|
مراهقه المراة الأربعينيه حقيقه لماذا يستنكرها المجتمع
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 10:56
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
: التمرد، حب الحياة، الاحساس بالفهم دون وعي، والتشبث بالحلم وهيمنة الرومانسية ورؤية ما لا يراه الآخر.. كل هذا يجتمع في بوتقة عمر المراهقة، حين يبدأ الانسان في مرحلة جديدة من عمر الصبا ليودع عمر الطفولة، ويجد كل من حوله يحاربه مرة ويجاريه مرة اخرى تحت لافتة عمر المراهقة. وحين يمتد العمر، ويصل الانسان الى الاربعين هناك حالات متعددة يطلق عليها عودة الرجل للمراهقة، حين يبدأ حياة عاطفية جديدة يتخيلها احيانا ويمارسها احياناً اخرى، ينظر له المجتمع احيانا بالاعجاب واحيانا اخرى بالضحكات والسخرية او بالشفقة ويبرر له افعاله واصفا اياها بالعودة المؤقتة لمرحلة المراهقة، سيفيق بعدها ويعود الى رشده.. او انها مجرد نزوة فالرجل كما يقال باللهجة الشعبية (شايل عيبه) لكنني احاول دوما ان افتح الستارة عن حقيقة الانسان الآخر وهو المرأة، وذلك لإيماني بان الرجل والمرأة ما هما الا كيان انساني واحد لا يختلف كل منهما من حيث التركيبة النفسية ابدا رغم اختلافهما بالتركيبة الجسدية لذا لابد ان يعترف المجتمع ايضا بأحاسيس المرأة حسناتها وعيوبها لذا فالمرأة ايضا تمر بمرحلة المراهقة ما بعد الاربعين وان كانت هذه المراهقة يستنكرها المجتمع ويعتبر التفكير بمثل هذا الموضوع خطأ كبيراً ان لم يكن خطيئة، ولان الموضوع هو كشف الستار عن حقائق نفسية مخبأة تحت الجلد فهي بالتالي حقيقة تعيشها المرأة كما يعيشها الرجل ومن يقرأ هذا التحقيق سيكتشف حكايا نساء كثيرات تعدين الاربعين وعشن مرحلة المراهقة من جديد اما احساسا او حلما او ممارسة منهن من اعترفت علانية بحقها في الحياة ومنهن من استنكرت النقاش في هذا الموضوع.. لكن الحقيقة موجودة وعلينا الا نهرب منها، السيدة نبيلة، امرأة، رائعة الجمال، ضحكت وانا اسألها.. لماذا تعتبرون التجدد والاحساس بالحب والحياة في هذا العمر مراهقة! بالنسبة لي توفي زوجي منذ اكثر من عشر سنوات وتزوج اولادي الثلاثة.. وانا ما زلت اعمل في وظيفتي، وبما انني املك جمالا وكياسة فقد حاول كثير من الزملاء التقرب مني لكنني لم اهتم بأحد منهم الا ان انتقل الى دائرتنا موظف جديد (صدقيني) كنت اشعر باحساس الحب لأول مرة ، التوتر، خفقان القلب، الخجل، واستغرب من نفسي واتساءل هل من المعقول انني وانا على ابواب منتصف الاربعين وسأصبح جدة عما قريب يسكنني هذا الاحساس الجميل.. الحب.. سألتها.. وهو ما موقفه..؟ قالت: لا اعرف.. هو رجل مهذب ومحترم، ويتعامل معي برقة.. احيانا اشعر انه يبادلني الاحساس نفسه واحياناً اخرى تنتابني الحيرة، واعيش العذاب وانا اغار عليه من الازميلات، ولأنني متعلمة ومثقفة بدأت ادرك ما اعانيه. سألتها والنتيجة؟ اجابت، هربت منه، بل هربت من نفسي وتقاعدت عن الوظيفة. اذن.. هذه حقيقة اقولها لك وحدك نعم لقد احببت بعد الاربعين لكن حبي لم يؤذ احداً سواي واعترف انني عشت المراهقة مرتين في حياتي اذا كان ما عشته مراهقة كما تقولون! الدكتورة فاتن الجراح ابتسمت بعد ان سمعت سؤالنا وقالت:” جميل ان تناقش الصباح هذه المواضيع الحساسة وما تتساءلين عنه يا عزيزتي حقيقة مؤكدة نحاول اخفاءها او استنكارها.. يستطيع اي شخص ان يزور صالونات التجميل في بغداد وسيكتشف ان نسبة كبيرة من رواد هذه الصالونات القادرات على الدفع الاكثر هن النساء اللاتي تجاوزن الاربعين (نحن هنا لسنا ضد اهتمام المرأة بنفسها في اي عمر) لكننا ضد المغالاة