سورة العنكبوت...الآية 29


عبد الحسين سلمان عاتي
الحوار المتمدن - العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين


تم أختيار مجموعة متفرقة من مختلف مدارس التفاسير , لتفسير , و تأتون في ناديكم المنكر ,

تفسير الطبري
يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل لوط لقومه { أئِنَّكُمْ } أيها القوم { لَتأْتُونَ الرّجالَ } فـي أدبـارهم { وَتَقْطَعُونَ السَّبِـيـلَ } يقول: وتقطعون الـمسافرين علـيكم بفعلكم الـخبـيث، وذلك أنهم فـيـما ذُكر عَنْهم كانوا يفعلون ذلك بـمن مرّ علـيهم من الـمسافرين، من ورد بلادهم من الغربـاء. ذكر من قال ذلك: حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله { وَتَقْطَعُونَ السَّبِـيـلَ } قال: السبـيـل: الطريق. الـمسافر إذا مرّ بهم، وهو ابن السبـيـل قَطَعوا به، وعملوا به ذلك العمل الـخبـيث. وقوله: { وَتأتُونَ فِـي نادِيكُمُ الـمُنْكَرَ } اختلف أهل التأويـل فـي الـمنكر الذي عناه الله، الذي كان هؤلاء القوم يأتونه فـي ناديهم، فقال بعضهم: كان ذلك أنهم كانوا يتضارطُون فـي مـجالسهم. ذكر من قال ذلك: حدثنـي عبد الرحمن بن الأسود، قال: ثنا مـحمد بن ربـيعة، قال: ثنا رَوْح بن عُطيفة الثقـفـيّ، عن عمرو بن مصعب، عن عروة بن الزبـير، عن عائشة، فـي قوله { وتَأْتُونَ فِـي نادِيكُمُ الـمُنْكَرَ } قال: الضراط. وقال آخرون: بل كان ذلك أنهم كانوا يخذفون من مر بهم.

* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ)
و { ٱلْمُنْكَرَ } عن ابن عباس رضي الله عنهما هو الخذف بالحصى، والرمي بالبنادق، والفرقعة، ومضغ العلك، والسواك بين الناس، وحل الأزرار، والسباب، والفحش في المزاح.


تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
{ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ }. وقالت عائشة وابن عباس والقاسم ابن أبي بَزّة والقاسم بن محمد: إنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم. وقال منصور عن مجاهد كانوا يأتون الرجال في مجالسهم وبعضهم يرى بعضاً. وعن مجاهد: كان من أمرهم لعب الحمام وتطريف الأصابع بالحناء والصفير والخذف ونبذ الحياء في جميع أمورهم. قال ابن عطية: وقد توجد هذه الأمور في بعض عصاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالتناهي واجب. قال مكحول: في هذه الأمة عشرة من أخلاق قوم لوط: مضغ العلك، وتطريف الأصابع بالحنّاء، وحلّ الإزار، وتنقيض الأصابع، والعمامة التي تلف حول الرأس، والتشابك، ورمي الجُلاهِق، والصفير والخذف، واللوطية. وعن ابن عباس قال: إن قوم لوط كانت فيهم ذنوب غير الفاحشة، منها أنهم يتظالمون فيما بينهم، ويشتم بعضهم بعضاً، ويتضارطون في مجالسهم، ويخذفون ويلعبون بالنَّرْد والشِّطْرَنج، ويلبسون المصبغات، ويتناقرون بالديكة، ويتناطحون بالكباش، ويُطرِّفون أصابعهم بالحنّاء، وتتشبه الرجال بلباس النساء والنساء بلباس الرجال، ويضربون المكوس على كل عابر، ومع

تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ)

{ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } النادي والنديّ والمنتدى مجلس القوم ومتحدّثهم. واختلف في المنكر الذي كانوا يأتونه فيه فقيل كانوا يحذفون الناس بالحصباء، ويستخفون بالغريب. وقيل كانوا يتضارطون في مجالسهم، وقيل كانوا يأتون الرجال في مجالسهم وبعضهم يرى بعضاً، وقيل كانوا يلعبون بالحمام. وقيل كانوا يخضبون أصابعهم بالحناء. وقيل كانوا يناقرون بين الديكة، ويناطحون بين الكباش. وقيل يلعبون بالنرد والشطرنج ويلبسون المصبغات، ولا مانع من أنهم كانوا يفعلون جميع هذه المنكرات


تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ)

ويروي أنهم كانوا يجلسون في مجالسهم، وعند كل رجل منهم قصعة فيها حصى فإذا مرّ بهم عابر سبيل حذفوه فأيهم أصابه كان أولى به. وقيل: إنه كان يأخذ ما معه وينكحه ويغرمه ثلاثة دراهم، ولهم قاضٍ بذلك. وقال القاسم بن محمد: كانوا يتضارطون في مجالسهم. وقال مجاهد: كان يجامع بعضهم بعضاً في مجالسهم. وعن عبد الله بن سلام قال: كان يبزق بعضهم على بعض. وعن مكحول قال: كان من أخلاق قوم لوط مضغ العلك وتطريف الأصابع بالحناء، وحل الإِزار، والصفير، والحذف، واللوطية،

تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ)
وبإتيانهم المنكر في ناديهم - والنادي هو المجلس الذي يجتمعون فيه ولا يسمى نادياً إلا إذا كان فيه أهله - الإِتيان بالفحشاء أو بمقدّماتها الشنيعة بمرأى من الجماعة. وقيل المراد بقطع السبيل قطع سبيل المارّة بديارهم فإنهم كانوا يفعلون هذا الفعل بالمجتازين من ديارهم وكانوا يرمون ابن السبيل بالحجارة بالخذف فأيّهم أصابه كان أولى به فيأخذون ماله وينكحونه ويغرمونه ثلاثة دراهم وكان لهم قاض يقضي بذلك وقيل بل كانوا يقطعون الطرق .