في الحياة ما يستحق الذكرى22
عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 17:53
المحور:
سيرة ذاتية
من حفريات التدريس في مغرب البؤس
في أواسط الثمانينات من القرن الماضي وفي فرعية الورارقة حيث البؤس يمشي على رجليه . ومع ذلك وبمعية الزملاء - "المنفيين" إما بسبب شغبهم النضالي أو لأنهم يفتقرون إلى عملة "باك صاحبي" أو بإحدى مشتقاتهما - استطعنا تشكيل فريق تربوي جعل من تلك القلعة . التي لاتحمل من المدرسة إلا ألاسم . وهي المتاخمة لغابة قبائل "السماعلة". حيث تنعدم كل اسباب الحياة الكريمة وابسط شروط التعليم. منارة للتحدي . فريق يحركه الحس الوطني لإعطاء تلك المدرسة نفحة انسانية تعليمية تعج بالحياة المدرسية من ابسط الاشياء حيث كنا نعمل بدون أدنى شرط للحياة الكريمة كأساتذة وتلاميذ .لاماء ولا كهرباء ولا أمن ولا سور ولا طريق ولا وسيلة نقل .......ولا حتى أحقر مكان لقضاء الحاجة البيولوجية . نعمل في أكواخ الأميونت "أقسام الموت" في قيض الصيف وزمهرير الشتاء ومع ذلك تحدينا كل هده الظروف لإعطاء ذلك المكان المقفر نفحة من الحيوية والحياة واسسنا جسرا للعبور من درجة الصفر إلى المتواليات الحسابية لانتشال البعض من تلك الناشئة نسبيا من مثلث الفقر والجهل والحكرة.و"شعطيط" صديقنا و مساعدنا من أبناء الدوار المجاور . يمثل ذلك الإنسان الطيب البسيط في أدنى درجات السلم الاجتماعي والذي يعكس بساطة الانسان البدوي وكرمه وطيبوبته في المغرب المحكور المهمش المضطهد والذي يسموه ظلما وتبخيسا وتحقيرا ب"المغرب غير النافع".وهي تسمية قدحية استعمارية لازالت تجد مفعولها حتى الآن.