أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هوشنك بروكا - كردستان المُختتنة















المزيد.....

كردستان المُختتنة


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الختان (أي بتر بظر الأنثى)، هي عادة فرعونية قديمة، يمارسها الرجال بحق النساء، في بعضٍ من ثقافات شعوب العالم وجماعاته الإثنية. والقارة السوداء(خصوصاً مصر، الصومال، السودان، وأثيوبيا) هي أكثر جهات الأرض ممارسةً وامتهاناً لهذه العادة، أو ما يمكن تسميتها ب"العنف التقليدي أو الطقوسي". وحسب منظمة "وادي" الألمانية، يُعتقَد، إن الختان ربما قد طال 138ـ170 مليون ضحية، من النساء في العالم. والعدد يرتفع سنوياً، بشكل مخيف، بمعدل مليونين كل سنة. أما حسب اليونيسيف ، فإن العدد يتزايد بمعدل 3 ملايين سنوياً.
والختان، في المفهوم الشعبي الشائع، "هو جزء من الإعداد الضروري لتأهيل الفتاة، للزواج، ولتسهيل دخولها في حرمته وقوانينه، بلا مشاكل ووجع رأس". فهو، تأسيساً على هذا الإعتقاد العتيق، "يساعد الفتاة على الترويض ضمن حدود بيتها، للإنشغال بإحتياجاته االيومية، والتفرغ لتربية أطفالها، وإرضاء نزوات زوجها". كما أن الختان، بحسب البعض المتخلف الآخر، "يهدئ من ثورة المرأة الجنسية، في حين أن المرأة اللامختتنة ترهق زوجها بطلبها المتزايد للمعاشرة الجنسية". وعليه، فإن الختان، في ظروف المجتمع القطيعي، حسب ها المفهوم القروسطي، السادي، "يصلح المرأة ويخمد نيران شهوتها، ويهديها إلى جادة صواب زوجها، وأولادها، وبيتها، وقبيلتها".
أما دينياً، ووفقاً للمسلمين، المتدينين، الممارسين لهذه العادة السادية المقرفة، والمعتقدين بها، فالختان، هو "فرض سنة"، إسلامياً. وبهذا تصبح المختتنة، أكثر ديناً، وأكثر إيماناً، وأكثر ثواباً، وأكثر حشمةً، من اللامختتنات.

كردستان هي واحدة من جغرافيات الله التي ارتفعت فيها معدلات النساء والفتيات المختتنات، في سني "العز" الأخيرة، بشكلٍ مخيف.

في مذكرةٍ سابقة(Stop FGM in Kurdistan) رُفعت إلى رئاسات كردستان الثلاث(البرلمان والحكومة والإقليم)، ذُكر أن 60% من نساء مناطق مختلفة، في كردستان العراق مختتنات. وبحسب المذكرة، فإن أغلبهن قد تعرضن لهذا النوع من العنف الجسدي، في سن مبكرة من طفولتهن.
وهي المذكرة التي اعتمدت على دراسة ميدانية قامت بها منظمة وادي WADI الألمانية النشطة في مجال حقوق الإنسان(حيث تعمل في كردستان العراق منذ 1993) في أوكتوبر/نوفمبر 2004 في منطقة ريف كرميان(الواقعة في جنوب كردستان العراق). بحسب هذه الدراسة، التي شملت 40 قرية، تبين أن 60% من النساء والفتيات(من سن العاشرة فما فوق) كنّ مختتنات. وفي بعض المناطق وصلت النسبة(من 11 عاماً فما فوق) إلى 100%(كما في تبه سَوزي/ ناحية رزكَاري، مثلاً). ووفقاً للنتائج التي توصلت إليها الدراسة، فإن الختان يُمارس، بناءً على إعتقادات إسلامية، ترى في ذلك "فرض سنة". وهو الأمر الذي خلق توجساً لدى هذه المنظمة، ودفع بها إلى وصف الختان النسوي في كردستان ب"الخطير"(يُنظر:
(http://www.wadinet.de/projekte/frauen/fgm/studie.htm
وفي خبرٍ نشرته صحيفة جاودير الكردية(تنشر في كردستان العراق)، الإسبوع الماضي، ذُكر أن ستة فتيات من عائلةٍ واحدة، بمنطقة جمجمال، اختتن على يد "داية" بأساليب "ميتاـ بدائية"، جداً متخلفة، بطلبٍ مباشر من والدتهن".

وعلى الرغم من البحث المتواصل لبعض منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة(خصوصاً منظمة وادي الألمانية) مع الجهات المعنية في البرلمان والحكومة الكرستانيين، ومنهم رئيس البرلمان الحالي عدنان المفتي، في هذا الخصوص، وذلك من أجل وضع حد قانوني لتفشي هذه الظاهرة المقيتة والتي تعد امتهاناً لكرامة المرأة وانتهاكاً صارخاً لطبيعتها البشرية، إلا أن الظاهرة لا تزال تنهش جسد نصف كردستان، دون أي رقيب أو قانونٍ يحمي الضحايا من مذبح الختان ومشارط مشعوذيه ودجّاليه. علماً، وكما يذهب إليه، أهل العلم الإختصاص، من علماء الجنس والأطباء والنفسانيين، فإن الآثار والإنعكاسات السلبية(صحية، سايكولوجية، جنسية) المترتبة على "إعدام" عضو جداً مهم من أعضاء الجهاز التناسلي لدى المرأة، ستظل تلاحق الضخية طيلة مراحل حياتها.

