![]() |
غلق |
![]() |
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: زهير الخويلدي |
النضال الفكري والأدبي عند ادوارد سعيد ومحمود درويش
تكونت رفقة نضالية وصداقة شعرية بين ادوارد سعيد ومحمود درويش عبر خوضهما تجربة سياسية مشتركة ولقد تمتع المثقفان بصداقة رائعة امتدت لثلاثين عامًا، اتحدا خلالها في النضال من أجل الاستقلال في وطنهما فلسطين. كان إدوارد سعيد ومحمود درويش من أهم رواد المؤسسة الثقافية الفلسطينية. نشأت صداقة مميزة بين سعيد، الأكاديمي المعروف، ودرويش، أحد أبرز شعراء جيله الفلسطينيين، بعد لقائهما الأول. كان للشاعرين تاريخٌ مشترك، فقد هُجّرا من ديارهما خلال النكبة، ورفعا الصوت الفلسطيني في الشتات طوال حياتهما. غادر سعيد مسقط رأسه القدس الغربية إلى المنفى في القاهرة، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بينما دُمّرت قرية درويش، مسقط رأسه البروة في الجليل الأعلى، على يد قوات الاحتلال الصهيوني. أمضى درويش حياته متنقلاً بين عواصم عربية مختلفة، منها القاهرة وتونس، قبل أن يستقر في باريس. في عام ١٩٧٤، التقى سعيد ودرويش لأول مرة في نيويورك. كان كلاهما يُقدّر المثقفين، وأصبحا سفيرين ثقافيين لمنظمة التحرير الفلسطينية. صاغ الاثنان خطاب ياسر عرفات التاريخي عام ١٩٧٤ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كتب درويش الخطاب بالعربية، وصاغ سعيد ترجمته الإنجليزية الرسمية. برزت مؤهلات كاتبي الخطاب الشعرية عندما أعلن الزعيم الفلسطيني للعالم: "جئتُ حاملاً غصن زيتون في يدي، وبندقية المناضل في الأخرى". أخيرًا، شعر المثقفان بخيبة أمل تجاه القيادة السياسية الفلسطينية خلال توقيع منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاقيات أوسلو عام ١٩٩٣، حيث أعلن درويش أن الاتفاقية تُمثل نهاية المؤسسة السياسية الفلسطينية، بينما وصفها سعيد بـ"فرساي فلسطين". أصبح درويش لاحقًا رئيس تحرير مجلة "الكرمل" الأدبية والثقافية القبرصية، حيث كان سعيد ينشر مقالاته الأكاديمية وتعليقاته باستمرار. في عام ٢٠٠٣، توفي سعيد بعد صراع طويل مع سرطان الدم. رثى درويش حياة صديقه القديم، ونضاله من أجل الحرية الثقافية، وهويتهما المشتركة كمهاجرين فلسطينيين في قصيدته "طباق".
|
|
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |