زغاريد في مساء يوم حزين


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 20:26
المحور: الادب والفن     

يقولون في أحاديث العجائز
وذكريات زمن قديم
أن الزغاريد الجميلة
لا بد أنها أحلى عند المساء
منها تعلمت عصافير الشجر
أن تردد الأناشيد بعد يوم من عمل
لتنام وتستريح
وهي بلا هموم ومن غير شجن
حكاية الزغاريد إذن
رحلة عكسية عند الإنسان
من حزن مقيم في قلب الطين
الى فرح عابر يشبه خرير الماء
صوت الفرح يسافر عبر المسافات
في الزغاريد
يرسم أمواجا من حب في مخيلة الناس
كالحلم
كالحياة نفسها في عربة العمر القصيرة
لكنه اكبر من حلة العمر
ومن عمر الحلم
هكذا علمتني جدتي معنى الزغاريد.
****
في يوم من الأيام الثقيلة
الأيام التي لا تتحرك إلى عبر أعصابنا المتوترة
المتعبة
سمع زغرودة غريبة
فلا فرح بالقرب
ولا حدث أستثنائي يدعوا للمسير
صوت أحدة عجائزنا
غريب كأنه صوت سيارة أسعاف
أو عجلة حريق
لم تكن زغرودة وردية
ولا أذاني قبلت أن تسمع الصوت القديم
خرج الجميع من دهشتهم وتدلت النجوم الطالعة قبل قليل
لتعرف
ما حدث
وقد حدث
هناك نعش محمول على ظهر سيارة قادمة
من ساحات الموت اليومية
إنه الشهيد الذي غطى علم العراق كي
لا تصيبه رصاصات النازين من أصحاب العمائم العطشى للدم
إنه طالب الشهيد
الذي سافر منذ أيام وقد وعد بنتيه
ميثاق وأنصاف بكسوة العيد
لما عجز ان يعود سالما
أرسل علم الوطن كأجمل كسوة عيد
لم يكن ولا كان سعيد
ام طالب حولت فرح الموت والحزن أغنية
لتعلن أن الأرض من طبيعتها
تحب الماء والدم
وصوت الزغاريد