أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هوشنك بروكا - كفاكم احتلالاً وطنياً: لكم بعثكم ولسوريانا دين!















المزيد.....

كفاكم احتلالاً وطنياً: لكم بعثكم ولسوريانا دين!


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 12:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ستزِّف سوريا "عرسها الوطني للديمقراطية"، حسبما جاء على لسان وزير الداخلية السوري "الديمقراطي جداً" اللواء بسام عبد المجيد، وغيره من الوزراء والمسؤولين "الفوق ديمقراطيين"، المطبّلين والمزمّرين، ليل نهار، من فوق الكرسي ومن تحته، ل"ديمقراطية" "سورية بعثهم"، التي اختُزِلت على مدى أكثر من ثلاثة عقودٍ ونيف، إلى "عزبةٍ تحت الطلب" لآل الأسد.

منذ قيام الأسد الأب بقيادة "حركته التصحيحية"(13 أكتوبر/تشرين الأول، 1970) ومن ثم إلغائه لإزدواجية الحكم وتسلمه لمهام رئاسة الدولة(22 فبراير/شباط، 1971)، مذاك وحتى هذا البرلمان المعيّن والمكلّف سلفاً(برلمان ما بعد 22 أبريل/نيسان الجاري، 2007)، وسوريا محكومةٌ ب"قرداحةٍ" واحدة، ممثلةً في شبح ديكتاتورٍ واحد، هو من الأسد إلى الأسد.

فمنذ "ربيع الحركة التصحيحية 1970" إلى "ربيع دمشق 2001" والديكتاتور هو هو، وسوريا هي هي: سوريا(حكومةً وبرلماناً، أرضاً وشعباً) هي للأسد ولآله وصحابييه وتوابعهم "الصالحين"، أما الأسد ومن لف لفه ولف حكمه "المنزّل والأكيد"، فهم على سنة "الله الدستور"، لذواتهم ولذوات ذوي قرابتهم، "فالأقربون أولى بالحكم"!!!

لن أحشر نفسي في فتح ملفات "جمهورية الخوف" الكبرى(وما أكثرها في "سوريا الأسد")، لأن "سوريا المغلوبة على أمرها" من يوم يومها، تُعدَم، وتُسجَن، وتُغتصَب، وتُسحَل، وتُنتهَك، وتُنهَب، وتُدمَّر، وتُقبَر من الألف إلى الياء، من جهة حكامها "الأسديين" الواحديين "الأبديين"، تحت راية حزبهم الواحدة، من أجل وحدتهم الواحدة، وحريتهم الواحدة، واشتراكيتهم الواحدة، وعلى المكشوف، طالما هم أعلنوها، على الملئ، "شرعا"، وعلى سنة "الدستور"، أن سوريا هي لهم(إلى الأبد لآل الأسد).

ما يهمني هنا، وبمناسبة هذا "العرس الديمقراطي" المفترض والمرشوش على الورق، لسوريا المغتصبة من الداخل قبل الخارج، وفي دمشق قبل الجولان، هو أن أسجّل سؤالاً، ههنا(على سبيل المثال لا الحصر)، معلوماً، تهم مواطنٍ مكتوم القيد من أمثالي، على هامش "توزيع" وزير الداخلية السوري، ل"صكوك" الإنتخاب، وإعلانه ل"عدد المواطنين المسجلين في القيود المدنية ممن أتموا الثامنة عشرة من العمر في 1/1/2007 والبالغ 611 967 11 مواطنا"(جريدة تشرين: 19.04.07).
ما يهمني في سياق هذه الحمية أو الحمّة "الإنتخابية" التي ليس فيها، حقٌ للإنتخابات خلا إسمها، حيث الإنتخاب هو حقٌ ممنوعٌ من الصرف في قواعد ونحو "سوريا القرداحة"، هو أن أسأل عن إسمي "الأحمر" المكتوم القيد، أرضياً وسماوياً ، والذي سقط بالضرورة، كشأن بضع مئات ألوفٍ من الأكراد السوريين، عن سجلات سيادة وزارة الداخلية السورية لصاحبها اللواء بسام عبد المجيد.

فهل نسي سيادة الوزير الداخلي، أنّ في داخل سوريا حوالي 300 ألف كردي في محافظة الحسكة، أبعدوا بقرارٍ داخليٍّ سوري، منذ عقودٍ "داخليةٍ" خلت، وبأيدٍ داخلية(وليس خارجية من إسرائيل ومشتقاتها الخارجيات)، من "الوطنية السورية"، وأسقطوا "شرعاً وقانوناً"، ك"مواطنين سوريين"، وذلك بحكم المرسوم الجمهوري رقم 93 الصادر بتاريخ 23.08.1962 والمعروف ب"قانون الإحصاء الإستثنائي"، حيث تم بموجبه تحريمهم من كامل حقوق المواطنة وماقبل المواطنة وما بعدها. وهؤلاء ال"خارج وطنيون" الذي يُسمون في الدوائر الرسمية ب"الأجانب ومكتومي القيد"، محرومون من كافة الحقوق ال"تحت والفوق ـ مدنية"، فضلاً عن حرمانهم من حقوقهم الثقافية، والقومية، والسياسية.
ليس هذا فحسب، وإنما يُمنع على هؤلا الكرد السوريين أباً عن جد، حتى حق التملك الحر، والتعليم الحر، والعمل الحر، والإنتساب الحر، والتنقل الحر داخل سوريا، وخارجها بالطبع، حيث هم ممنوعون من السفر خارج القطر منعاً باتاً، كما تصرّح به الوثيقة الحمراء المعروفة باسم "إخراج قيد".

