أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 3















المزيد.....

محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 3


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 12:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في بداية الحديث هنا لا بد من طرح إشكالية غيجاد منطقة للحركة الرحبة التي تبتعد عن مناطق الصراع الاعتيادي .. وهو مطلب أساسي للتحرر في بدايته ولتحقيقه على مستوى إرادوي ويقيني .. من خلال القيام بدورين متلازمين .. بث إشارات النور والهداية .. وتلاشي الجمود والتراخي والاعتماد على صرخة النفس .. ومن ثم تلاشيء الوجود النفسي البدائي .. ويطرح أو يبث إشارات الصعود لأعلى حيث استكانة الروح لجلال إبداعها من جديد .. وإيجاد ارضا خصبة .. وهي تواصل صعودها نحو السماء .. اي التسامي .. هو الموت والحياة .. الموت وبدء الحياة في شرايين كانت معطلة طويلا .. ليس بالمعنى الشامل والكلي .. إنما هي حياة جديدة تغير الاحساس بالطبيعة .. ومن ثم تبدأ مرحلة الموت لتعيد سيرتها الأولى على نهج جديد .. تتخلق في رحمه مسألة الوجود دون رابط أو قيد .. ومن ثم ومن خلال هذه الحلقة المبدئية .. تتوارد خواطر التحرر على شكل حالة من التفرد ورغبة غير محسوسة .. تبتعدوتقترب مسافات التحليق في عالم المعنى الجديد .. حتى تجد لها ارضا من الحوار الذاتي .. هي حوار بين النفس والروح .. وهذا الحوار يأخذ شكل النزاع في أول الأمر .. حتى تبات النفس في مضرة مما تبغيه الروح .. وهنا تصبح العملية في صعوبة بالغة وعلى امر من مساءلتها حتى تستقيم الأمور على بينة من موقفها النهائي .. في أي اتجاه سوف تسلك طريقها واي اتجاه سوف يمكن لها الثبات قبل الوصول النهائي .
مع بداية كل مرحلة تصبح المسائل أكثر قسوة .. لوضوح الآفات والضعف الملازم للطبيعة البشرية .. ومن هنا لكل مرحلة يصبح لها خصوصية جديدة .. وملتزمات روحية ومتطلبات يقينية ووسائل وأدوات جديدة حتى يمكنها التحقق فعليا وتحقيق النتيجة منها في نهاية المطاف . وكم من مرحلة تقتسم الطريق .. هي مسألة تبقى أو تظل رهنا لظروف المتحول .. والمجرب لأدواته .. تبقى رهنا لقدراته ويقينه وفكرته عما يغرب ويريد .. وتبقى رهنا لمدى سلطة الفكرة المسبقة لديه للوصول .. والرغبة الجادة في التحليق بعيدا عن عالم الحياة الموسوم بالعادة والرغبة .. وكلما كانت الرغبة ملحة والطلب قاسي وصادق .. تعيد المراحل حسابات جديدة لها تقع على كاهل المجرب أو الواقع بين المستحيل والإمكان .. ليصبح المستحيل إمكانا جديدا على أرض الواقع .. وما كان يستصعب وجوده قبلا يصبح ممكنا بعد تجاوز المرحلة ومشقات التحرر والوصول .. هذا التأرجح بين مراحل متعددة ومتباينة .. ما هو إلا صراع واضح ولكنه جليل وقوي الحضور والإحساس به .. حيث يكون الأحساس وقد بدأ عاليا وقويا بالرغبات عديدة .. وشهوات تتباين وذلك كلما عاين كل من الاروح واليقين طريقا جديدا او مسلكا جديدا لهما بين الضلوع .. او في القلب والعقل .. ليصبح حضور الموت النفسي والرغبوي موتا يتحقق كل يوم درجة .. وفي المقابل انبعاث اليقين يتحقق درجات أو يتمكن من وصوله كل يوم خطوة حتى يبات أكثر قوة وحضورا وتشكلا في العقل الباطن والواعي في آن .. عند التحليل النفسي نقول ان هذا الصراع طبيعي جدا ذلك حتى يتم تكوين مناعة او حصانة قوية .. وذلك لا يمكن الحصول عليه غلا بعد تقلب القلب وتفريغه من الهوى وذلك ايضا لا يمكن تحقيقه إلا بعد ظهور الصراع الذي لم يكن موجودا قبل .. حتى يتمكن القطب الإيجابي من