أوروبا تحب المملكة 7 وأخير


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6434 - 2019 / 12 / 10 - 15:11
المحور: الادب والفن     

التعاون بين أوروبا والعالم العربي ليس وليد المملكة، التعاون بين أوروبا ودول البحر المتوسط ابن المرحلة التي بدأت بنهاية الاستعمار بعد حرب السويس ومبادرات المجموعة الاقتصادية الأوروبية، وفي تسعينات القرن الماضي كانت مرحلة البحث عن الأمن في حوض البحر الأبيض المتوسط كملتقى للقارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا، ثم أتت مرحلة العولمة مع نهاية القرن الماضي مرحلة الشراكة الأوروبية المتوسطية كما ارتأت مسيرة برشلونة التي اصطدمت بالنفوذ الاقتصادي الأمريكي والنفوذ السياسي الأمريكي والنفوذ الانتكاحي الأمريكي. وحينما اقترحت خطة سلامي الأولى على الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي التي عمادها الاتحاد المشرقي، تلقف الناكر للجميل الفكرة في ثوب "الاتحاد من أجل المتوسط"، لكنه فشل في تحقيق ذلك لشرطين جوهريين غائبين، الشرط الأول الديمقراطية المنعدمة في أنظمة فاشية منفضحة، والشرط الثاني السلام المنعدم في فضائين إسرائيلي وفلسطيني مؤدلجين محتلين الواحد بالواحد والواحد بالآخر نخرين حتى النخاع. لهذين السببين تُوجب مملكتي الديمقراطية والسلام في دول حوض البحر الأبيض المتوسط والدول العربية ودول الشرق الأوسط لتكون هناك شراكة بنيوية مع أوروبا، وتدرك مملكتي هذه الشراكة الصغرى مع الأوروبيين بوسائل وبرامج الشراكة الكبرى مع الأمريكيين. عن هذه الطريق فقط يمكن انجاز تحديات الاقتصاد في المنطقة بروح استغلال أقل استثمار أكثر شعاري المعروف، وكذلك تحديات الأمن شغل الأوروبيين الشاغل بعد انفضاح دور إسرائيل كمخزن للسلاح الأمريكي فقط لا غير ولا شيء غير ذلك من دون براقع ومن دون براقش، وباقي تحديات المستقبل الأوروبي العربي الشرق الأوسطي التي في مقدمتها التحدي الديمغرافي خاصة التحدي الديمغرافي النمو الديمغرافي في مصر وحدها سيكون بمثابة الأخطبوط الذي سيهشم ويلتهم الابنة العاق في خمس دقائق وسيغزو أوروبا غزو الجراد، وتحدي الهجرة باستيعابها في منطقتنا من جواها من جوه منطقتنا يا أستاذ ماكرو بالاستثمار والاستثمار والاستثمار ولا شيء غير الاستثمار يا أستاذ ترامب يا مؤسستي "رينبو" التي يبدو أن لا أحد يريد فهمك غيري آه يا غيري! وتحدي الهوية رغم أن الخراء الإسرائيلي والخراء الفلسطيني رائحتهما القذرة واحدة، وتحدي الثقافة التي في إطار العولمة هي ثقافات والثقافات هي واحدة في كوداتها الخاصة وكوداتها الخصوصية، وتحدي التحديات السلام بين الخزق الإسرائيلي والخزق الفلسطيني والذي لا حل آخر للتوصل إليه في النتانة الإسرائيلية والعفنين الحماسي والفتحوي إلا بقيام القيامة التي هي المملكة.