في الحياة ما يستحق الحياة 25


عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن - العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 14:51
المحور: سيرة ذاتية     

للتاريخ فبعد تعييني في دوار لعزيب بمديرية تزنيت في شروط مزرية اضطررت فيها لمقاومة كل عوامل القهر الاجتماعي والبيءي وشح الإمكانيات حتى من الماء والحاجيات البيولوجية للاستمرار بالحياة وإعالة إم أرملة وإخوة ليس لهم من سند غيري بعد أن غادرت مضطرا تعليمي الجامعي .وفي أحد العطل البينية ارتأيت أن أمددها ليومين معللا ذلك بشهادة طبية أرسلتها للسيد مدير المدرسة التي كنت أزاول بها عملي .وعندما التحقت أخبرني بأنه لم يتوصل بها وأنه اضطر لإخبار المديرية بذلك .تسمرت من جراء ما يمكن ن يترتب عن ذلك من توقيف لراتبي خصوصا وأن إخوتي ووالدتي محتاجون لتلك القطرة التي تمثل لهم مصل الاستمرار في الحياة بكرامة خصوصا وأنهم كلهم كانوا صغارا ومحتاجون للرعاية في أبسط وسائل العيش . فضلا عن مساعدة اختي الكبرى وابناؤها اليتامى الصغار-وان تنكروا فما بعد لكل تلك التضحيات على مدى عقود- ...... ولما شرحت للسيد أحمد حميتي - أطال الله في عمره ورزقه الصحة والعافية إن كان لازال على قيد الحياة - وضعيتي تعاطف معي من باب المسؤولية وتحرك بثقله الاجتماعي والأخلاقي والتربوي والعلائقي لإنقاذ الموقف وتمتيعي بمباشرة مسطرة تبرير الغياب والإدلاء بما يبرره .في حين هناك من المسؤولين في مديريات التعليم من النيابة إلى الوزارة يوظفون ويرسمون ويرقون وينقلون من شاءوا ويفصلون ويرمون المغلوبين على أمرهم غير أصحاب النفوذ واللعاقة إلى جهنم الفرعيات في الفيافي مع انعدام أبسط مقومات الحياة في المغرب المنسي والمقهور يتغول فيه رؤساء المصالح والمدراء والمفتشين بالزرود وتبادل المصالح والولاءم اضافى الى "الزرقلاف" في المذكرات اليومية ..... .
فالسياسة التعليمية تطغى عليها الظاهرة القليشية منذ الاستقلال الشكلي ومنذ تسليم الوزارة إلى حزب الاستقلال. وما يطفو على السطح الآن ما هو إلا تجلي وتحصيل حاصل مع بعض الاستثناءات تلزمنا بالإقرار والاعتراف بتواجد الشرفاء من المسؤولين وإن نذروا .
ومع فاجعة المساهمة في إزهاق روح أستاذ في مقتبل العمر ألم يوجد قلب رحيم وضمير حي سعى لمساعدته خصوصا وهو لازال في بداية الطريق وهو ما يلزم المسؤولين تشريعيا وتربويا وإنسانيا .......الوقوف إلى جنبه ومساعدته كمتدرب لاكتساب خبرة تؤهله لشق طرق النجاح من أجل خير هذا المجتمع ورقيه التربوي والحضاري . أم أن العقلية اللاوطنية المتحجرة القاسية . حيث تطغى قيم "قولو العام زين جراو علينا من لوزين " والتصفيق لمن يدفع وغيره تنحيته و"ما فيه نفع غير ادفع" والتي لاترى مستقبل البلد إلا من خلال الذات وملء الجيوب ونهب المطاعم المدرسية وابرام الصفقات الوهمية وصياغة برامج "خوي خيشة في خيشة إطيح النقب للفروج" ورفوف المجلس الأعلى للحسابات بل والمحاكم تشهد على فيض الفساد من خلال فضاءح برامج "الاستعجالي " والعتاد الديداكتيكي و"جيني وجنيك وعمر الجيب وهنا ليك " وصفقات مايكروسوفت وما سمي ب"الميثاق الوطني للتربية والتعليم " وغير ذلك من التسميات . فقديما كان العرب حين يريدون أكل نبات معين يخلقون له تسمية مثل الحميضة والعسلوج والخبيزة .......فهل يمكن"إصلاح ما أفسده الدهر" في غياب إرادة وطنية حقيقية تقطع مع كل أصناف التبعية والفساد الإداري....!!!!!!!