مسلسل انتفاضة تشرين ثقافة التظاهر وثقافة الاستبداد - الحلقة الخامسة
قاسم حسين صالح
الحوار المتمدن
-
العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 12:01
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مسلسل انتفاضة تشرين
الحلقة (الخامسة)
ثقافة التظاهر و ثقافة الأستبداد
د. قاسم حسين صاح
تنويه
( أن تكتب عن حدث تاريخي وأنت في مكتبك،
غير ما تكتب عنه وانت تعيشه ميدانيا)
تثبت الأحداث ان تظاهرات (تشرين/اكتوبر2019) في العراق، وتظاهرات (ايلول – تشرين/اكتوبر 2022) في ايران، أن الحكّام في البلدين تتحكم بهم ثقافة الأستبداد في تعاملهم مع المتظاهرين، فيما التظاهر بوصف خبراء السياسة يعدّ سلوكا حضاريا سلميا يمارسه مواطنو البلدان الديمقراطية..يحصل حين تخرج الحكومة او السلطات عن القانون او تتلكأ في تنفيذ فقراته،ليردعها ويجبرها على الالتزام بالقانون والدستور، وهو (احتجاج جمعي) لأفراد من طبقات وفئات اجتماعية متنوعة تشعر بالمظلومية وعدم العدالة الاجتماعية،بوصف علماء النفس والأجتماع.
وحديثا توصل العلماء المعنيون بدراسة سلوك الاحتجاج السياسي في الصين ودول اخرى الى ان السبب الرئيس لقيام الناس بالتظاهر ناجم عن الشعور بالحيف والحرمان والمظلومية وهدر لكرامة الانسان والآحساس باللامعنى والاغتراب،والشعور باليأس من اصلاح حال كانوا قد طالبوا بتغييره نحو الأفضل وما استجابت الجهة المسؤولة لمطالبهم. ونضيف لما قالوا أنه يؤدي الى قهر وضغوط نفسية تتجاوز حدود القدرة على تحمّلها.
من 2011 الى 2022
تجسدت ثقافة الأستبداد من يوم ارسلت حكومة المالكي أحد (مناضليها) في (شباط 2011).ومع انه لا يراد من القوى الأمنية ان تتضامن مع محتجين مستلبين مطحونين في فعل سلمي يتظاهرون من اجل احقاق حق يخص شعبا ووطنا..فان ما قامت به من تصرفات في (17 و 20 تشرين الثاني 2015) بالاعتداء على المتظاهرين بالضرب والكلام البذيء واعتقال اكثر من (25) منهم ما اساءوا لأحد،والطلب منهم التوقيع على تعهد بعدم المشاركة في التظاهرات،وما تعرض له اھالي قضاء المدينة بمحافظة البصرة في اثناء قيامهم بداية تموز(2018) بتظاھرة سلمية مجازة رسميا،وقيام قوات الامن بالتصدي العنيف للمتظاھرين بإطلاق النار بالرصاص الحي بشكل عشوائي نجم عنه استشهاد الشاب (سعدي يعقوب المنصوري) وجرح ثلاثة متظاھرين..يؤكد مجددا بأن السلطة لم تتخلص من ثقافة الاستبداد بخصوص سلوك الاحتجاج السياسي التي يفترض فيها ان تستبدلها بثقافة الزمن الديمقراطي.ولم تفهم بعد ان الاحتجاج ليس تمرّدا على السلطة،ولا يهدف الى اسقاطها،وانه ينبغي ان تتحول ثقافتها في الزمن الديمقراطي الى حماية المحتجين والحفاظ على سلامتهم ورصد المندسين والمجرمين الذين يستغلون المناسبة لنهب ممتلكات المواطنين ومؤسسات الدولة.
الأستبداد..يستهدف محافظات الجنوب
توثيقا لما حدث فقد تم اغلاق ميناء أم قصر في( 13 تموز 2018) من قبل المتظاهرين،وأغلقوا ايضا منفذ سفوان الحدودي،ووصل متظاهرو البصرة الى بوابات فندق شيراتون الدولي بمركز المدينة،واطلقت القوات الأمنية الرصاص على متظاهرين في غرب القرنة،وقامت قوات امن ذي قار بفتح خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا أمام بيت المحافظ،وتظاهر المئات وسط مدينة النجف واقتحم آخرون مطارها احتجاجا على تردي الخدمات استشهد منهم مواطنان شابان. وشهدت ميسان تظاهرات قتل فيها شخص واصيب( 18 )ناجمة عن اطلاق ناري اغلبهم من القوات الأمنية بحسب مدير صحة ميسان،فيما قام آخرون بقطع الطريق الرابط بين ميسان والبصرة،وأطلقت القوات الأمنية النار لتفريق متظاهرين أمام مبنى محافظة ميسان.
شهداء انتفاضة تشرين/اكتوبر 2019
وفي الديوانية،اقتحم متظاهرون مبنى الحكومة المحلية،فيما استشهد ثلاثة مواطنين في تظاهرات مدينة السماوة.وفي(14 تموز2018)اعلن رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي(الشخصية التسويفية) الحالة القصوى ودرجة الأنذار(جيم) واعلان حالة التأهب الأمني في محافظات العراق كافة..وعصر اليوم ذاته،تم ايقاف عمل الانترنت،ونشاط التواصل عبر الفيسبوك بشكل خاص.
*