استحالة إجراء انتخابات حرة نزيهة في بلد مستباح فاقد للاستقلال والسيادة الوطنية: سقوط انتخابات مجالس الحرامية مثالاً


حزب اليسار العراقي
الحوار المتمدن - العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

منذ سقوط النظام البعثي الفاشي في 9 نيسان 2003 واحتلال للعراق على يد أسياده الأمريكان والإتيان بحيتان ومليشيات العمالة في منظومة تدميرية لصوصية للسيطرة على الشارع العراقي والمحافظة على النهب الأمريكي المنظم للنفط العراقي، والتي فرخت عشرات المليشيات والمافيات غالبية قادتها من خريجي سجن بوكا الأمريكي، والعراق بلد مستباح .

وقد مَرَّ العام 2023 على وطننا وشعبنا مستكملاً عشرين عاماً من الغزو والاحتلال الإمبريالي الأمريكي العسكري المباشر بمجلس حكمه العميل وحكوماته الفاسدة وبضحاياه ودماره ونهبه .
والاحتلال التعاقدي المكبل لسيادة العراق بمعاهدة استعمارية تحت عنوان تضليلي ( إتفاقية الإطار الاستراتيجى) التي تمنح سيطرة الإمبريالية الأمريكية على الأجواء العراقية وإقامة القواعد العسكرية تحت عنوان " الخبراء والمدربين " بما فيها قواعد عين الأسد والحرير ومطار بغداد الدولي ومطار المثنى ومطار أربيل . هذا ناهيكم عن سيطرة الشركات الصهيونية متخفية بالشركات الأمنية الأمريكية والبريطانية على جميع مفاصل المنشأت الاستراتيجية العراقية ..والتحكم بالنفط العراقي استخراجاً وتسويقاً وعائداتً ماليةً ..

فقد قامت سلطة الاحتلال الأمريكي بتشكيل نظام اقتصادي في العراق يحافظ على سيطرتها ونهبها على المستوى البنيوي. يكون فيه البنك الفيدرالي الأمريكي الجهة المتحكمة بعائدات مبيعات النفط العراقي، وبالضغط على الحكومات العراقية من خلال موردها المالي الوحيد ( النفط) في تشكيل طبيعة موازنتها وسعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار. والحفاظ على مركزية الدولار في عملية شراء النفط ومنع العراق من التعامل بالعملات المحلية مع روسيا والصين خاصة ودول البريكس عامة .

والتحكم بحركة الأموال العراقية من حيث توقيت خروجها من البنك الفيدرالي الأمريكي إلى العراق، واستغلال تراكم الأموال العراقية في البنوك الأمريكية عبر ترتيب عقود اقتراض الشركات الأمريكية من الأموال العراقية بفائدة رمزية تكاد تكون لا تُذكر، كما يتحمل العراق تكاليف وأجور الشركات الأمريكية الناقلة للأموال العراقية من الولايات المتحدة الأمريكية الى العراق، تكاليف النقل وأجور التأمين والحماية الباهضة جداً..

 ومنذ الغزو والاحتلال حتى يومنا هذا تذهب الإيرادات النفطية العراقية الى البنك الفدرالي الأمريكي ثم تتحول الى حساب البنك المركزي العراقي على شكل دفعات بعد إرسال طلب من وزارة المالية العراقية الذي يتضمن وجهة صرف الأموال العراقية بعد تدقيق تلك الطلبات من قبل البنك الفدرالي الأمريكي والموافقة عليها خلال 20 يوماً أو رفض هذه الطلبات، وتم رفض جميع طلبات إعادة بناء شبكات الكهرباء في العراق على سبيل المثال لا الحصر .
ويتم نقل تلك الأموال الى البنك المركزي العراقي في بغداد بطائرات محملة بتلك الأموال، كل طائرة تحمل نصف مليار دولار الأمر الذي يرتب على هذه العملية أجور نقل وحماية وتامين تُدفع من الخزينة العراقية.

كما أخُتتم العام 2023 بمسرحية انتخابات مجالس الحرامية التي لاقت ذات المقاطعة الشعبية الوطنية العراقية بنسبة 86% رغم محاولات الحيتان ومليشياتهم ومفوضيتهم اللامستقلة خداع الرأي العام باحتساب نسبة المشاركة الى مجموع من يحملون البطاقة البايومترية وهم (13-15) مليون لا الى مجموع المواطنين العراقيين الذين يحق لهم التصويت ( 27) مليون .
ناهيكم عن محاولة تسويق السفاح مقتدى الغدر والنهب والدجل الأكبر كمقاطع لانتخابات مجالس الحرامية، وكأن الصراع الرئيسي في العراق هو بين ميليشيات " الإطار" ومليشيات " التيار " لا بين الشعب العراقي من جهة والمنظومة العميلة بجميع حيتانها ومليشياتها من جهة أخرى، وهو المشارك بجميع الانتخابات السابقة بنتيجة نسبتها 2% ..فينطبق على مشاركته أو مقاطعته بيت الشعر المعروف ( ما زاد حنون في الإسلام خردلة....ولا النصارى لهم شغل بحنون !!!)

نعم أن الصراع الرئيسي في بلدنا الفاقد للاستقلال والسيادة هو بين الشعب العراقي وطليعته اليسارية والوطنية التحررية وبين المنظومة العميلة بجميع حيتانها ومليشياتها وأسيادها الأمريكان، وفي هذا الإطار جاء سقوط انتخابات مجالس الحرامية بالإرادة الشعبية الوطنية العراقية كسقوط انتخاباتهم السابقة في عامي (2018-2021) وما بينهما تفجر أنتفاضة تشرين الشبابية الوطنية التحررية .

فلا يمكن إجراء انتخابات وطنية حرة وفق قوانين انتخابية عادلة وتنفيذ وإشراف ورقابة نزيهة في بلد فاقد للسيادة الوطنية مستباح يتحكم به الغازي الأمريكي والمهيمن الإيراني والتركي الإرهابي التوسعي والخليجي الغادر الجبان ..

لذلك ومن كل ما تقدم أعلاه نرى أن المهمة الوطنية التحررية الجوهرية تكمن في تفعيل الإرادة الشعبية المنتفضة والمقاطعة على أرض المعركة وعلى جميع الجبهات لإسقاط منظومة 9 نيسان 2003 العميلة المليشياوية الإرهابية الفاشية التدميرية اللصوصية الميتة سريرياً باعتراف أسياده ..وإلحاقها بالنظام البعثي الفاشي في مزبلة التاريخ، وقطع الطريق على محاولة الإمبريالية الأمريكية لاستبدال المنظومة العميلة بوجبة عملاء جدد، كما فعلت مع عميلها المقبور صدام جرذ الحفرة .

بغداد
22/12/2023