كتاب جديد عن المرشدية - دعوة للمساهمة
سامي الذيب
الحوار المتمدن
-
العدد: 8449 - 2025 / 8 / 29 - 10:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كل كتاباتي تبدأ من سؤال وهدفها محاولة الإجابة عليه. ولذلك ألجأ للكتابة التي أراها أفضل سبيل للتعلم لأنها تفرض البحث عن المصادر وترتيب الأفكار وربطها ببعضها البعض في إطار نص مكتوب لتكوين رؤيا شاملة عن الموضوع. هذا هو الهدف الأول. والهدف الثاني هو اشراك الآخرين بما توصلت له من معلومات.
كمسك ختام لما سطرته منذ بداية عهدي بالكتابة
(أنظر كتبي ومقالاتي في موقعي https://www.sami-aldeeb.com/)
كنت قاصدًا عمل كتاب حول "النبوة والأنبياء في التاريخ" حال انتهائي من ترجمتي المحدثة للقرآن بالتسلسل التاريخي باللغة الفرنسية والإنكليزية والإيطالية، وطبعتي العربية للقرآن. ولكن بعدما أن انتهيت من هذه المهمة ونشرت الترجمات الثلاث المحدثة في موقع أمازون ونشرتها مجانًا في صفحتي في موقع أكاديميا مع الطبعة العربية
(متوفرة مجانًًا من هذا الرابط https://independent.academia.edu/samialdeeb/Coran Sami Aldeeb)
قررت إستبدال كتاب "النبوة والانبياء في التاريخ" بكتاب عن "الديانة المرشدية: بداياتها ومبادئها وشعائرها ومستقبلها". فلماذا هذا التحول؟
اكتشفت من خلال حلقاتي في قناتي
صندوق العجائب https://www.youtube.com/user/samialdeeb
أمرًا كنت أجهله تمامًا، وهو نشوء ديانة جديدة في القرن الماضي في سوريا ينتمي لها ما بين ثلاث مئة ألف إلى نصف مليون سوري في سوريا وخارجها. عندنا إذن على أرض الواقع تطبيق عملي لنشوء النبوة والأنبياء من خلال هذه الديانة الجديدة التي يُطلق عليها أتباعها "الديانة المرشدية".
ففي تاريخ 19 يناير 2023 استضفت في قناتي الدكتور محمد علي عبد الجليل الذي قدم لنا حلقة عنونها "تعريف بالديانة المرشدية". وكانت هذه أول مرة اسمع فيها عن هذه الديانة السورية المنشأ والتي تكاد لا تعرف خارج سوريا.
وفي 25 مارس 2025 تواصلت معي سيدة تنتمي لهذه الديانة تعيش خارج سوريا وأرادت أن تقدم مجددا ديانتها في قناتي. فرحَّبت بها، ولكنها طلبت مني بعد بث الحلقة حجبها لأسأب أمنية رغم أنها تدخلت باسم مستعار ودون إظهار صورتها. واستضفت بعدها آخرون من طائفتها كلهم شددوا على ضرورة عدم ذكر اسمائهم الحقيقية وعدم إظهار وجوههم، وبعضهم طلبوا أيضا حجب حلقاتهم بعد بثها. وكان هذا مؤشر واضح بأن هناك طائفة تعيش في جو من الخوف في سوريا. فغدت لدي القناعة بضرورة الكتابة عن هذه الديانة لدوافع إنسانية، خاصة أننا أبناء منطقة جغرافية واحدة تستلزم التعرف على بعضنا البعض وحماية بعضنا البعض. والمثل يقول: الإنسان عدو ما يجهل. والقرآن يقول: يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير (الحجرات: 13).
فكم يغيظني سماع بعض المسلمين المتزمتين الذين يعتقدون أن الله لم يهد سواهم ويتوعدون أتباع هذه الديانة بالإبادة مثلهم مثل الدروز والعلويين والنصيريين والإسماعيليين والشيعة والإزيديين وغيرهم، يريدون فرض معتقداتهم عليهم وكأنهم وكلاء الله على الأرض، والله منهم براء. وقد قام فعلًا بعض هؤلاء المتزمتين بالتعدي على مرشديين وقتلهم وسبي نسائهم ومصادرة وتدمير ممتلكاتهم أمام سكوت السلطات الحاكمة السورية التي فرضت نفسها على البلاد بدعم من إسرائيل والدول الغربية وأدخلت في سوريا عصابات إرهابية من كل حدب وصوب وجنّستهم ومكَّنت لهم، محوِّلة هكذا سوريا إلى بلد لا يأمن أحد فيها على نفسه وعرضه وماله. وفي هذه الكتاب سوف أستعرض آراء المتزمتين ورد اتباع المرشدية والطوائف الدينية الأخرى عليهم. وللعلم تم شنق إمامهم المؤسس سلمان المرشد في دمشق في 16 ديسمبر 1946، واغتيل ابنه الذي خلفه مجيب سلمان المرشد في 27 نوفمبر 1952، وخلف هذا الأخير أخوه ساجي سلمان المرشد الذي تم أتضطهاده من قِبَل السلطات السورية، وقد توفى بسبب المرض في 23 أكتوبر 1998 دون أن يُعيِّن خلفًا له، فبقيت الطائفة المرشدية دون إمام.
وقد تبين لي من اللقاءات التي عقدتها مع بعض المرشديين بأن لهم معتقداتهم وطقوسهم الخاصة بهم مما يطرح موضوع انتمائهم للديانة الإسلامية كما يقول بعضهم لأسباب واضحة. ولذا لا بد من تحديد نقاط الاتفاق والاختلاف في العقائد والشعائر بين اتباع الديانة المرشدية وأتباع الديانة الإسلامية بشقيها الرئيسيين أي الشيعة والسنة، وما علاقتهم بالديانة العلوية التي انشقوا عنها. كما لا بد من التعرض لموقفهم من القرآن والسنة الذين يعتبران المصدران الأول والثاني للديانة الإسلامية. كما سألقي الضوء على معتقداتهم فيما يخص الموت والآخرة والتقمص والبعث.
كما تبين لي بأن ليس لديهم سلطة دينية بعد "غيبة" آخر إمام لهم ساجي سلمان المرشد دون تعيين خلف له. فكيف يتم حل خلافاتهم العقائدية بينهم إن وجدت، وهل هناك كتب دينية يحتكمون إليها، وما هي القوانين والمحاكم التي تحكم علاقاتهم العائلية وما هي مكانة المرأة عندهم؟
ولا بد من وقفة حول نظرتهم للديانات الأخرى ونظرة الديانات الأخرى لهم. وما هي علاقاتهم بالدولة والوطن؟ وكيف يتم تسجيل انتمائهم في أوراقهم الثبوتية؟ وهل الديانة المرشدية تبشيرية؟ وهل لديها حد الردة كما في الإسلام لمن يخرج عنها؟ وهل تُعلََّّم مبادئ ديانتهم في المدارس أم تفرض عليهم التعاليم الإسلامية؟
هذه أسئلة وغيرها أحاول الرد عليها في هذا الكتاب.
.
دعوة للمساهمة
---------------
وضعت مقدمة هذا الكتاب والمواضيع التي سوف أقوم ببحثها والمصادر العربية والغربية التي توصلت لها في هذا الرابط
https://www.academia.edu/143534121
أرجو من القرَّاء ومن يهمه موضوع هذا الكتاب من الطائفة المرشدية وخارجها التواصل معي لمدِّي بمزيد من المعلومات والمساهمة في كتابته
على الواتسأب وعنواني الإلكتروني
whatsapp 0041789246196