من أجل استعادة الأرض والشعب
                        
                        
                            
                            
                                
                                
                        
                        
                            
                                
                                
                                
                                    بدر الدين شنن
                                
                                
                                
                                
                                
                                
                                
                                    الحوار المتمدن
                                    -
                                    العدد: 5758 - 2018 / 1 / 15 - 14:58
                                
                                
                                المحور:
                                    مواضيع وابحاث سياسية
                                
                               
                                
                                    
                                    
                        
                        
                              
                            
                            
                              
                        
                        
                        
                            
                                مع ارتقاء الطباعة علمياً ، دخلت مهنة الطباعة الجامعة ، كقسم هام من أ  قسامها . وصارت مميزة  أكثر إقيالا  في ا لإعتماد على دورها القني ، والاقتصادي والسياسي ، والإعلامي ، وتملك المعاير لاكتشاف المعرفة والمسؤول  . وتتعامل مع حاجات " المفاوضات " أنى طلبت ، من خلال الا علان ، والا علام ، واللون . والنص . لقد كان من طبيعة العمل اليدوي ، أن تبقى بعد الطبع ، كلمات منحرفة عن النص ، تسمى أخطاء مطبعية " . وحين كان يستبدل الحرف الأخير " سهواً أو عمداً من كلمة " خطأ " يتغير المعنى تماماً . إذ أنها تصبح " خطر" .بدلاً من " خطأ مطبعي " وينتقل النص إلى مضمون آخر . 
ومع تطور المهنة علمياً ، صارت نتائج هذا الاستبدال ، أو السكوت عنه ، خطيرة ، خاصة في مجال السياسة ، والحسابات العلمية الدقيقة. وتحولت دلالته إلى معيار أخلاقي ومنطقي . وبذا يدخل ما يسمى " الخطأ المطبعي " العوالم المختلفة . ويكتسب دوره السياسي أولاً ولذا من الظلم تسمية هذه الكلمة بالشكلين المتداولين " خطأ مطبعي " . والمحاولات لتمويه هذا العمل الخبيث خطيرة وغير مشرفة . وحسب خبرتي في الطباعة والكتابة ، لا يوجد خطا مطبعي ، بعد الطبع . وإنما الخطأ بعد الطبع ، هو خطأ الكاتب المسؤول عن النص كله . ما يقال عن الخطأ الخبيث ، ينطبق على التفاوض التآمري الخبيث . السياسي والاقتصادي والعقاري .. وغيره الخبيث 
في السياسة والحرب في سوريا ، ليس هناك أخطاء مطبعية ، وإنما هناك أخطاء نارية ، تحمل أسماءها المطابقة . والذين يخافون من الحرف ، والكلمة ، والمطبعة ، وعمال الطباعة ، ويقومن بتدير المطابع .. هم مجرمو حرب .
***
وعلى مستوى المعايير المتطورة تكنولوجياً ، عن الطباعة ، ويمكن استخدامها في المفاوضات ، فإن كل المفاوضات تقريباً ، بقصد أو بعفوية موروثة ، أو بحكم ضآلة الإمكانات ، تمارس على مستوى الأقذر والأسوأ ، لأنه من المعروف أن هناك دولاً ، إقليمية ، قد سرقت أرض الوطن بما يعادل ، أربعة اضعاف ما تسمى الآن سوريا . سيما وأن معظم قيادات السياسيين المعارضين ، هم مثقفون ، أو من كبار العمر . وعدد منهم قد عايش عدداً من هذه الجرائم ، التي وقعت بحق سوريا . أو ان هذا أو ذاك منهم هو شريك المجرم الفاعل . 
فمن اصل نحو " مليون ك2 " هي مساحة سوريا الحقيقية ، التي كانت قائمة ، في خر أيام الحرب العالمية الأولى ، التي طرد فيها الاحتلال العثماني من سوريا . سرقت تركيا بعد تشكيلها دولة ، بموجب اتفاقيات مع الدول الاستعمارية ( 250 ألف كم2 )   على اتداد شمال سوريا ، من أضنة إلى ديار بكر .  وبين الحربين العالميتين ، سرةت المملكة السعودية ، ما يعادل ( 250 ألف كم2 ) . وسرقت بريطانيا وفرنسا ، باتفاقية ( سايكس ــ بيكو ) " 1916 " غرب العراق ، وبريطانيا ، والأردن ، وفلسطين ،وسوربا الحالية ولبنان ) . أي أن المجموع يصبح بحجم المساحة السورية التاريخية . ورغم ذلك أقامت وتقبم المعارضات ، والحكومات ، العلاقات المختلفة مع هذه الدول . 
