في سنين النضال الجديدة


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 01:38
المحور: الادب والفن     

في سنين النضال القديمة
كنا نحمل شارات مميزة
نعرف أن أزلام السلطة مجرد أجراء
يتعاملون بمفهوم الواجب
لم يكن هناك بغض
بين السياسي وبين رجل الشرطة
فكلاهما من بيت واحد
من شارع واحد
من واقع واحد
حتى أباح الطغاة حرية سفك الدماء
ومنحت للقتلة أوسمة الفخار
وصار شرطي المدينة جلاد باسم السلطان
عندها تكسرت أبواب البيت الواحد
وأصبحت الطرقات محفوفة بالمخاطر
لم يعد نرى وجوه بعضنا في كل صباح
حتى جدران البيوت تخاصمت
وقلنا صبرا فربما يصحو ضمير
وربما الدم يحمل بعض اليقين
وصبرنا
وصبرنا
لم يعد لدينا كثيرا من أوعية الصبر
حتى جاءت الريح الغاشمة
تحمل الغبار والدخان والموت والأنتقام
في سلة واحدة يحملها جند الرب الكافرون
لم يعد يهمنا النضال
ولا شرطة السلطان
همنا شرطة الأحتلال
الذين يرون قتل الأخوة فرض من الله
فررنا
وفررنا
وما زالت شرطة الأحتلال
تشرع لنا الحرام والحلال
وتوزع نياشين الولاء
مكتوب عليها خائن وكافر من يحب الأوطان
الموت للإنسان
والمجد لسيدنا السلطان.