أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - من اللثام إلى الشفافية














المزيد.....

من اللثام إلى الشفافية


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 11:41
المحور: كتابات ساخرة
    


مهمة اللثام الأصلية كانت، مصد يحمي وجوهنا بوجه هوج ريح الصحارى وما تحمله من ذرات رمل وغبار. لكن، لأسباب تاريخية وغير تاريخية، منها المعروف ومنها المجهول، انتقل من وظيفته الأصلية حماية وجه الملثم من الريح، إلى وظيفة فرعية؛ إعجام الوجه الحقيقي لسلوك الملثم. لقد تحول إلى لثام سلوكي.
أحد لا يعرف شيئاً حقيقياً عن أحد. كل منا يحمل لثامه حيثما ارتحل ومنا من لا يستغني عن اللثام حتى وهو في بيته مع زوجته وأولاده. الزوج يلثم سلوكه بوجه زوجته وهي تفعل الفعل نفسه. وصولاً بالطبع إلى اللثام الأكبر، لثام الحكام. حكامنا يلثمون قمعهم بلثام الدين والقومية والفضيلة والإخلاص والحكمة والشجاعة وبكل أضداد مفردات سلوكهم الحقيقي وعلى طول تاريخنا والمحكومون يلثمون سلوكهم بكل ما من شأنه أن يحميهم من قمع السلطان. حتى بات من المستحيل على أي باحث أو فضولي معرفة باروميتر السلوك الحقيقي لبشر هذه البقعة من الأرض وماذا يريدون..!!
الأمر الذي جعل قصة المضاد الحيوي للثام وهو الشفافية، قصة مأساوية وعلى غاية من الشذوذ ونحن نمارسها. معلوم، أن إدمانك على ممارسة الشيء يجعلك حريف وماهر، بينما تكون مبتدأ وأحياناً مغلوباً على أمرك وأنت تجرب شيئاً لا عهد لك به.
قيل للعراقيين وما أن خرجوا من زنزانة اللثام البعثي؛ أن دواءكم في الشفافية. أنها وصفة مجربة ونتائجها مضمونة، خصوصاً حين تؤخذ مع الديمقراطية وعلى الريق. ومنذ ذلك التاريخ وليومنا هذا ونحن في حيص بيص وريقنا ناشف وحالتنا حالة.
دخلنا في مخابر تجريب الشفافية. وكما قال أحد الشعراء؛ من التجريب ما قتل..!! لقد تكشف لنا بعد إماطة اللثام البعثي؛ أن هذا اللثام لم يكن إلا لثاماً كبيراً يخفي في طياته أنواع أخرى كثيرة من الألثمة. ولكل لثام عشائره وطوائفه الواقفة على أهبة الاستعداد وهي ملثمة تدافع عن شرف اللثام.
من الأمثلة على التجريب الذي نحن فيه؛ تلك القناعة الراسخة رسوخ الجبال لدى موظفي الدولة، من الحاجب إلى الوزير، على أن الأموال التي سرقوها والتي ستسرق لاحقاً بإذن الله، لا يصح شرعاً إدخالها في كشوفات مفوضية النزاهة تحت بند الشفافية، بل يمكن إدخالها إذا كان لا بد من إدخالها؛ تحت بند آخر؛ يكون عنوانه (هذا من فضل ربي) خصوصاً وأننا بلد مسلم..!! حتى وصل الأمر بالبرلمان؛ أن يجلبوا الرجل صاحب مفوضية النزاهة ويضعوه أمام محاكمة قاسية، بل منهم من طالب بإحالته إلى القضاء.. ومن يعلم ربما هناك من يترصد الرجل لقطع رأسه!!
ومن الأمثلة الأخرى؛ إصرار مؤسسات الدعم الدولي والاحتلال الدولي ومعها الحكومات الثلاثة التي توالت على حكمنا، على العمل بأقصى جرعة من الشفافية مع الملثمين النازلين بالمواطنين ذبحاً عشوائياً، بالسيارات والبهائم المفخخة، المحلي منها والمرسل من دول الجوار. التزموا على الدوام بإعلام الملثمين بالنوايا قبل الخطط. مثلما التزموا بإعلام دول الجوار بكل ما من شأنه رفع الروح المعنوية لأجهزة مخابراتهم وجيوش (قدسهم) الملثمة، معلوم، أن لكل نظام جيش لتحرير القدس. قبل البدء بمشروع ما، يخرج علينا ناطق رسمي يبوح بكل الإحداثيات التي ستعين الملثمين ومن ورائهم دول جيوش القدس على تخريبه.
أما مثال الخطة الأمنية الحالية، فهذا مثال يجب أن يدرس في كليات ومعاهد الشفافية العالمية. لقد نوقشت تفاصيل الخطة قبل البدء بها بنصف سنة، أمام وسائل الإعلام المرئي منها وغير المرئي، ثم نوقشت وبشفافية عالية في الكونغرس الأمريكي، بين لجنة (بيكر-هاملتون) الأمريكية ولجنة (حجي مشك - زاير سبوس) العراقية.. ثم نوقشت وبمنتهى الشفافية في البرلمان، بين رافع وكابس من كتل البرلمان ولكل كتلة ملثميها المستهدفين بالخطة.. ثم نوقشت مع دول الجوار، نعم، الجوار ذاته (يا مسهرني).. ولم يبق للحكومة غير أن تناقش تلك الخطة مع الملثمين أنفسهم.
الأكثر من هذا وذاك وإيغالاً بالشفافية إلى ما وراء حدودها القصوى، أصبح لكل وزارة من وزارات التحاصص، ناطق رسمي وقناة فضائية. نواطق شفافة جداً. لكنها لا تنطق بشؤون وشجون ملثميها الذين تمثلهم، بل تبوح بأسرار الحكومة ومؤسساتها الأمنية. كل يوم يطل علينا أحدهم، بعد البسملة والتحوقل والتعوذ من الشيطان والإتكال على الله - بالمناسبة كلهم يبسملون ويحوقلون ويتكلون على الله باستثناء نواطق قوات الإحتلال- يبدأ السيد الناطق باستعراض تفاصيل الخطة، أماكن الهجوم الأول والثاني والثالث، عديد القوات المهاجمة لكل قاطع مع هامش أصر كل نواطق الشفافية على عدم نسيانه وكأنه مسك الختام، هامش يأتي بعد مفردة (لكن) الخطيرة. يقول الهامش: لكن، قواتنا يا أخوان ليست بكامل الجهوزية بعد، ثم أننا لا نستهدف القضاء على الإرهاب كلياً.. بل التخفيف منه.. وكل شيء بإذن الله..
والآن هل هناك شفافية في العالم كله شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، أرق وأخف وأحلى من شفافيتنا..!؟




#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنتنا مع سارق الأكفان وولده
- أخيراً.. أحدهم قد خجل
- بيروكوست وحكايات صدام حسين
- فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
- كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
- إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
- عن حكمة إله الدماء...!!؟
- لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
- تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم
- محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - من اللثام إلى الشفافية