الساراسين والصعاليك ...الجزء الأخير
عبد الحسين سلمان عاتي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 14:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وَمُستَبسِلٍ ضافي القَميصِ ضَمَمتُهُ
بِأَزرَقَ لا نِكسٍ وَلا مُتَعَوَجِ
عَليهِ نَسارِيٌّ عَلى خوطِ نَبعَةٍ
وَفوقٍ كَعُرقوبِ القَطاةِ مُدَحرَجِ
وَقارَبتُ مِن كَفَّيَّ ثُمَّ نَزَعتُها
بِنَزعٍ إِذا ما اِستُكرِهَ النَزعُ مُحلِجِ
فَصاحَت بِكَفَّيَّ صَيحَةً ثُمَّ راجَعَت
أَنينَ المَريضِ ذي الجِراحِ المُشَجَّجِ........الشنفرى
ضرب أبي ذر من بعض المكيين
قريش لا تضرب من يترك دينهم وضرْب أبي ذر هو لتحرشه بالمرأة“رأى امرأة تطوف بالبيت وتدعو تقول أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا وكذا ثم قالت في آخر ذلك يا إساف ويا نائلة. قال أبو ذر أنكحي أحدهما صاحبه… فجاء فتية من قريش فضربوه وجاء ناس من بني بكر فنصروه وقالوا ما لصاحبنا يضرب وتتركون صباتكم فتحاجزوا فيما بينهم… فخرج حتى أقام بعُسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها.
صيغة أخرى بسبب استفزاز المصلين في مسجدهم :فخرج حتى أتى المسجد فنادى باعلى صوته اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام فضربوه.
أقام أبو ذر في عسفان يعترض قوافل قريش.
إسلام قبيلة غفار
أما الباقين من أعضاء القبيلة، فانهم قد أجّلوا دخولهم الاسلام الى أن يروا هل وعد محمد في الهجرة واعلان حرب سوف يتحقق. فلو كان الامريتعلق بالعقيدة، لأعلنوا قرارهم بقبولها او رفضها. ولكن الامر يتعلق بخطة وبرنامج صفقة كبيرة يترأسها محمد، وهي مهاجمة القبائل والمدن وسلب ثرواتها ونسائها وبناتها واستعباد اطفالها. فكانوا كقراصنة فرحين بمثل ذلك البرنامج والمشاركة فيه، وغير مستعدين لرفضه. ولكن كانوا يودون أن يروا نجاح محمد في تطبيق بنودها الاولى: وهي حصوله على قبائل اخرى قوية تسانده في الخطة ثم هجرته.
قبيلة غفار تأتي لمحمد مع قبيلة أسلم وتخدع أسلم وتسبيها.
”وفدت غفار وأسلم إلى النبي صلعم فلما صاروا في الطريق قالت غفار لأسلم: انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار فلم تنزل، فسبوهم“..
فهي في إسلامها تستمر تسبي القبائل بقدر ما تحين لها الفرصة،
وليس لها اي دين او تقوى. وما اسلامها الا لزيادة فرص السبي
القبائل التي تبعت محمد معروفة بالصعلكة
أن الأقرع بن حابس قال للنبي : ”إنما بايعك سراق الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة
الأقرع بن حابس: من تميم من فرع من أشهر بني مجاشع أعلن إسلامه وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة، ولما كان يوم حنين أعطى محمد الأقرع بن حابس مائة من الإبل يتألفه. استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب هو، والجيش. المرجع: الإصابة في تمييز الصحابة.
ان الصعاليك والقبائل ذات الصفات الصعلوكية في سرقة الحجاج والتربص بالقوافل هي التي آزرت محمد وصارت تحاصر قوافل قريش.
انضمام الصعاليك لمحمد في مكة مثل ابو بصير واللحاق به من كل من أسلم من الصعاليك
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ، يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، حَتَّى كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم … قَالَ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلاَ يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لأَجَبْتُكَ. قَالَ وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ، وَقَالَ لَهُ أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. فَقَالَ أي غُدَرُ، أَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتِكَ وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” أَمَّا الإِسْلاَمَ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَىْءٍ ”. … ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ ـ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ـ وَهْوَ مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلاَنُ جَيِّدًا. فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ فَقَالَ أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ ثُمَّ جَرَّبْتُ. فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ، وَفَرَّ الآخَرُ، حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ ” لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا ”. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ ثُمَّ أَنْجَانِي اللَّهُ مِنْهُمْ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ ”. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ. قَالَ وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لاَ يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلاَّ لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ، فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّأْمِ إِلاَّ اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُنَاشِدُهُ بِاللَّهِ وَالرَّحِمِ لَمَّا أَرْسَلَ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهْوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} حَتَّى بَلَغَ {الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ......صحيح البخاري – كتاب الشروط – باب الشُّرُوطِ فِي الْجِهَادِ وَالْمُصَالَحَةِ – حديث رقم 2731-2732
صعاليك جبل تهامة
المصدر: كتاب الطبقات الكبرى – ابن سعد – ذكر بعثة رسول الله الرسل إلى الملوك
ولكي يستغل محمد قوة صعاليك تهامة. كتب لهم كما يذكر لنا ابن سعد في طبقاته فيقول: وكتب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لجماع كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة ومزينة والحكم والقارة (أي الأفارقة) ومن اتبعهم من العبيد. فلما ظهر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -وفد منهم وفد على النبي – صلى الله عليه وسلم – فكتب لهم رسول الله. ص: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء إنهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فعبدهم حر ومولاهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم وما كان لهم من دين في الناس رد إليهم ولا ظلم عليهم ولا عدوان وإن لهم على ذلك ذمة الله وذمة محمد والسلام عليكم.
صعاليك صاروا قادة مسلمين
1. أبو ذر الغفاري
2. سارية بن زنيم الدئلي
سارية بن زنيم الدئلي الكناني صحابي مخضرم شهد الجاهلية والإسلام واشتهر بحادثة نداء عمر بن الخطاب لهُ من المدينة قائلا: يا سارية الجبل بينما كان سارية يقود جيشا للمسلمين في بلاد فارس فوصل لهُ صوت الخليفة عمر بن الخطاب من المدينة وهو ببلاد فارس فانحاز إلى جبل فكان لهم الانتصار على الجيش الفارسي
أبرز شعراء الصعاليك
شِظاظ الضبي التميمي
أبو خراش الهذلي
السليك بن سلكة
الشنفرى الأزدي
٥ عروة بن الورد
قيس الخزاعي
ثابت بن جابر "تأبط شرًا
مرة بن خليف الفهمي
حاجز بن عوف الأزدي
الأحيمر السعدي
المصادر
ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع،
ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء الثالث،
https://nihaiatulislam.wordpress.com//
جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، الجزء التاسع
الاغاني لالصفهاني الجزء الأول و السادس، و الثامن