تحقيق تفرده وقراره وهو اليقين وإرادة القوة والثبات .. عن طريق الموات والحياة من جديد .. وكأنها خلايا تموت وتحيا خلايا جديدة بديلة .. وهذا الموات وهذا التوالد او التواجد .. ما هو إلا صراع بين ضدين متباينين أو بين قدرتين متشاقين .. اي يتعين بينهما شقاق أزلي وأبدي .. بين خير وشر .. بين سلب وإيجاب .. او بين طيني وروحي .. هذا الصراع تتخلق في قلبه قيمة روحية عالية .. لتتغلب على اي قيمة أخرى يمكن تحقيقها على عكس اتجاه مرتضيات الروح واليقين .. الذي أصبح يتضح ويتمكن من وجوده يوما بعد يوم او مرحلة بعد مرحلة ..ولن تنتهي المرحلة بقياس الانتصار أو الغلبة للروح والصعود .. وإنما بغلبة الحس الجديد بالحياة وبالأشياء والناس والكون .. وهو في الحقيقة المطلب الأساسي لهذه التجربة ليعود الإحساس أكثر شفافية بالوجود .. وأكثر قبولا لعلاته على نحو نقدي لا يفارق الموجودات إلا ليعود من جديد لها وليعاود قراءتها من جديد ولكن بيعن اليقين التي تفتحت في قلب الناظر والمشتكل من جديد .. عند هذا الحد يمكن لنا إبداع لغة جديدة .. قد لا فهمها الناظر أو القارء لها بدءا من قراءتها .. حتى تتحول لديه لمعنى جديد .. ومن ثم يمكنه التماس نورا يبدع معانيه في صورة قراءة ثانية للحدث او العالم .. ولكن من هم أقل مستوى لإعداد اليقين ومستواه رهنا لشهوة النفس .. وتكون لديه نوازع سخط كبير .. هو شعورهم بالموت وإحساسهم به على نحو جدير بالخوف والتخوف من عتمة نفوسهم وظلمة قبورهم التي يحفرونها كل يوم بأيديهم .. ولكن مع كل قراءة جديدة تصبح التجربة أكثر إغناءا وترميزا .. ومن هنا كانت نواتج اليقين أكثر تأثرا وتأثيرا .. أكثر تأثرا مع كل قراءة جديدة .. وأكثر تأثيرا مع كل منتوج للقراءة هو جديد .. ولا يقف الحد عند هدف القراءة لأجل القراءة .. فقراءة الحدث أو الأشكال والصور او الكون بما فيه من موجودات ليس الهدف منه القراءة فقط .. وإنما إنتاج ماعني جديدة .. ومفاهيم جديدة .. تبغي الرمز أكثر من الوضوح .. وتهدف وترمي إلى السمو في إيجاد إمكانا جديدا من قلب مستحيل ما .. هو مستحيل التحقق والتواجد في عالم يمتلئ بنواقصه ومتناقضاته .. وهنا تصبح قراءة الموجود .. على نحو ما هو موجود .. خلق جديد له .. وتكوين لمفرداته من جديد .. تعيد صياغته يقينيات اكتسبت أحقيتها من عالم علوي .. لا يعنيه من شيء سوى ابتغاء الحق والحقيقة .. على علاتها وقبحها ..وهنا تتجدد المفاهيم .. تتخلق مفاهيم اكثر وضوحا وأكثر اقترابا من الواقع ..ولكنها أكثر سموا عليه في آن .. إنها تخلق في الواقع ولكنها تتجاوزه .. من خلال الغوص فيه وداخله .. وليس بالبعد عنه او الافتراق عنه .. وقراءته من خلال يقين يلتمس طريق الكشف بتجاوز الأنا والارتفاع بها إلى درجة أكثر وعيا وإدراكا على نحو خلاق ومبدع .
إذا ما عدنا لنقطة سابقة على استحضار اليقين وبدء تمكينه من الذات المبصرة .. يأتي موضوع الحضور والتلاشي .. الذي بدأ يأخذ وجهته بوضوح مع كل مرحلة .. هذا الحضور والتلاشي ما هو إلا صراع أيضا ولكنه صراع باطني .. يداخل النفس والروح .. تتلاشى الروح لتسكننا النفس بكل ما لها من مقايسات ومدركات وبناءات متراكبة .. وتتلاشى النفس لتدركنا الروح في نزوعها السامي والمتسامي نحو يقين ما يسكنها .. ما بين الحضور والتلاشي هذا .. يكون هناك مساحة للصراع وهذا الصراع ما هو إلا وسيلة لمكتسبات جديدة .. لتحقيق قوة جديدة .. ومقدرات جديدة .. فلا يمكننا تحقيق المستحيل إلا من قلب الصراع .. مستحيل الكشف ونزع القناع .. ولا يمكن تحقيق ثورة وتحقيق انفلات ما .. إلا من قلب حدث اساوي يعيد تشكيل الوعي بالحياة من جديد .. ولن يتم هذا إلا بثورة .. بصراع ما يكون بينا وواضحا وملموسا .. وكامل الحضور حتى يتم حسم الموقف لصالح الأقوى .. للنفس او الروح .. في نهاية المطاف .