في كل شيء بحيث يكون اهتمامها بنفسها غير خاضع للاسفاف ومؤشراً حقيقياً لمراهقة ثانية للمرأة. حاولي ان تزوري مستشفيات التجميل الجراحي فستكتشفين محاولة حقيقية لوقف ساعات الزمن (التي لا تتوقف ابدا) عند عمر معين باصلاح ما افسده الدهر وهن ممن نسميهن بالمتصابيات او المراهقات لا فرق.. اولئك اللاتي يدفعن الملايين من اجل ازالة التجاعيد وشفط الدهون ونفخ الشفاه.. قد يكون هاجسهن هو الاحساس بعدم توفر ظروف مثيلة من الحرية والمال اثناء المراهقة الاولى او ان ثمة تعلقاً بعمر الشباب يفوق المعقول وانها اي المرأة تعيش حالة عاطفية تريد ارضاء الطرف الآخر. السيد ابو احمد.. ضحك في البداية ثم قال.. مرحلة المراهقة مرحلة حقيقية وواقعية في حياة كل انسان سواء كان رجلا ام امرأة وهذه المرحلة على ما اعتقد يمر بها الانسان مرتين.. الاولى بعد ان يودع حياة الطفولة، والمرة الثانية بعد ان يودع حياة الشباب.. وفي هذه المرحلة يبدو اكثر تمسكا بمرحلة الشباب رافضا في داخله ان يتحول للشيخوخة لانها تعني الموت والعدم.. وفي مجتمعاتنا العربية بشكل عام يستهجن هذا الاحساس وهذا الاهتمام من قبل الرجل فما بالك بالمرأة حيث تحاط بهالة من العيب والسخرية واحب ان اذكر ان هاجس الشباب وحياتهم بما تحمل من مراهقة واهتمام هاجس ابدي منذ ان بدأ الانسان في مرحلة الوعي فستجدين ان الفراعنة والرومان واليونان واساطيرهم كانت مليئة بقصص البحث عن الخلود والتمسك بروحية الشباب وكل ما تعنيه هذه الكلمة وما وراءها. هل مررت بمرحلة مراهقة ما بعد الاربعين؟ يضحك ابو احمد قائلا.. لم اصل الى الاربعين بعد ثم تابع.. الحقيقة لم اعشها بعد واعتقد ان المسألة هي تختزل بوهم الشباب والصبا والجمال اكثر من اي شيء آخر.. وحينما سألنا الحاجة ام حيدر استهجنت السؤال قائلة.. هذه من علامات القيامة.. * لكن هذه حقيقة في المجتمع يا سيدتي.. انا لا افهم هذه الامور على المرأة ان تسكن الى بيتها وزوجها واولادها.. فقط الفنانات والراقصات يعشن مثل هذه الفترة طوال عمرهن لكن ربات البيوت لا تعني هذه المسألة بالنسبة اليهن شيئا. وبعد الحديث في هذا الموضوع لا ينتهي لانه موضوع انساني بحت ويعيش في داخلنا صغارا ثم كبارا لكن علينا ان نعترف به بصراحة اذا امتلكنا الجرأة.. فهل نملكها؟
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحب المستحيل في النصف المجنون
-
جارالقمر ! شمس ولعبه الأختباء
-
حكايا حب معاصرة 5
-
حكايا حب معاصره 4
-
أعلنت عليكم الحرب
-
الحب احتراقا
-
مقابله مع الفنان عبد الستار البصري في احدث اعماله المسرحيه
-
حكايا حب معاصره 3
-
الرجال ربات بيوت
-
حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟
-
حكايا حب معاصرة 2
-
احبك وبالعناد اقتلك
-
الحب لهم وحدهم
-
حكايا حب معاصره
-
عمليه انتحاريه لرجل مفخخ بالحب
-
الفراق الحتمي
-
لاتتزوجوا
-
اغفاءة جسد
-
رجل من ذهب
-
الحب حتما
المزيد.....
-
دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
-قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
-
الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا
...
-
طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا
...
-
تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
-
أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج!
...
-
جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
-
وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال
...
-
مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|