ثم قامت هذه الدول بإنشاء جيوش الإرهاب ، وإعلان الحرب على عدد من الدول العربية ، وتطاولت بوحشية ، على ليبيا ، وسوريا ، والعراق ، واليمن . ثم محورت حروبها العدوانية ، بتشكيل الأحلاف العدوانية ، مثل التحالف الأميركي الدولي ، والتحالف السعودي الإسلامي الدولي . 
والؤال القائم الآن هو .. هل علاقات المفاوضات تاريخياً وحتى الآن ، مع الدول اللصوصية حول السرقات المتوالية للأرض السورية والعدوان ، هي " أخطاء أم أخطار " تفاوضبة  أم جرائم .
***
والسؤال الاتاريخي الدامي ، المذيل ، هو لماذا رغم معرفة الجميع بالحقيقة ، باغتصاب الأراضي السورية الأوسع ، لماذا يستمرون بالصت ، وبعدم تشجع وتحريض الحركات السبابة الشعبية المقاومة ، لتجاوز الاحتلال ، واسترداد الحق المسروق . ولئلا نظلم أحداً ، هناك من يطال ( بلواء اسكنرون ما يعادل 5 آلاف كم2 ) فقط ويهملون مئات آلاف الكيلو مترات . والجميع يسكتون عما سرقته المملكة السعودية ، وتركيا وغيرها . وكل من تركيا والمملكة يطلبون ويعملون بوقاحة ، لاحتلال المزيد من الأراذي السورية فباذا يمكن تسمية أفعا ل المقاوضات الغاطسة ، بهذا الاستنقاع والانحطاط ، حتى بدون أي تبرير سياسي مزيف ، أو استعمال قذر " لمنتج مطبعي " غبي منحرف تحت الطبع ، وبعد الطبع .
ومن سوء حظ تجار السياسة ، لقد انتهت مرحلة " الخطأ المطبعي " ومبرراته ، وحل محله .. ما تسمى .. مرحلة " خطأ استراتيجي .. أو تكتيكي " تحت النار . 
وما بين "" ايترتيجي وتكتيكي " في الحرب ، يطفو على السطح أحساناً التفاوض . والبحث عن حل سياسي ، في دولة ما ، من الدول الصديقة وأحياناً المعادية . تاريخياً .. وإذا تجاوزنا الطباعة ، مهنياً وفنياً وإلكترونياً ، التي تقيد في تحديد المعايير الفنية والأمور العادية ، فما هو مصير مع أكثر الوسائل الأخرى تعقيداً، مثل البتاء والقانون ، وخاصة في السياسة والحرب . 
وعملياً ماذا بأيدينا الآن ، من معايير في البحوث السياسية التفاوضية . وأين نفاوض ، ومع من ، وبرعاية من ، لقد ذهب المعارضون السوريون ، إلى أصدقائهم ، وتفاوضوا في عواصم دولية وعربية سنوات عدة .. لكلها لم تقدم ما يريده الشعب السوري 
*  *   * 
لقد قاوم ، وقاتل الشعب السوري ، بعد الاستقلال ، الانقلابات .. والمؤامرات الاستعمارية . وإسرائيل . لكنه بقي يقاوم على الحدود وبقدرات مستحيلة عند غيره .. ومحاصر بحرب تتبعها حرب  . وهو دون هوادة  يقاتل ويقاوم الحروب . 
آخر الحروب التي خاضها ويخوضها .. هي حروب الإرهاب الدولي . وهو الآن يتقدم نحو التحرير . ويستعد في الوقت عينه ، لحرب ومواجهات جديدة ، مع محمور الإرهاب والعدوان ، الأميركي ، الصهيوني الرجعي . آخذا بالاعتبار ، أنه طالما كانت لدى أميركا القدرة على التنافس والتجدد ، فإن علينا نحن أيضاً وأكثر ، أن نتوحد ونتجدد .. 
بعد أيام قد ينعقد ما سمي " المجلس الوطني السوري " في " سوتشي .. في روسيا الاتحادية " . واستدراكاً لأي التباس ، أو تردد ، ومقاطعة ، قيل أن سوتشي ، ليس بدبلاً عن " جنيف القادم " . 
ومثل هذه النتائج ، قبيل وبعد انعقاد المؤتمرات والمفاوضات اللافتة .. مع لصوص الأرض ، والسيادة والكرامة السورية ، هي عادية ومتوقعة . فما زالت أفعالهم الجرمية راسخة على الأرض السورية في تركيا والمملكة ، والأردن ، ولبنان ، وغرب العراق ، وفلسطين . فكيف يمكن الثقة بهذه الدول ، في مفاوضات ، من المتوقع ألا تثمر إلاً مؤمرات جديدة . سيما ,أن المفاوضات في سوتشي سترحل جنيف
إذن إن لم يتم التراجع عن الجرائم الواقعة على سوريا ، ووقفت عمليات الاحتلال الجديدة الجارية الواقعة على سوريا ، خاصة في شمال شرق سوريا ، من قبل أميركا ، فرنسا ، وتركيا ، والكرد السوريين الانفصاليين .. فما هي ضمانات سوتشي الإيجابية . 
إن القوى السياسية السورية ، القومية التحررية ، واليسارية التقدمية .داخل الحكم وخارجه ، مدعوة في هذه الظروف بالذات ، لتحمل مسؤولياتها السياسية والعسكرية ، وإعادة بناء الدولة السورية .. بداية  بإقامة الوحدة الوطنية ..ووحدة كل مكونات الشعب  أخوياً وإنسانياً .. واستعادة الأرض المسروقة .. وإنهاء عار " مرحلة وجود غالبية الشعب السوري في خارج البلاد منذ وقت طويل وحتى الآن.. . ونبذ ما يتعارض مع المسار الوطني الديمقراطي الموحد .. من قبل    أقليات قومية أو مذهبية أو غيرها . 
فر عذر تاريخي وأخلاقي وسياسي لأطراف .. أياً كانت .. تواصل تمزيق الشعب .. وتهدد وحدته ..     ووجوده .