وقد يتم معاينة هذا الحضور والتلاشي على شكل رغبات ومنازعات قوية .. او انتماءات .. بين اريد ولا اريد .. بين أحب ولا احب .. بين ارغب ولا أرغب .. وتشتد حدة الصراع لأقصى درجة كلما ضاقت مساحة الاختيار على النفس .. وفقدان الأمل في تحقيق رجاءها ومطلبها .. لتصبح أكثر قسوة وملامة ومأساوية وهنا تصبح الجوارح في معزل عن النفس .. ليظهر حضورها مكشوفا بتعليلاتها الخاصة .. وتتخذ لها مسارا مختلفا .. تشتق وحدتها وتوحدها من الروح المنطلقة والتي باتت تعتمل في الذات .. او أصبح لها فعلها وآثارها .. في شكل غليان وانطلاق ..لتستميل الجوارح بكل ما لها من قوة .. والجوارح بطبيعتها نزاعة الى الروح أكثر من النفس .. لان الروح تغذيها وهي التي تتصل فينا ومنا وتصل بنا بالملأ الأعلى ..لما لها من اثيرية وخصوصية وشفافية بحكم طبيعة خلقها الجاذب والمنجذب .. ونزوعها للفطرة السليمة .. من هنا تصبح الجوارح رهنا لروح ومدى تحررها وقدرتها الى التحرر الدائم من قيد النفس وشهواتها .. لذا تأخذ الجوارح في الاستجابة الجزئية بدياة ثم الكلية لمشاركة الروح الألم والوجد والمعاناة .. وما هذا إلا ليستقيم بالجوارح فعل حضورها وفاعليتها او تفعيلها كما يجب .. حتى تكون وسيلتها المشاكلة مع الروح والبكاء أحيانا .. ومن هنا كان البكاء أولى علامات الانتصار والغلبة للروح .. على النفس لما لها وما عليها من نقص وضعف .. فتكون مغالبة الجسد بالبكاء نوعا من المحاكاة الروحية لليقين الذي بدأ يتبدى للروح والجوارح على السواء .. عند هذا الحد يصبح موضوع الحضور والغياب او التلاشي مسألة وقت ايضا .. لتنتصر جوارح القلب والعين والفؤاد ليقين أجترح لنفسه مكان مسؤولا بينها .. من هنا كانت الدموع أيضا أول مطارحة لمناجاة الله تعالى وابداع لغة الدعاء ما هي إلا وسيلة فرار لله والدخول في حالة من الوجد مع الله .. وعند الحضور تتلاشى او تبدأ النفس ومشاكلتها للجسد في التلاشي المستمر ليهبط بدرجات الرغبة لأسفل .. دون الشعور بالسقوط .. لان ارتفاع الروح هو ارتفاع اليقين ومن ثم التماس الطريق لتحقيق مبتغى الجسد والنفس على نحو جديد لا يقاس بما قبل التجربة اليقينية .. لذا فإن النفس قد تعافي مسألة انحسارها او حبسها او سجنها .. لتقبل مبدأ التنازل لحكم اليقين والروح في نهاية المطاف .. وتصبح في حل من مسألة الاختيار العيني من نفسها لنفسها .. وتصبح لها مرجعية أو يصبح لها على مائدة اليقين مرجعية تقيس عليها مبدأ الاختيار والرفض .. وهو المطلوب اثباته



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممتد بين .. المستحيل والإمكان
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 1
- الأفلام التسجيلية بين معايشة الواقع وفانتازيا الإعلام
- النفق ..
- رجل ع *** بقري
- انا ..
- فنية المونتاج .. وتجسيد الرؤية الدرامية
- 2 الإعلام واستلاب العقول
- فنية المونتاج وتجسيد الرؤية الدرامية
- كان ..
- حرب .. ووردة
- روح الموسيقى ..
- الإعلام بين الأمن .. واستلاب الأمان
- سفر .. فكرة
- بائع الفول ..
- كيفية التشكيل الابداعي عند المبدعين الناشئين
- البر الثاني ..
- الكتابة العبثية وحرفية الفانتازيا
- مغامرة ..
- جدلية النور والظلام والموت والحياة


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 3