في سبتمبر 2006، ووفقاً لوكالة آكي الإيطالية، ف"أن لجنة الدفاع عن حقوق المرأة في البرلمان، كان بصدد تقديم مشروع، لإجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية المعتمد في إقليم كردستان، تفرض شروطا إضافية على حالات تعدد الزوجات، ومنع ختان البنات، وإجراءات أخرى حول الطلاق".
ولكن الوقائع والأرقام على الأرض، تقول أن لا قانون يعلو على قانون الكبار: النفوذ بشتى أشكاله وما أكبره، الحزب وما أكبره، القبيلة وما أكبرها، الجامع وما أكبره.

إن بلاداً يأكل فيها الختان أعضاء أكثر من نصف نسائه(60%)، يحتاج إلى أكثر من لجنة دفاع عن حقوق المرأة، وأكثر من مشروع قانون في برلمان، وأكثر من مشروع إصلاح، وأكثر من مشروع توعية، وأكثر من مشروع تدشينٍ للمرأة سواءً بسواء مع الرجل.

واللافت في مشاريع القرارات التي تُقدّم في البرلمان الكردي، وقوانينه التي تخرج من تحت قبته بالإجماع(في التمام والكمال)، هو أنها تُقدّم وتُقر مع الموافقة المطبوخة سابقاً، سلفاً، فقط للبَروَزة الشكلية، ولتجميل ديكور البرلمان "الديمقراطي"، في نسخته الكردية، أمام برلمانات الديمقراطيات الغربية العريقة.

في الآونة الأخيرة، ازدادت صولات وجولات البرلمانيين الكرد ورؤسائهم، بين عواصم الغرب وبرلماناتهم ومجالس بلدياتهم.
ولاتخلو هذه الطلعات البرلمانية البهلوانية، من الوجوه النسوية، بالطبع. لما لا، فحصة النساء في البرلمان الكردي تشكل 28 مقعداً من أصل 111 مقعد. أما في الحكومة، فلهن 3 وزيرات من مجموع 42 وزير.
والغريب في تصريحات وخطابات هذا البعض البرلماني، "الوردية"، هو أنه يكاد يزايد ب"ديمقراطية برلمانه" على برلمانات الديمقراطيات المضيفة. فيقول هذا البعض مثلاً، "لدينا وزراة حقوق إنسان، ولدينا المئات لا بل الآلاف من منظمات حقوق الإنسان التي تعمل بكامل حريتها في كردستان، لدينا مشاركة نسوية فاعلة في البرلمان والحكومة، لدينا قضاء مستقل، لدينا قانون مدني، لدينا انتخابات نزيهة، لدينا القانون يعلو ولا يُعلى عليه...ولدينا ولدينا"

وأقول لهذا البعض: لا داعي أن تدوخوا الغرب وبرلماناتهم بالحديث الروتين عن "ديمقراطيتكم العشائرية".
لا داعي أن تعقدوا الندوات والطاولات المستديرة والمستطيلة لتصدير كلامكم المعلّب الجاهز للأكل، فالغرب شبعان كلام.
لا داعي لإقامة مأدبات للغداء أو العشاء، لا فرق، فالغرب شبعان طعام.
لا داعي أن تعرّفوا لرجالات الغرب، أحزابكم، وانتخاباتكم، وأكثرياتكم، وأقلياتكم، فالغرب يكفيه ما فيه. وهو شبعان أحزاب وانتخابات وديمقراطيات وحقوق أكثريات وأقليات.

كردستان، ليست بحاجة إلى وزارات ديكور، مكتوبة على مداخلها، بالخط العريض "حقوق الإنسان"، ولكنها تحتاج إلى "صناعة إنسان".
كردستان، في غنى، عن برلمانيات للماكياج فقط، أو وزيرات يتقدمن كالديكور واجهة وزاراتهن، طالما أن القانون على الأرض، هو في يد رجاله "الأشاوس".
كردستان، تحتاج قبل التقرير إلى التحرير: هي في أمس الحاجة إلى أن يتحرر نصفها المؤنث من ديكتاتورية نصفها المذَكّر.
فعن أية ديمقراطية(في السماء أم في الأرض) تتحدثون، يا سادة يا برلمانيين، يا ضيوف بروكسل، وبرلين، وفيينا، وباريس، وستوكهولم، وكوبنهاغن، وآمستردام، ولا يزال الختان بسكاكين "مطهريه وداياته"، يهدد حوالي 60% من نساء كردستانكم؟

من المعلوم، أن قبل ثلاث سنوات(2004)، وافق قادة 30 بلداً إفريقياً، وبإشراف مباشر من اليونسكو، على اختيار السادس من شباط/فبراير من كل عام، كيوم عالمي لمناهضة "ختان الإناث"، والنضال ضده بشتى الوسائل المتاحة.
وفي 28.06.07 حظرت مصر، رسمياً، عادة "ختان الإناث" نهائياً، إثر وفاة طفلة أجريت لها عملية الختان. وقد لاقى هذا القرار استحساناً لدى كلٍّ من البابا شنودة وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي.
فهل سيخطو البرلمان والحكومة الكرديين، خطواتٍ أكثر جدية، لإنقاذ نصف كردستان من طاغوت الختان؟



#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود سلمان رشدي ولاحدود الإرهاب
- هنا لندن: -القتل الشريف- مرةً أخرى
- ثقافة الحَجب
- الله أكثر من أن يكون ماضياً فحسب
- كاسك يا غوار الطوشة
- بعض سؤالٍ برسم رئيس برلمان كردستان
- العربية نت في فخ الخطاب التفخيخي
- حاذروا -بغددة- كردستان
- كفاكم احتلالاً وطنياً: لكم بعثكم ولسوريانا دين!
- القتل -الشريف-!!!
- علماء في ذمة السكوت
- كردستان العراق برسم الفتنة!
- الإسلام فضاء عروبي فصيح , ليس للأعجمي فيه محل من الإعراب - ...


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هوشنك بروكا - كردستان المُختتنة