في ذكرى اغتيال الرفيقين شابورعبد القادر وقابيل عادل من قبل إرهابيي الإسلام السياسي


مؤيد احمد
الحوار المتمدن - العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في ذكرى اغتيال الرفيقين شابورعبد القادر وقابيل عادل من قبل
إرهابيي الإسلام السياسي
اليوم وقبل 21 سنة، أقدمت مجموعة إرهابية تابعة لتيارات الإسلام السياسي في مدينة أربيل على اغتيال الرفيقين العزيزين شابورعبد القادر وقابيل عادل وذلك باقتحام مقر" اتحاد العاطلين عن العمل" في المدينة.
كان الرفيقان ناشطين قياديين محبوبين في حركة "النازحين" و"العاطلين عن العمل في كوردستان" وأعضاء قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومن المدافعين الأشداء عن حرية المرأة ومساواتها. كما وكانوا في طليعة نضالات وتظاهرات واحتجاجات النازحين والكادحين والعمال العاطلين عن العمل والنضال التحرري النسوي آنذاك.
أقدمت هذه العصابة الإرهابية المجرمة على اغتيال الرفيقين بدافع مصالح سياسية ووفق استراتيجية إجرامية محددة وليس بدافع التعصب الأيديولوجي البحت. جرى ارتكاب هذه الجريمة الوحشية بفتوى من الملالي الإسلاميين خطباء المساجد وذلك عن طريق تحريضاتهم المسمومة من على منابر المساجد ضد الشيوعيين وضد المناضلات والمناضلين من اجل حرية المرأة ومساواتها وفي مدينة كانت تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني. انهم ارتكبوا هذه الجريمة كعمل سياسي ضد ناشطين شيوعيين متواجدين في طليعة نضال العمال والمرأة والنازحين.
بالرغم من إن الإسلام السياسي وأحزابه ومجموعاته الإرهابية لم تكن قط قوة رئيسية في الحياة السياسية في كوردستان، غير انها كانت، وعلى الدوام، وبالأخص منذ السبعينات من القرن الماضي، تحاول ان تجد مكان لها فيما بين ثغرات وتناقضات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع وفي حواشي المعضلات الرئيسة التي كانت تواجه المجتمع.
ان اغتيالهم للكاتب عبد الخالق معروف إثر نشره كتابا علميا واغتيال رؤوف زهدي نظرا لمواقفه المناهضة للاسلام السياسي ومحاولة اغتيال الكاتب كريم زند لقيامه بترجمة الانجيل وكل ذلك في الثمانينات وعلى مرأى ومسمع النظام البعثي الفاشي، تلتها سلسلة من التهديدات والفتاوى بحق التقدميين والشيوعيين، وأخيرا اغتيال الرفيقين شابور عبد القادر وقابيل عادل بين بان طريق الإسلام السياسي لإيجاد مكان له داخل المجتمع هو الإرهاب والاغتيالات.
ان تاريخ الإسلام السياسي هو تاريخ إراقة أنهار من الدماء في كل مكان وصلته أياديه، ولا تزال البشرية تواجه تهديدات هذا التيار وجرائمه الإرهابية ومجازره وقمعه لكل ما هو إنساني وتحرري. ان الإسلام السياسي بوصفه تيارا برجوازيا يتصارع مع البرجوازية العالمية على حصته من السلطة والثروات في قلب علاقة راس المال العالمي، غير ان مهمته الرئيسية التاريخية وبجميع أطيافه تتلخص في الحفاظ على الرأسمالية المعاصرة المتأزمة وخنق كل تحرك ثوري وكل هبة لجماهير العمال والكادحين وسائر المضطهدين.
ستبقى ذكرى الرفيقين شابور عبد القادر وقابيل عادل حية في قلوبنا
مؤيد احمد
18-4-2019