما .. وفي نظري لابد ان يكون للحب علما او علوما .. وهي العلوم التي نساها الإنسان ولم يترك لها حيزا خاصص بها إنما تم توجيه النظر اليها في سياق النظر في العلوم الإنسانية دون تفرد خاص به .. ورغم هذا غلا أننا جميعنا نعاني ما نعاني من احساس بعدم الحب او بقمة الحب .. وبين هذين القطبين نتراوح الأمكنة بين بين .. صراع تارة ..وتارة اخفاق .. وتارة لا شيء .. والحب في حقيقته برئ من كل هذا .. لاننا من نصنعه او من نبني صرحه .. بيننا وبين كل الموجودات .. كما بيننا وبين الله .. الله لا احد يستشعر بالحب بلا خوف او بلا حاجة .. رغم انه خالق الحب .. احبوني تعرفوني .. لولا الحب لا نستطيع معرفة الطبيعة او الحياة .. من يحب الحياة يعرف أسرارها .. ومن يحب علما من العلوم .. يرتبط به حتى النخاع وهذا بدرجة ما يتعلق به قلبه وطلبه اليه .. حتى يبات يلاحق ما يجده من جديد يجره الى جيد آخر .. الحب مفتاح العقل .. والضمير .. الحب السوي الذي يقوى على أي احساس آخر بالنفعية .. او النفاق .. هنا يكون الحب حقيقة صانع معجزات خلق جديد ..وحتى يكون هناك ما يمكن أن يقال عن الحب لابد ان نستشعره في أنفسنا .. لذا .. لا يقام اليوم قيمة للحب .. على انه حاويا لقيم أخرى أكثر نبلا ,أكثر حضورا .. لان الحب في حقيقته .. مسالة تشكل وتشكيل .. إذا احب فردا ما مهنة او هواية .. يعني أحب ذاته .. وعندما نحب ذواتنا .. نبدع هوايتنا ونبدع ذواتنا .. الإيمان والحب بمانفعل وبما نتعامل معه وبه .. هو مفتاح كشف أسراره وقيمته الحقيقة في أن نعطيه ومن ثم يعطينا .. حتى لو بعد مدة طويلة .. للحب مواسك حقيقة .. كما الطبيعة الخلاقة لها مواسم فقر وغزارة ونفع وضرر .. كما الطقس .. في أحواله .. يتبدد معه ملل الكون في وجوده وتحوله .. إلا أن هذه المواسم تخلق في كل منها حبا مختلفا له طابعه الخاص ولونه ومذاقه الخاص .. واحساس يفجر الذاكرة ويفجر المشاعر بكل ما يدفعنا لان نشعر بغير ما يشعر به الآخرين .. كل شيء يتحول من خلال احساسنا به .. او من خلال ما يتفجر فينا من طبائع جديدة تغير كينونة الكون ذاته او فصوله .. حتى الجماد لا يصبح جمادا .. كما الكتاب .. يتخلق بين القارئ وبينه حميمية علاقة تتفجر فيها .. كشوفات جغرافية جديدة .. تبغي طريقا للحياة .. الكتاب يعطينا كلما اعطيناها حب .. حقيقي ونعترف له من خلال هذا الحب باحترام نحو ما يمنحنا .. هنا فقط يكون الحب مدخلا مشروعا للمنفعة التي تتحول الى نفع عام .. احب كتابي .. لانه يحبني .. وهو يحبني لانني أحبه .. كلانا ممرا للآخرين .. حتى مقعدي .. سريري .. شجرتي التي اسقيها .. وإن كانت ليست لي .. حتى الطريق الذي اسير عليه ..احبه .. يحفظ خطواتي .. يعرفني .. كما اعرفه دون الشوارع جميعها .. بيتي .. تاريخي .. وطني .. حتى الشتاء الملبد بالغيوم .. احبه لانه يمنحني شعورا بالغزارة .. والعطاء .. كيف لي اكون مثله دون ملل .. هكذا .. تفيض الطبيعة ولاأشياء بجمالها .. وعطائها .. لتمسي رمزا او كشفا كل يوم يمنحنا الجديد .. حتى الموسيقى والنغم .. والكلام واللغة والنصوص .. والعالم بأكمله .. يلاغينا ويناجينا ويحاكينا .. يلمس مشاعرنا وطبائعنا المختلفة .. الطبيعة اكثر عطاءا منا لانها تحترم الفروقات بيننا .. لا تظهر بمظهر واحد .. ولا تمنح طعاما او غذاءا واحدا .. إنما هي غنية بالكثير والكثير .. هي مثال الزخم والكثرة والتعدد .. تعلمنا دوما لغاتها المتعددة .. لنتعرف على أشكال الكون في واحد .. الكون ليس واحدا .. كما الحياة ليست واحدة .. كما البصمة ليست واحدة .. كل انسان يستعشر الحياة كما بصمته عليها وفيها ومنها .. هي هكذا تبصمنا ببصمات مختلفة متلونة .. ولكن هناك من يرى هذه البصمات والتلوينات .. وهناك من يرى وجها واحدا فقط .. او لونا واحدا .. قد يكون باهتا .. او ابيض واسود .. ولكن قليل من يرى اطيافها فيها .. ثم يعود منها إليها محملا بما منحته اليه من مشاعر وكشف وألوان .. واحساسات كثيرة متعددة .. تغنيه وتمنحه شعورا أكثر طيبا بالحياة ..
وللكلام بقية .



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زاوية ..
- خواطر .. 3
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 3
- ممتد بين .. المستحيل والإمكان
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 1
- الأفلام التسجيلية بين معايشة الواقع وفانتازيا الإعلام
- النفق ..
- رجل ع *** بقري
- انا ..
- فنية المونتاج .. وتجسيد الرؤية الدرامية
- 2 الإعلام واستلاب العقول
- فنية المونتاج وتجسيد الرؤية الدرامية
- كان ..
- حرب .. ووردة
- روح الموسيقى ..
- الإعلام بين الأمن .. واستلاب الأمان
- سفر .. فكرة
- بائع الفول ..
- كيفية التشكيل الابداعي عند المبدعين الناشئين
- البر الثاني ..


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - للحب مواسم .. الطبيعة الإنسان والنفس المطمئنة