أكتفي بهذا البعض الكردي المطرود، ب"قرارٍ وطني"، ل"دائرةٍ وطنية"، من حق الإستغراق الطبيعي في الهوية الوطنية.
وهذا غيضٌ يسير من فيضٍ كثير.

فعن أيّ "عرسٍ وطنيٍّ" تتحدث يا سيادة الوزير الداخلي، وسوريا(خلا حكامها ومنتفعيها الدائمين) تعيش منذ حوالي أربعة عقودٍ ونيف(1963)، بكلّ مكوناتها إلإثنية والعرقية والدينية والمذهبية واللغوية، تحت خط الوطن والوطنية؟

أي "عرسٍ ديمقراطيٍّ" ستزّفونه وتدبكونه، وأنت و "رَبعك" من الراكبين على ظهر سوريا، يا حضرة الوزير الداخلي، وبعثكم "المجيد" منذ انقلاب 8 مارس/آذار 1963 السيء الصيت، لا يزال رغماً عن أنف الذي يريد والذي لا يريد، هو القائد الملهم للمجتمع والدولة و"الجبهة الوطنية التقدمية"، حسب المادة الثامنة من مواد الدستور الأساسية، ل"جمهورية البعث العربي السورية"؟

بأية "وحدةٍ وطنية" تنبئون، ودولتكم "النبية" تؤلّب من خلال قنوات أجهزتها الأمنية ومشاريعها العنصرية الطائفية، كل الوطن على كل الوطن: العربي على الكردي، والعلوي على السني، والمسلم على اللامسلم، والفوق على التحت؟

أية "اشتراكيةٍ وطنية" هي التي حلفتم "اليمين البعثي" بها، لترسوننا على شواطئها الدافئة، الكافية المكتفية، وحوالي 30،13% من مجموع سكان سوريا البالغ تعداده 19 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، حسبما جاء في أحدث دراسةٍ اجتماعية سكانية معتمدة(أبريل/نيسان، 2007) ل د. وائل الإمام عميد المعهد العالي للدرسات والبحوث السكانية (http://www.thisissyria.net/2007/04/12/syriatoday/119.html


بأية "حرية وطنية"، توهموننا نحن السوريين الغلابة، عرباً وكرداً، وآشوريين، وأرمن، وشركس، وتركمان، وسنيين، وعلويين(خارجين على العائلة الأسدية المالكة)، ومسيحيين، وإيزيديين، ودرزيين، وإسماعيليين، ولادينيين ، وأنت مع كل طبقتك من الحكام المنتفعين المالكين لسوريا، والقابضين على حكمها حكماً مبيناً، لم تتركوا غرفة نومٍ واحدة لم تدوسوها بأجهزة مخابراتكم(وما أكثرها)، التي حولت الكلّ إلى "مخبرجي" يخبر عن وعلى الكل؟

ب"آلاء أي ربٍّ"، ولأجل أية انتخاباتٍ برلمانية "شرعية"، "قانونية"، "نزيهة"، "شفافة"، "شريفة"، "تنافسية"، و"حرة"، تكذّبون، وكل "الشرعية"، وكل "القانون"، وكل "النزاهة"، وكل "الشفافية"، وكل"النزاهة" و"المنافسة" و"الحرية"، مختزلةٌ في صورة الرئيس الواحد، الكبيرة جداً، التي هي أكبر من صورة الوطن، والمعلقة على طول سوريا وعرضها، كاختزالها الذي لا مفرّ منه، في صورة "بعثه" الواحد، ونظام مخابراته الشمولي الواحد الأحد، الذي لا شريك له؟

كفاكم احتكاراً لسوريا، و"إرهاباً وطنياً" على من وما فيها.
كفاكم "إحتلالاً وطنياً" لسوريا التي استبحتم فيها ، آخر ما تبقى منها من وطنٍ.
كفاكم "لعباً وطنياً" على وطنٍ خربتموه شر تخريبٍ.
كفاكم "كذباً وطنياً" بحجة ضرورة "الداخل الوطني"، و"الطارئ الوطني"، و"الإصطفاف الوطني"، و"المواجهة الوطنية"، وغيرها من "الوطنيات الجاهزة"، التي أكل الزمن عليها وشرب، على السوريين، شرّ تكذيبٍ.
كفاكم تخويناً لسوريين، طالما طاب لكم أن تتهموهم ب"البعبع الخارجي"، وخطركم ك"بعبعٍ داخلي"، هو أعظم.
كفاكم "تمثيلاً وطنياً"، و"ضحكاً وطنياً"، على خارجٍ خبركم ، وعلى العلن، في "الفوق" وفي "التحت"، كما خبر من قبل، شقيقكم التكريتي في البعث، وفروع المخابرات، والمقابر الجماعية، والقتل "الحلال"، وحملات الأنفال.
كفاكم "تسعاتٍ" في نتائج انتخاباتكم "التسعاوية"(99،99) المفصّلة على مقاس بعثكم التسعاوي، "الكامل المكمّل إلا شوَّية"، تفصيلاً تسعاوياً مبيناً.
كفاكم "كلاماً خشبياً" عن حكوماتٍ خشبية، وبرلماناتٍ خشبية، وانتخاباتٍ خشبية، محكومةٍ بحاكمٍ واحدٍ أوحد يحكم البلاد والعباد، بالحديد والنار.

خذوا دينكم وبعثكم وانتخاباتكم، ودعوا سوريا أن تدين بمن تشاء وأن تنتخب لمن تشاء، ف"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".




#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل -الشريف-!!!
- علماء في ذمة السكوت
- كردستان العراق برسم الفتنة!
- الإسلام فضاء عروبي فصيح , ليس للأعجمي فيه محل من الإعراب - ...


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هوشنك بروكا - كفاكم احتلالاً وطنياً: لكم بعثكم ولسوريانا دين!