من الاستعمار القديم إلى الإرهاب الإرهاب المباشر


بدر الدين شنن
الحوار المتمدن - العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ليس غريباً على الساسة الغربيين ، وخاصة أميركا وبريطانيا وفرنسا ، استخدام الذرائع للهجوم على الدول المتمردة على طاعة إملاءاتها العدوانية الاستعمارية .. فتاريخ كل من الدول الأعرق استعمارياً ، وعدوانية ، أميركا وبريطانيا وفرنسا مفضوح ومكشوف ، وهي لا تخفي قذارتها العدوانية بالأمس ، وتبرز بوقاحة أكبر ، إرهابها المباشر .. دعماً للإرهاب الدولي الذي بدأ يتضعضع .. وحفاظاً على مالحها الاستراتيجية التقليدية ، والطامعة بارتفاع منسوبها على حساب القوى الدولية النامية ، وخاصة روسيا ودول بريكس الأخرى .

العدوان الثلاثي ، الأميركي ، البريطاني ، الفرنسي ، صباح اليوم .. هو ضربة وقحة لسلام الشعوب وتطلعاتها في لمستقبل . وهو فرض نمط جديد في العلاقات الدولية تضع الدول الكبرى الأخرى أمام مسؤوليات في منتهى الخطورة ، بالنسبة لمسالحها المحلية المباشرة والعالمية قاطبة .وتضع العالم كله، لزمن رديء بشع طويت ، من النهب واللصوصية والفوضى ، يمكن اختزالها بكلمة هي أكثر قذارة من كل الكلمات .. هي الإرهاب .

إن انتقال الرأسمالية العالمية ، من ممارسة العدوان الاستعماري التقليدي في القرون الماضية ، إلى ممارسة الإرهاب الدموي المتوحش مباشرة .. هو انحطاط فاضح ، وانكشاف عار إفلاس هذا النظام الذي بات يدب في مقوماته العفن والتخلف ، ومعوقاً مباشرة وعدوانية لحق الشعوب بالسلام والكرامة والحياة الأفضل والحرية . إن العدوان الإمبريالي القذر على سوريا صباح اليوم ، على بعد أيام من موعد احتفال الشعب السوري من ذكرى طرد وإجلاء الاحتلال الفرنسي ( 17 نيسان 1946 ) وبالقرب من موعد ذكرى العدوان الثلاثي( الفرنسي ، البريطاني ، الإسرائيلي ، على مصر الحبيبة 1956 ، له دلالة وطنية وقومية ودولية هامة جداً .

إن العدوان الثي الإمبريالي ، الأميركي ، الفرنسي ، البريطاني ، على سوريا البطلة صباح اليوم .. مؤشر عار يدل على إرهابه و قذارته ولصوصيته بنفسه .. إنه الاستعمار القديم القميء يتجدد . ألم يأت الفرنسي عام 1920 إلى سوريا .. بذريعة تمدينها فقتل أيناءها .. وسرق ثرواتها . ألم تجتاح بريطانيا العالم الذي لا تغيب عنه الشمس لتصبح من أغنى دول العالم على حساب سيادة ودماء الشعوب المقهورة .. وهل يحتاج السؤال كيف نشأت أميركا من مجرمي العالم ومرتزقته وعلى حساب أكثر من مئة مليون من السكان الأصليين ، إلى جواب .

إن سوريا البطلة .. المعروفة عبر آلاف السنين ببطولاتها وتصديها لشتى أنواع الغزوات والفتوحات. والاجتياحات.. وبقيت أبية شامخة ستصمد أمام العدوان الإ ميالي القذر الجديد وتحقق جلاء .. عصرياً .. مشرفاً مقدساً آخر .. وتبقى .. وتبقى .. وتبقى . .

. .