أمن إسرائيل وتأمين أمريكا


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

التصور الجيوسياسي الأمريكي منذ العام 1948 يربط بين أمن إسرائيل وتأمين أمريكا، ليكون أمن إسرائيل يجب أن تكون إسرائيل قوية، وليكون تأمين أمريكا يجب أن تكون أنظمة ضعيفة غير مستقوية إلا على شعوبها، تأمين ثروات الطاقة، تأمين النفوذ الاستراتيجي، تأمين أدوات الهيمنة على البشر وعلى الحجر، وتحت غطاء أمن إسرائيل تأمين رؤوس الأنظمة في البقاء كحزام أمني هذه الأنظمة إلى ما لا نهاية. إسرائيل القوية بعسكرتها تجعل منها عضوًا غريبًا في جسد الشرق الأوسط المستضعف بحكامه الأقوياء بحبوب التنشيط ميد إن يو إس إيه، وأمريكا التأمين على الحياة بزيفها تجعل منها قاطعة من قطاع الطرق في شرق أوسط مفتوح للنهب مثلما كانت أمريكا مفتوحة للنهب قبل توحيدها وكتابة دساتيرها ثم قيام مؤسساتها

أمن إسرائيل في المنطق الجيوسياسي أمن شعبها بين شعوب المنطقة وليس أمن حكامها بالقوة بين حكام آخرين مثلها، انطلاقًا من هذا الموقف تصبح إسرائيل عضوًا طبيعيًا من جسد الشرق الأوسط القوية شعوبه بقوة شعبها السلمية، قوة الشعب الإسرائيلي السلمية تكون من قوة النظام العلماني النظام الديمقراطي بالفعل لا مثله كمثل النظام الديمقراطي الانتقائي القائم، النظام الإنساني بالفعل عندما تعبر اليهودية عن الإنسانية، شرط إسرائيل الجديدة هذه هو شرط الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في تأمين مصادر الطاقة وأدوات حكم ديمقراطي لا أوتوقراطي، علماني لا شريعاتي، سلمي لا عسكراتي ودائمًا باتجاه واحد اتجاه ناس البلد ناس البلدان مصادر الثروة البشرية التي بحرياتها تنهض ببلدانها نهوض الأمريكيين ببلدهم، وهذه المرة كشركاء لا كأعداء للولايات المتحدة ولإسرائيل المتحدة

الإدارة الأمريكية تعلم تمام العلم ماذا كانت اليابان وماذا كانت كوريا الجنوبية في الاستراتيجية الجيوسياسية الأمريكية قبل الحرب العالمية الثانية وبعد الحرب العالمية الثانية، اليابان وكوريا الجنوبية وباقي بلدان جنوب آسيا كانت أكثر من بلدان الشرق الأوسط تخلفًا بألف عام دون أدنى مبالغة من طرفي، كانت أكثر خطرًا -فلأقل خطرًا- على أمن أمريكا وتأمينها لمصالحها، لكن كل شيء تغير بأمر التغير في أمريكا نفسها، وكل شيء تحول بأمر التحول في أمريكا نفسها، جاءت أمريكا باستراتيجية جيوسياسية جديدة من منطق التغير والتحول، فغدت اليابان وكوريا الجنوبية الحليفتين والشريكتين الولايتين العابرتي القارات للولايات المتحدة من دون خوف يطارد العقل السياسي الأمريكي بالفوبيا

الإدارة الأمريكية تحمي أمريكا والأمريكيين بتأمين مصالحها كما أرى وكما أريد بالممالك السبع العلمانية الديمقراطية السلمية التي إسرائيل وأمن إسرائيل وهناء شعب إسرائيل إحدى هذه الممالك، التغيير السياسي جذري في كل أقطار الشرق الأوسط + أفغانستان، التغيير السياسي قطع سكيني مع كل الأنظمة الحالية، وبعملية جراحية استئصالها كلها، عندئذ تذوب المصالح في المصالح، وتزول أسباب الخوف من الخوف، عندئذ ترقى الإدارة الأمريكية بالعمل معي، بالعمل مع الممالك السبع ولايات الولايات المتحدة الأنتركونتننتال، وبالعمل معي بالعمل مع الممالك السبع -فلأكرر مع إسرائيل ما بينها- نبني صرحًا جديدًا من صروح التاريخ بمفعول متأخر متأخر جدًا متأخر جدًا جدًا مفعول الأمركة، مفعول أقوى وأعظم صرح، أمريكي القوة وأمريكي العظمة، لثلث البشرية الذي هو مستقبل البشرية، المستقبل الأمريكي للبشرية