الخليج يكره المملكة 6


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6446 - 2019 / 12 / 24 - 22:09
المحور: الادب والفن     

تحدث الكاتب الإسرائيلي نداف شرغاي عن مسار التطبيع المرتقب بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، وما يحققه من مكاسب للطرفين (كذا)، وبشكل أكبر لتل أبيب، وقال في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، "إن التعاون المحتمل بين السعودية وإسرائيل ينطوي على مكاسب عظمى لإسرائيل بدءًا بالتجارة وانتهاءً بالتعاون الأمني" (كذا) مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي طرح مؤخرًا طريقًا بريًا سيغير وجه الشرق الأوسط (كذا). وأوضح شرغاي أن الخطة عُرضت على الجمهور قبل سنتين، ولكنها تعود الآن إلى مركز الخطاب السياسي في المنطقة مبينًا أن المسؤولين الإسرائيليين يسمون المشروع "السكة للسلام الإقليمي" (كذا)، ويستهدف الربط الاقتصادي والإستراتيجي بين السعودية ودول الخليج عبر الأردن بشبكة القطارات الإسرائيلية وميناء حيفا، لخلق مسارات رخيصة وسريعة وأكثر أمانًا بسبب "التهديد الإيراني الملموس للمسارات البحرية في الخليج الفارسي" (كذا). وذكر شرغاي أن "السعودية تعرف خطة السكة جيدًا ومؤيدة لها بشكل مبدئي، والأردن هو الآخر جزء لا يتجزأ من الرؤية في إطار صفقة القرن"، منوهًا إلى أن "قطار السهل الجديد القديم من حيفا إلى بيسان بدأ بالعمل في 2016، ومخطط للعمل شرقًا حتى معبر الحدود مع الأردن، وجنوبًا إلى معبر غلبوع-الجلمة في منطقة جنين في الضفة الغربية المحتلة، في حال موافقة الفلسطينيين". وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن "مسار القطار في المرحلة الأولى يبدأ من محافظتي إربد والزرقاء الأردنيتين وحتى الحدود الأردنية السعودية" لافتًا النظر إلى أن "السعودية أقامت نطاق شبكة سكة حديد تسمى الخط الشمالي الجنوبي، وخط المعادن، وتبدأ من حدودها مع الأردن إلى الرياض وموانئ الخليج الفارسي وبالأساس إلى داماس".


هذا وأكد الكاتب أنه من الناحية الإسرائيلية يعد ذلك ربحًا ملموسًا جدًا، ليس فقط سياسيًا وحزبيًا بل اقتصاديًا أيضًا منوهًا إلى أنه "بحساب سريع، إذا مرت ثلث التجارة السعودية عبر إسرائيل، فإن ذلك سيعطي دورة نشاط لأكثر من 300 مليار دولار سنويًا". وتابع "كذلك تستفيد السعودية من رفع مستوى التعاون الاقتصادي والأمني مع الغرب، وتطوير التعاون مع إسرائيل ضد إيران" (كذا) مشددًا على أن "البديل البري أقصر وآمن أكثر بأضعاف، فطول المسار البحري من ميناء داماس إلى البحر المتوسط عبر الخليج الفارسي والبحر الأحمر وقناة السويس هو 6 آلاف كيلومتر". وأردف "بالمقابل المسار البري عبر إسرائيل إلى ميناء حيفا هو 600 كيلو متر فقط" مشيرًا إلى أن "المخفي لا يزال أكبر من الظاهر، ولكن حتى الظاهر يعصف بالخيال، والسعودية وإسرائيل هما متزوجتان عرفيًا" بحسب وصفه.


وتطرق الكاتب الإسرائيلي إلى أن السعودية أبدت مرونة في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وذلك من خلال السماح لرحلات شركات الطيران الهندية بالمرور عبر أجوائها وصولاً إلى الدولة المحتلة، وهذا قصّر الرحلة الجوية بين الهند وتل أبيب من 7 إلى 5 ساعات. وأفاد بأن "السعودية ستسمح لعرب من إسرائيل بالعمل داخلها، ويدور الحديث عن عرب من خريجي الجامعات الإسرائيلي في مجال الطب والتخطيط والهندسة، إلى جانب عمال يدويين وأصحاب مهن أبسط" مؤكدًا "أن إسرائيل والسعودية ودول الخليج تقيم تعاونًا في مجال الأمن والاستخبارات لا سيما ضد إيران".


وختم شرغاي قائلاً "إنه في السنة القادمة وربما في الأشهر المقبلة ستنكشف أبعاد جديدة للعلاقة بين السعودية وإسرائيل" مستدركًا بقوله "رغم ذلك يصعب على محافل سياسية تصديق بأن تقام قريبًا علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية، والرياض تعترف بأنه رغم رغبتها الوطنية في ذلك، فإن العوائق لا تزال كثيرة".


عن عربي 21